الثلاثاء، 06 مايو 2025

11:21 م

صاحب الحنكة السياسية.. لماذا لقب الشيخ زايد آل نهيان بـ"حكيم العرب"؟

الشيخ زايد آل نهيان والرئيس أنور السادات

الشيخ زايد آل نهيان والرئيس أنور السادات

في ذكرى ميلاده، يعود إلى الأذهان اللقب الذي اشتهر به الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث لُقب بـ"حكيم العرب"، نظرًا لحنكته السياسية والاقتصادية التي برزت في مواقفه المحلية والعربية والدولية.

وكان زايد بن آل نهيان صاحب بصيرة نافذة وصدر رحب، سعى دومًا إلى لم الشمل العربي، وتوحيد الصفوف لمواجهة التحديات المصيرية، وفق البوابة الرسمية لحكومة الإمارات العربية المتحدة.

دعم الشيخ زايد للعرب

اشتهر الشيخ زايد بمواقفه الثابتة والحازمة تجاه قضايا وطنه وأمته، وعلى رأسها القضية الفلسطينية ودعم الكويت أثناء الغزو العراقي. 

كما دعا باستمرار إلى تعزيز التضامن العربي، انطلاقًا من إيمانه بأن وحدة الصف هي السبيل الأمثل لمواجهة الأزمات والتهديدات التي تحيط بالوطن العربي.

ومنذ توليه قيادة دولة الإمارات عام 1971، حرص زايد على بناء علاقة وثيقة مع أبناء الشعب الإماراتي، كما كان يؤمن بأن تماسك مجتمعه يبدأ من الثقة المتبادلة بين الحاكم والمواطن، فكان دائم اللقاءات بالمواطنين، متفاعلًا معهم ومتابعًا لشئونهم عن قرب.

الشيخ زايد مع بعض حكام العرب

منح فرص لجميع المواطنين

وجّه الشيخ زايد حكومته لتطوير القطاعات الاساسية مثل التعليم والصحة والعدالة والرعاية الإجتماعية، كما حرص على منح الفرص لجميع المواطنين ليكون لهم دور فاعل في بناء الدولة، وهي السياسة التي ما تزال الإمارات تسير على نهجها حتى اليوم.

وعلى المستوى الاقتصادي، نجح الشيخ زايد في توظيف عائدات النفط لبناء بنية تحتية متماسكة واقتصاد قوي، جعل الإمارات واحدة من أكثر الدول تطورًا في المنطقة، بعيدًا عن الاعتماد الأحادي على النفط.

وتميّزت السياسة الخارجية التي أرساها الشيخ زايد بالحكمة والاعتدال، واعتمدت على التوازن ومناصرة العدالة، إضافة إلى الحوار كوسيلة لحل النزاعات، حيث لعب دور الوسيط في عدة مناسبات عربية، ما أكسبه احترامًا واسعًا على المستوى الإقليمي والدولي.

الشيخ زايد مع عرفات

مواقف نبيلة تخلّد اسمه

ومن أبرز مواقفه خلال حرب أكتوبر 1973، دعمه القوي لمصر وسوريا، حين صرّح قائلًا: “النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي”، وقد أرسل حينها ابنه الأكبر، الشيخ خليفة بن زايد، إلى جبهة القتال مشاركًا في المعركة، ليعلن عن دعم الإمارات المادي والسياسي والعسكري للدول العربية في المواجهة.

وعُرف زايد بعطائه الإنساني الذي تخطى الحدود، مقدماً الدعم للمتضررين من الكوارث الطبيعية والحروب دون تمييز في الدين أو الجنس أو العرق، ومن أبرز مبادراته في هذا المجال تبرعه بـ5 ملايين دولار لمنكوبي إعصار "أندرو" في الولايات المتحدة عام 1992، إضافة إلى مساعدات لضحايا الزلازل في اليونان وجواتيمالا.

كما آمن الشيخ زايد بأن العلاقات الدولية يجب أن تُبنى على التعاون والاحترام المتبادل، وأن الحوار هو الوسيلة المثلى لحل الأزمات، ما جعله يحظى بمكانة دولية مرموقة، انعكست في عدد كبير من الجوائز والتكريمات العالمية.

الشيخ زايد مع الملك حسين بن طلال العاهل الأردني الأسبق

جوائز وتقديرات عالمية وإرث خالد للشيخ زايد

نال الشيخ زايد خلال مسيرته العديد من الجوائز العالمية تقديرًا لحكمته ومبادراته الإنسانية، حيث حصل على لقب "رجل عام 1988" من عدة جهات دولية، وجائزة "داعية البيئة" من منظمة المدن العربية عام 1998.

كما حصل على "الوثيقة الذهبية" من المنظمة الدولية للأجانب في جنيف عام 1985، و"الشخصية الإنمائية لعام 1995" وفق استطلاع مركز الشرق الأوسط للبحوث، ودرع العمل من منظمة العمل العربية عام 1996.

ترك الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، إرثًا خالدًا من التسامح، والقيادة الحكيمة، والعطاء الإنساني، والتفاني في خدمة وطنه وأمته، ولا تزال إنجازاته ومبادئه تشكل ركائز في مسيرة دولة الإمارات نحو المستقبل.

search