أغيب أغيب!!
"معادش فيه شيء مضمون في الحياة"...
خاااالص ....
و اللي يوعدك بغير كده، يبقى بيضحك عليك
منذ الأزل، عاش الإنسان وهو يطمح إلى اليقين في حياة يسودها الاستقرار.
اعتقد الناس أن هناك عناصر ثابتة يمكن الركون إليها: الحب، المال، الصحة، الأمان
كان يعتقد أن بإمكانه امتلاك الدنيا، إن امتلك مقوماتها، أو أنه بذلك سيصبح أسعد إنسان على وجه الأرض!!
لكن مع مرور الزمن، وبمرور الأحداث والتجارب التي شكلت مصير البشر، بدأ يتبدد هذا الوهم. بل وأصبح الوهم والحلم وجهين لعملة واحدة يسودها الألم!!
وأصبحنا نواجه حقيقة مؤلمة لا مفر منها..
"لا شيء في الحياة يمكن أن يكون مضمونًا. ولا شيء يقف في مكانه دون أن يشوبه التغير"..
الحياة، في جوهرها، ليست سوى سلسلة من اللحظات التي تتبدل، تجلب معها مفاجآت وتحديات غير متوقعة. نتصور أن لدينا سيطرة كاملة على مصيرنا، لكن سرعان ما ندرك أن القوى التي تحركنا تفوق قدرتنا على التحكم ونكتشف قدرنا الحقيقي في هذه الحياة...
المرض يأتي فجأة، وقد تكتسحنا رياح الأزمات الاقتصادية دون أن نكون مستعدين.
العلاقات التي نبنيها، مهما كانت قوية، قد تتلاشى لأسباب لا ندركها أو حتى دون أن نكون مخطئين!!
حتى مشاعرنا الخاصة تتغير مع الزمن؛ ما كان حبًا قد يصبح خيبة أمل، وما كان راحة قد يتحول إلى قلق!!
التغيير هو السمة الأبدية التي لا مفر منها.
وكلما حاولنا أن نمسك بالثوابت، تتسلل من بين أصابعنا. الفلسفة القديمة أكدت هذه الحقيقة عبر مفاهيم مثل "التغير" و"الزمن"، حيث قال هيراقليطس: "لا يمكنك أن تخطو في نفس النهر مرتين"، مذكرًا إياك بأن العالم من حولك في حالة تغيير مستمر، وأنك جزء من هذه العملية.
ولكن... من يدرك حقا قوة هذه الفلسفة؟!!!
لكن التغير لا يعني بالضرورة الشر. ففي قلب هذه التقلبات توجد فرصة للنمو والتطور.
والتغيير لا يعني التمرد وإن كان في ظاهره فشل!
إذا كانت الحياة غير ثابتة، فهذا يعني أننا نملك دائمًا القدرة على إعادة تشكيل أنفسنا، على اكتساب مهارات جديدة، على التجديد. وهذه الصفه معجزة كبيرة من معجزات خلق الإنسان!
الأزمات، على الرغم من قسوتها، تمنحنا أيضًا دروسًا لا يمكن أن نتعلمها في أوقات الاستقرار. قد لا يكون هناك شيء مضمون، ولكن هناك دائمًا فرص جديدة تنتظرنا في كل تحول.
أينعم نحن أيضا نتبدل وما ينكسر بداخلنا قد يفقدنا الضي و الشغف.
و لكن ما زال هناك بصيص نور يجبرنا على الإفاقة!
إذن، ماذا نفعل في مواجهة هذا اللايقين؟
الإجابة تكمن في التكيف.
الحياة قد لا تمنحنا ضمانات، لكن يمكننا أن نمنح أنفسنا الأمل والمثابرة في مواجهة المجهول، وأن نقتنع أن تغيرات الحياة هي صورة من صور الابتلاء، والرضا بالابتلاء هو أقوى طريق للجنة...
نحن جزء من هذا الكون المتغير، وعلينا أن نكون مستعدين لاستقبال كل تحوّل بروح مرنة. فالتوقعات قد تتبدل، ولكن ما يبقى هو قدرتنا على العيش بتوازن وسط هذا التغيير المستمر.
في النهاية، قد تكون الحياة غير مضمونة، لكن هذا هو ما يجعلها غنية بالاحتمالات.
في كل لحظة، نملك الخيار: إما أن نستسلم للظروف، أو أن نواجهها بإرادة صلبة وعقل متفتح. نعم، لا شيء مضمون، ولكن هذا نفسه ما يمنحنا القوة على الاستمرار، والتطور، والإبداع.
فكن أنت الحياة ولا تجعل الحياة أنت....

الأكثر قراءة
-
سعر الدولار أمام الجنيه اليوم السبت 9 أغسطس 2025.. كم بلغ؟
-
جريمة بلا عقاب
-
"الحرية والعدالة".. 11 عامًا على سقوط القناع السياسي لـ"جماعة الشر"
-
من الحصر إلى الإخلاء.. 8 خطوات لتطبيق قانون الإيجار القديم
-
ارتفاع عدد ضحايا انفجار أنبوبة بوتاجاز في مطعم بسوهاج لـ6 أشخاص
-
من أجل المال.. نهاية مأساوية لشاب على يد ابن عمه في أسيوط
-
الفرصة الأخيرة.. موعد غلق باب تظلمات الثانوية العامة 2025
-
بعد تردد اسمها بالمدرجات.. حقيقة الربط بين هدى الإتربي وزوجة زيزو

مقالات ذات صلة
تعبت؟!
31 يوليو 2025 12:46 ص
فاضي الجمعة شوية| من قلب العتمة.. خرجت أنت!
08 يوليو 2025 10:52 ص
هكذا تهمس لنا الرحلة!
23 مايو 2025 08:42 ص
فاضي الجمعه شوية| اختفاء بلا دليل
29 أبريل 2025 04:23 م
أكثر الكلمات انتشاراً