صامد في زمن الحرب.. "الحمار" وسيلة النقل الوحيدة بقطاع غزة

الحمار وسيلة المواصلات الوحيدة في غزة
سيد محمد
وسط أنقاض غزة ومع ندرة الوقود، وفي اليوم العالمي لها، أصبحت الحمير في القطاع الذي مزقته الحرب أكثر من مجرد حيوانات عمل، بل شريان حياة حقيقي ينقل المصابين والبضائع والمُهجّرين من مكان إلى آخر.
وكشفت صحيفة “الجارديان” البريطانية، أنه في مشهد مؤلم لكنه ملهم، تواصل فرق بيطرية ميدانية بقيادة الطبيب سيف الدين عملها في تقديم الرعاية لهذه الحيوانات التي باتت "الخيط الأخير الذي يربط الناس بالخدمات الأساسية"، بحسب وصفه.

وأكدت الصحيفة، أن ضربة جوية إسرائيلية كانت على وشك إنهاء كل شيء، حين قصفت عيادة متنقلة تابعة لجمعية "ملاذ آمن للحمير"، بعد دقائق فقط من مغادرة الفريق الطبي لها. نجا الجميع بأعجوبة، لكن المعدات والأدوية تحوّلت إلى رماد.
ونقلت الصحيفة عن سيف الدين، قائد الفريق البيطري، أن النجاة لم تكن النهاية، بل بداية جديدة لمعركة أخرى، مضيفًا: "بدأنا من الصفر من جديد، لأن الحيوانات لا تزال هنا، وتحتاجنا. ولن نتخلى عنها أبدًا".
علاج 7 آلاف حمار
منذ اندلاع الحرب الأخيرة على غزة في أكتوبر 2023، عالجت العيادة البيطرية المتنقلة أكثر من 7 آلاف حمار وآلاف الحيوانات الأخرى، حيث تحولت الحمير إلى وسيلة النقل الوحيدة المتاحة بعد دمار الطرق ونفاد الوقود.

تستخدم هذه الحيوانات لنقل النساء الحوامل إلى المستشفيات، والجرحى إلى مناطق أكثر أمانًا، ونقل المياه والطعام في مناطق يمنع فيها مرور السيارات أو تُهددها الغارات الجوية.
رعاية في ظروف شبه مستحيلة
يعمل الفريق في مناطق متفرقة من غزة، يتنقل بين المدن والقرى وفق جدول ميداني، ويقدم الرعاية للحيوانات المصابة والمُنهكة. وفي كثير من الأحيان، يتلقى اتصالات من أصحاب حمير مصابة أو يُسارع لإنقاذ حيوانات تقطعت بها السبل تحت القصف.

عملية العلاج تبدأ بتقييم الحمار بحذر شديد، ومن ثم يُعالج وفقًا لحالته: جرح، كسر، أو سوء تغذية. قلة الموارد تجبر الفريق على الاعتماد على الإرادة والخبرة الميدانية أكثر من الأدوات الطبية.
"عندما يشفى أحدها، لا نحتفل. لا نعتبره إنجازًا يُعلق على الجدران. بل نقف بجانبه بصمت، كما وقفنا إلى جانبه وهو يتألم. وداخلنا، تهمس أرواحنا بشكرٍ هادئ"، يقول سيف الدين.
حماية رابط مقدّس
بالنسبة للفريق، الأمر لا يتعلق فقط بإنقاذ الحيوان، بل بـ"الحفاظ على الرابط المقدّس بين الإنسان والحيوان".
ففي عالم يفقد فيه الناس منازلهم وأحبّاءهم، تُصبح الحيونات مثل الحمير رمزًا للأمان والوفاء والصبر، تقدم كل ما تملك دون مقابل.
إحدى الصور التي التقطتها وكالة الأنباء تظهر حمارًا يجر عربة مليئة بأغراض عائلة نازحة من بيت لاهيا إلى غزة، في مشهد يجسّد الدور الإنساني العظيم لهذه الحيوانات في زمن الحرب.
رسالة أمل وسط الركام
رغم الغارات المتكررة، ونقص الغذاء والدواء، يواصل الفريق البيطري في غزة مهمته، مستندًا إلى قناعة راسخة بأن كل حيوان يتم إنقاذه هو بمثابة شعلة أمل جديدة.
"نحن لا نعالج الجروح فقط، نحن نُداوي أرواحًا مكسورة. وعندما نحمي حيوانًا في محنة، نحن نُعيد للناس جزءًا من إنسانيتهم"، يختتم سيف الدين.

