الخميس، 08 مايو 2025

01:33 م

البقر يتقدم صفوف القتال.. حرب الهند وباكستان تورط “الآلهة”

صورة بالذكاء الاصطناعي لبقرة مربوطة في صاروخ باكستاني

صورة بالذكاء الاصطناعي لبقرة مربوطة في صاروخ باكستاني

جهاد أشرف

A .A

في واقعة غير مسبوقة أثارت صورة مولدة بالذكاء الاصطناعي، تُظهر بقرة مربوطة على صاروخ باكستاني، وجوارها عدد من المواطنين من جنوب باكستان، جدلًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، في مشهد ساخر للتصعيد العسكري الأخير بين الهند وباكستان.

وتعكس الصورة جانبًا من التفاعل الشعبي عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع التطورات العسكرية، بين السخرية والانتقاد، في وقت تدعو فيه جهات دولية عدة إلى التهدئة وضبط النفس بين القوتين النوويتين.

رمز مقدس وحماية متشددة 

تُعد البقرة منذ القدم أحد أبرز الرموز المقدسة في الثقافة الهندية، ويرجع ذلك إلى مكانتها الرفيعة في الديانة الهندوسية، حيث تختلف الطوائف في مدى تقديسها لهذا الحيوان. 

وبينما تنظر بعض الطوائف إلى البقرة باعتبارها كائنًا يستحق الاحترام والتبجيل دون العبادة، تذهب طوائف أخرى إلى حد تأليهها واعتبارها كائنًا مقدسًا يستحق الطقوس الدينية الخاصة.

رمزًا للأرض المعطاءة

وترى الطوائف التي تبجل البقر دون عبادتها أن تقديسها ينبع من كونها رمزًا للأرض المعطاءة، حيث تمنح الكثير مقابل القليل، فهي لا تستهلك سوى الماء والعشب والحبوب، لكنها في المقابل تقدم الحليب ومشتقاته من قشدة وزبدة ولبن وسمن وغيرها، حتى بعد موتها تُستخدم أجزاؤها في مجالات عدة، مثل اللحم، والعظام، والجلود، وغيرها، ما يجعلها تمثل رمزًا للحياة والعطاء في الفلسفة الهندوسية.

أمنا البقرة

في المقابل، تتبنى طوائف هندوسية متشددة نظرة أكثر تطرفًا، حيث تعبد البقر فعليًا، وتعتبر المساس بها أمرًا لا يُغتفر. 

وقد ظهرت جماعات مسلحة تُعرف باسم "حماة البقر"، تهاجم من يذبح البقر أو يتناول لحومها، لا سيما من المسلمين والمسيحيين، وتقوم بمصادرة الأبقار منهم بالقوة.

وعلى الرغم من محاولات الحكومة الهندية الحد من نفوذ هذه الجماعات، فإنها لا تزال تمارس نشاطها علنًا، بل وتوثق عمليات الاعتداء وسرقة الأبقار، وتبثها عبر مواقع التواصل، مصحوبة برسائل متطرفة من قبيل: "ديننا منحنا الحق في حماية أمنا البقرة".

التصعيد بين الهند وباكستان

وشهدت العلاقات بين الهند وباكستان تصعيدًا جديدًا في أعقاب هجوم مسلح استهدف مجموعة من السياح في كشمير، والذي وقع مطلع شهر مايو 2025، وأدى إلى مقتل عدد من المدنيين الهنود بينهم أطفال ونساء، وإصابة آخرين بجروح خطيرة.

وأسفرت الهجمات الأخيرة عن مقتل 12 شخصا وإصابة 55 في الهجوم على باكستان، بحسب وكالة رويترز.

وتعكس هذه الظاهرة تعقيدات التداخل بين الدين والسياسة، وتبرز التوترات المجتمعية التي تثيرها قضايا الهوية والمقدسات الدينية.

search