الإثنين، 16 يونيو 2025

11:10 ص

"تحول هائل بالعكس".. كيف تلقى الاحتلال تراجع ترامب عن التهجير؟

دونالد ترامب- أرشيفية

دونالد ترامب- أرشيفية

سيد محمد

A .A

شكلت التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تراجعًا عن خطته لترحيل سكان غزة، ولكن يكمن السؤال كيف تلقت دولة الاحتلال ذلك، بعد تغنيها خلال الأسابيع الماضية بخطة ترامب.

إخلاء طوعي وليس قسري

علق مراسل القناة الـ14 الإسرائيلية، بن يانيف، على تصريحات ترامب: "لا أحد يطرد الفلسطينيين من غزة"، مبينًا بأنه تصريح يتناقض ظاهريًا مع الخطة التي عرضها الشهر الماضي خلال لقائه مع رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو.

وأشار المراسل إلى أن التصريحات جاءت في سياق رفضه استخدام كلمة "ترحيل"، مؤكدًا أنه عقب تصريحاته، استفسر عن هوية الجهة الإعلامية التي طرحت عليه السؤال، وعندما عرفها، رد بسخرية قائلًا: "ليس مفاجئًا".

وبيّن المراسل، أنه يبدو أن ترامب قصد التأكيد على أن الإخلاء لن يتم قسرًا، بل من خلال تشجيع الهجرة الطوعية، وهو ما أشار إليه سابقًا عند لقائه بنتنياهو، حين قال: "لا أحد يرغب في العيش هناك".

وسارعت وسائل الإعلام العربية إلى الاحتفاء بتصريحات ترامب، رغم أنه لم يوضح بعد ما إذا كان قد تراجع رسميًا عن الخطة.

تحول هائل في العلاقات.. يسير في الطريق العكسي

بينما كشف المحلل السياسي الإسرائيلي، المتخصص في الشؤون الأمريكية، شلومو شامير، أنه في الوقت الذي يتحدث فيه نتنياهو عن "تحول هائل" في العلاقات مع الولايات المتحدة، تكشف الوقائع أن واشنطن تجري محادثات مباشرة مع حركة حماس، بل وتمدد يدها نحو إيران.

وأكد شامير، في مقاله بصحيفة “معاريف” الإسرائيلية، أنه بعد لقائه الأخير مع ترامب بالبيت الأبيض، وصف نتنياهو المحادثات بأنها "تحول هائل لأمن إسرائيل"، لكن الواقع يكشف أن هذا "التحول الهائل" يسير في اتجاه مختلف تمامًا عما كان يأمل.

وتابع بأن حكومة الاحتلال تفاجأت باكتشاف أن البيت الأبيض يجري محادثات مباشرة مع حماس من أجل تأمين إطلاق سراح رهائن أمريكيين، دون أي تنسيق مسبق مع إسرائيل. ووفقًا لمحللين في واشنطن، فقد تم اتخاذ ذلك القرار الأمريكي دون استشارة تل أبيب، بل حتى دون إبلاغها مسبقًا.

وزير الاحتلال للشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، المعروف بأنه المهندس الرئيسي للعلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة، غاضب من تلك المبادرة الأمريكية، لدرجة أنه وجه انتقادات حادة للمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف.

ويرجع غضب ديرمر إلى أن إسرائيل كانت دائمًا تهيمن على ملف العلاقات الثنائية، لكن ذلك القرار الأمريكي المهم اتُّخذ بعيدًا عن إشرافها أو تدخلها.

وفي تطور آخر، أبدى المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون الرهائن، آدم بوهلر، ارتياحه لتلك المحادثات، مؤكدًا أنها "مثمرة للغاية".

السياسة الأمريكية تجاه إيران: مفاجأة غير متوقعة

لكن المفاجأة الحقيقية في العلاقات بين دولة الاحتلال وأمريكا تكمن في السياسة الجديدة التي يتبناها الرئيس ترامب تجاه إيران، فرغم أن الأخيرة إحدى ألد أعداء الكيان لكن يبدو أن واشنطن تسعى للحوار معها، حيث قدم ترامب عرضًا رسميًا لطهران للدخول في مفاوضات.

حتى الآن، لم يتضح تمامًا ما الذي يسعى ترامب لتحقيقه من خلال تلك المحادثات، كما أن طهران لم تحسم موقفها بعد تجاه المبادرة الأمريكية.

ولكن ما يبدو جليًا، وفقًا لمحللين بارزين في واشنطن، هو أن ترامب قرر بشكل قاطع تجنب أي مواجهة عسكرية مع إيران، مفضلًا المسار الدبلوماسي لمنعها من تطوير قدراتها النووية.

بالنسبة لنتنياهو، فإن ذلك التوجه الأمريكي يعني أنه قد يتعين عليه التخلي عن أي خطط كانت قيد الدراسة لضرب المنشآت النووية الإيرانية.

search