بعد مروره بوعكة صحية.. من هو صنع الله إبراهيم؟

صنع الله إبراهيم
سيطر القلق على الأوساط الثقافية، بعدما ناشد الكاتب خالد منتصر الجهات المعنية بالتدخل العاجل لعلاج الأديب صنع الله إبراهيم، متسائلًا عن إمكانية نقله إلى مستشفى وادي النيل لتلقي رعاية طبية أكثر تخصصًا، خاصة بعد تعرضه لكسر في مفصل الحوض.
صنع الله إبراهيم
صنع الله إبراهيم، سياسي وروائي يبلغ من العمر 88 عامًا، ولد بالقاهرة في 24 فبراير 1937، وكان اسمه الفريد ثمرة استخارة والده، الذي فتح المصحف فوقع بصره على آية من سورة النمل: “صُنعَ الله الذي أتقن كل شيء”.
في حديثه مع الإعلامي ياسين عدنان، في برنامج “بيت ياسين” صرح صنع الله بأن والده كان السبب في نشأته على الكتب، حيث كان يعج المنزل بأنواع مختلفة من الكتب والروايات، مؤكدًا أن طفولته تأرجحت بين قصص كليلة ودمنة، وألف ليلة وليلة، وروايات الجيب المترجمة.

درس صنع الله الحقوق، لكنه انصرف عنها مبكرًا إلى العمل الصحفي والنشاط السياسي، حيث انتمى إلى المنظمة الشيوعية المصرية "حدتو"، واعتُقل عام 1959 ضمن حملة شنها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر على التيار اليساري، وقضى أكثر من خمس سنوات في سجن الواحات.
خروج صنع الله من السجن
بعد خروجه من السجن، عمل في وكالة أنباء الشرق الأوسط، ثم انتقل إلى برلين الشرقية ليعمل مراسلًا لوكالة الأنباء الألمانية، قبل أن يسافر إلى موسكو ليدرس السينما في معهد “VGIK”، غير أن قدره لم يكن أمام الكاميرا، بل في توثيق التاريخ في أوراق الروايات، حيث عاد إلى القاهرة عام 1974، وقرر أن يتفرغ للكتابة بشكل نهائي عام 1975.
أسس مع عدد من الكتاب اتحاد الكتاب المصريين، وكان حاضرًا في أول اجتماع تأسيسي له عام 1975.
جوائز صنع الله إبراهيم
تميز أسلوب صنع الله إبراهيم الأدبي بالتوثيق الحي للواقع، والمزج بين السيرة الذاتية والسرد السياسي، وتقصي أوضاع مصر والعالم العربي، يرى في الرواية وسيلة لفهم الواقع وتفكيكه، لا للهروب منه أو تجميله، كما اصطدمت أعماله مباشرة بالسلطة، وبالتحولات النيوليبرالية، وبالمؤسسة الثقافية الرسمية.
وتجلي ذلك في عام 2003، حين رفض استلام "جائزة ملتقى القاهرة للإبداع الروائي العربي" التي يمنحها المجلس الأعلى للثقافة، وعلل ذلك برفضه سياسات القمع، والتطبيع، وغياب العدالة الاجتماعية، وكان موقفه حينذاك مدويًا، لمجرد أنه لم يكتف بعدم الترشح، بل حضر الحفل وأعلن موقفه بوضوح على المنصة.
ورغم رفضه لجوائز رسمية، حاز صنع الله على جائزة ابن رشد للفكر الحر عام 2004، وجائزة كفافيس للأدب عام 2017، ومع ذلك فضل صنع الله البقاء بعيدًا عن الأضواء الصاخبة، زاهدًا في التكريم، ومؤمنًا أن الجائزة الحقيقية هي بقاء نصوصه حية، تقرأ وتُناقش.
أشهر أعمال صنع الله إيراهيم
تنوعت أعمال صنع الله بين الروايات، والقصص القصيرة، وقصص الأطفال، ومن أشهرها رواية "شرف"، التي اختارها اتحاد الكتاب العرب كثالث أفضل رواية عربية، ورواية “ذات” التي جسدت تحولات مصر الاجتماعية من عهد عبد الناصر، إلى عهد مبارك، ولاحقًا تحولت إلى مسلسل درامي ناجح، بطولة باسم سمرة، ونيللي كريم.

