السبت، 02 أغسطس 2025

02:20 ص

3 خيارات على طاولة نتنياهو.. هل تختار إسرائيل طريق السلام أم الحرب؟

جيش الاحتلال الإسرائيلي في أحد مناطق قطاع غزة

جيش الاحتلال الإسرائيلي في أحد مناطق قطاع غزة

نهى رجب

A .A

مع انتهاء عملية "عربات جدعون" الإسرائيلية فعليًا في قطاع غزة، تجد إسرائيل نفسها أمام مفترق طرق حاسم، في وقت تشهد فيه أروقة مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مشاورات مكثفة للتوصل إلى اتفاق شامل، يتضمن إطلاق سراح جميع الأسرى ووقف إطلاق النار، بحسب ما أوردته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، اليوم الجمعة.

ووفقًا لمصادر سياسية تحدّثت للصحيفة، فإن رفض حركة حماس للمقترح الإسرائيلي قد يمنح تل أبيب "شرعية داخلية ودولية" لتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق في القطاع.

وتأتي هذه التطورات في ظل تعثّر مفاوضات صفقة تبادل الأسرى، التي كان من المفترض أن تفضي إلى وقف إطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة.

خطة بديلة من ثلاث مسارات

بناءً على توجيهات القيادة السياسية، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي في إعداد خطة بديلة لاستئناف القتال، تشمل خيارين عسكريين وخيارًا سياسيًا، قد يُطرح بالتوازي مع أي تحرّك ميداني محتمل.

ومن بين السيناريوهات المطروحة، خيار عسكري يقوم على عمليات محدودة ضد ما تبقى من ألوية حماس في مدينة غزة والمخيمات المركزية، مقابل خيار آخر يتمثل في هجوم بري واسع النطاق، رغم المخاوف من تأثيره على حياة الأسرى والمدنيين. أما الخيار السياسي، فيدعو إلى وقف شامل لإطلاق النار مقابل إطلاق جميع الرهائن الإسرائيليين.

الرهائن في قلب المعركة

ووفق تقييمات عسكرية، تمكّن الجيش الإسرائيلي من تحييد 3 من أصل 5 ألوية تابعة للجناح العسكري لحماس في مناطق رفح وخان يونس وشمال القطاع، بينما تتركز المواجهات حاليًا في مدينة غزة والمخيمات، حيث يُعتقد أن الرهائن الإسرائيليين محتجزون، سواء أحياء أو أموات. 

وتقدّر السلطات الإسرائيلية وجود نحو مليون مدني في غزة وأكثر من نصف مليون في المخيمات، ما يجعل أي عمل عسكري محفوفًا بمخاطر كبيرة.

وأفادت الصحيفة بأن هناك دعوات متزايدة لاقتحام هذه المناطق، رغم الخطر على حياة الرهائن، في محاولة لتحقيق هدف الحرب المعلن والمتمثل في إسقاط حكم حماس.

خطة "الهزيمة والاستنزاف" بديلاً عن الحسم

وفي سياق متصل، قدّم رئيس أركان جيش الاحتلال، إيال زامير، خطة بديلة تقوم على استراتيجية "الهزيمة والاستنزاف"، وتتمثل في تنفيذ عمليات برية محددة دون السعي إلى حسم عسكري شامل، بهدف الضغط على حماس وإجبارها على القبول باتفاق جزئي.

تقليص الانتشار العسكري في غزة

بدأ جيش الاحتلال بالفعل في تقليص انتشاره داخل القطاع، حيث انسحبت الفرقة 98 وعدة ألوية نظامية من مهامها، وأُعيد جنود الاحتياط للراحة وإعادة الانتشار. 

وتشير المعطيات إلى أن عدد القوات الإسرائيلية داخل غزة انخفض إلى 8 ألوية فقط، وهو أدنى مستوى منذ بدء عملية "السيف الحديدي".

3 خيارات رئيسية على طاولة نتنياهو

بحسب "يديعوت أحرونوت"، يناقش مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي حاليًا ثلاثة سيناريوهات رئيسية:

  1. استراتيجية الاستنزاف: مواصلة الضغط عبر تطويق غزة والمخيمات وشن غارات وعمليات محدودة.
  2. اجتياح بري شامل: رغم المخاطر الكبيرة، بهدف تدمير ما تبقى من البنية العسكرية لحماس.
  3. خيار سياسي شامل: وقف كامل للعمليات العسكرية مقابل إطلاق جميع الأسرى.

تفاهم "أمريكي-إسرائيلي"

ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي – لم يُكشف عن اسمه – أن هناك اتفاقًا بين إسرائيل والولايات المتحدة يقضي بأنه إذا لم تستجب حماس لهذا المقترح، فسيتم الانتقال إلى خطة شاملة لنزع سلاح الحركة والقطاع بالكامل، دون العودة إلى صفقات جزئية.

ويرى مسؤولون أمنيون إسرائيليون أن هذا التصعيد قد يُكسب تل أبيب شرعية أكبر، سواء داخليًا أو دوليًا، خاصة في حال فشل الجهود الدبلوماسية وكشف موقف حماس الحقيقي من فرص التهدئة.

search