السيارات لم تعد مستخدمة في غزة
بينما كشف عادل شديد، المحلل السياسي الفلسطيني، أن معظم السيارات لم تعد مستخدمة في قطاع غزة، حيث إن الطرقات تدمرت السيارات بل والآلاف منها تم تدميرها والأخطر من ذلك هو الوضع الاقتصادي للناس الذي لا يسمح بتعبئة السيارات بالوقود في ظل انعدام الوقود.
وأكد شديد في تصريح لـ"تليجراف مصر"، أن الوقود الذي يدخل إلى غزة بصعوبة يكفي للمستشفيات بالكاد، بالتالي ذهبت الناس في غزة بأغلبيتها الساحقة باتجاه الحمير والبغال والحيوانات والعربات الكارو والمشي على الأقدام.
وأضاف المحلل السياسي الفلسطيني، أن هناك ارتفاعًا كبيرًا في أسعار الحمير والبغال نتيجة ارتفاع الطلب عليها، حيث إن الأسعار يتم تحديدها من قبل السوق إن كان عليها طلب أم لا، بالتالي وضع طبيعي أن ترتفع أسعار الحيوانات.
وأوضح شديد، أن هناك أيضًا مشكلة في موضوع الحيوانات، لأنها بحاجة إلى تبن وشعير ولا يوجد مواد جديدة تدخل إلى القطاع، بالتالي هناك الكثير من الحيوانات التي تنفق بفعل هذا الحصار.

الأكثر قراءة
-
تنسيق الثانوية العامة محافظة المنوفية 2025.. مؤشرات أولية
-
تنسيق التمريض بعد الإعدادية محافظة المنوفية 2025
-
"صاحب صاحبه".. تفاصيل إصابة طالب جامعي في مشاجرة بسبب صغير بالسلام
-
موعد عرض night of champions والقنوات الناقلة
-
أوائل الشهادة الإعدادية محافظة المنوفية 2025.. الأسماء والصور
-
محافظ كفر الشيخ يعتمد تنسيق القبول بالثانوية العامة
-
دماء الملائكة.. على أسفلت الفوضى والفساد!
-
رسميًا.. نتيجة الشهادة الإعدادية محافظة المنوفية 2025 الترم الثاني

أخبار ذات صلة
بعد إيقاف المباراة بسببه.. علم فلسطين يُربك إسرائيل في مونديال السلة
29 يونيو 2025 12:15 ص
يستعدون لجولة جديدة.. أسرار العائدون للحياة بعد إعلان إسرائيل وفاتهم
29 يونيو 2025 12:07 ص
حين انهار حلم اللعب نهض فيريرا من أجل الأطفال.. هل يقود الزمالك؟
28 يونيو 2025 09:03 م
هددوها بالقتل.. ما لا تعرفه عن نيكول جينيس صاحبة فيديو التهكم على الإسرائيليين
28 يونيو 2025 08:48 م
"تيجانا الكرة المصرية".. إسماعيل يوسف بدأ فوق أسطح إمبابة حتى وصل للمونديال
28 يونيو 2025 08:46 م
ابنة إيران العاقة.. من هي الباحثة الإسرائيلية التي هاجمها ساويرس؟
28 يونيو 2025 04:41 م
آية زغلول ضحية "الإقليمي".. العروس التي زُفّت بالكفن بدلًا من الفستان
28 يونيو 2025 01:47 ص
شيماء "البشمهندسة الشاطرة".. خرجت "لتحوش" فكانت من ضحايا "الإقليمي"
28 يونيو 2025 01:17 ص
أكثر الكلمات انتشاراً