وغيرها من الرويات القيمة مثل “بيروت بيروت”، و“وردة”، و“أمريكانلي”، و“الجليد”، و"العمامة والقبعة"، و"نجمة"، ومذكرات سجن الواحات"، و"النيل مآسي"، وغيرها.
ترجمت بعض أعمال صنع الله إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، كما ترجم بنفسه قصصا لدوريس ليسينج، ومارلين فرنش، وإدنا أوبرين، في كتابة “التجربة الأنثوية”.
البطل الخارق صنع الله إبراهيم
وفي لقائه مع الإعلامي عماد دبور في برنامج “ممنوع”، قدم صنع الله نفسه على أنه كاتب عادي، رافضًا فكرة البطل العظيم، أو القائد المخلص، مشيرًا إلى أنه لا يوجد إنسان خارق، بل إنسان روضته ظروفه المحيطة على فعل ما لا يقوى غيره على فعله.
صنع الله واللغة العربية
وفي حديثه عن اللغة العربية، يرى أنها مثل أي شيء في الحياة، محتم لها التطور والتغير مع الزمن، مشيرًا إلى أن تطورها يتوقف على الناس في العالم العربي.

وأضاف أن اللغة الدارجة على منصات التواصل، لن تصمد وحدها لكنها ستمتزج بأشكال الكتابة الأخرى كالكتابة الصحفية والأدبية، ما قد ينقل اللغة لمستوى ثاني أرقى وأكثر تقدمًا وإن لم نوافق نحن على هذا التغيير.
مرض صنع الله إبراهيم
ناشد الكاتب خالد منتصر عبر منشور على “فيسبوك” الجهات المعنية بالتدخل العاجل لعلاج الأديب الكبير، متسائلًا عن إمكانية نقله إلى مستشفى وادي النيل لتلقي رعاية طبية أكثر تخصصًا، خاصة بعد تعرضه لكسر في مفصل الحوض.
وجاءت الاستجابة من وزارة الثقافة سريعًا، حيث زار الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، الأديب الكبير في معهد ناصر، واطمأن على حالته من الفريق الطبي المعالج، وأكد توفير الدعم الكامل له خلال فترة العلاج.
وفي الشهر الماضي، مر صنع الله بوعكة صحية نتيجة نزيف في المعدة، احتاج على إثرها نقل دم من فصيلة A سالب بسبب انخفاض حاد في الهيموجلوبين.

الأكثر قراءة
-
حقيقة أول رد لـ هدير عبد الرازق على فيديوهاتها مع أوتاكا
-
أسعار النفط ترتفع بعد تحذير ترامب بفرض رسوم أمريكية على الهند
-
الذهب يترقب "الفيدرالي".. ما تأثير كلمة "باول" على الأسعار؟
-
قرض التعليم من بنك مصر 2025.. سداد حتى 7 سنوات
-
268 عمارة.. وزير الإسكان يتابع تنفيذ المرحلة الثانية بالمنصورة الجديدة
-
بـ97.4 مليار دولار.. ماسك يعرض على مارك الشراكة لشراء “شات جي بي تي”
-
تراجع العملات المشفرة.. البيتكوين أقل من 113 ألف دولار
-
بمليارات الدولارات.. تايوان تكشف أكبر عملية احتيال بالعملات الرقمية

أخبار ذات صلة
فضيحة في إسرائيل.. فصل معلمة بعد اعترافها بإقامة علاقة غير لائقة مع طلاب
23 أغسطس 2025 12:15 ص
من الأندلس إلى برشلونة.. قصة العمدة الممنوع من دخول إسرائيل
23 أغسطس 2025 12:06 ص
"بضاعتكم ردت إليكم".. الجوع والطعام الفاسد يعذبان جنود الجيش الإسرائيلي
22 أغسطس 2025 09:46 م
22 أغسطس.. يوم يحن إليه قلوب الزملكاوية
22 أغسطس 2025 01:59 م
بـ3 قطع أثرية.. المتوسط يكشف أسرارا من ذاكرة المدينة الغارقة (صور)
21 أغسطس 2025 07:55 م
حلاوة المولد 2025 مجنونة.. العلبة تصل لـ10 آلاف جنيه
21 أغسطس 2025 04:07 م
مواقف إنسانية للقاضي الرحيم فرانك كابريو.. ماذا فعل مع السائق المصري؟
21 أغسطس 2025 03:24 م
"أحزاب مصر" تسقط في الشارع.. ومواطنون: "بنعمل زي الناس وخلاص"
21 أغسطس 2025 01:36 م
أكثر الكلمات انتشاراً