الأربعاء، 14 مايو 2025

04:16 م

معارك الفجر.. ماذا يحدث في طرابلس بعد تصفية جهاز دعم الاستقرار؟

اشتباكات طرابلس

اشتباكات طرابلس

سيد محمد

A .A

تشهد العاصمة الليبية طرابلس تصعيدًا ميدانيًا خطيرًا، مع اتساع رقعة الاشتباكات المسلحة بين التشكيلات الأمنية، وسط أنباء عن تقدم قوات جهاز الردع في أغلب مناطق المدينة، ومحاصرتها للواء 444 داخل معسكر التكبالي، بالتزامن مع قصف مكثف بالأسلحة الثقيلة على مقراته.

الاشتباكات اندلعت بعد مقتل عبد الغني الككلي، المعروف بلقب "غنيوة"، رئيس جهاز دعم الاستقرار وأحد أبرز قادة التشكيلات المسلحة في طرابلس منذ عام 2011.

جبهات قتال جديدة غرب العاصمة

تقارير إعلامية تحدثت عن فتح جبهة جديدة للقتال غرب طرابلس، بعد دخول تشكيلات مسلحة من مدينة الزاوية في مواجهة مع قوات حكومة الوحدة الوطنية، مما زاد المشهد الميداني تعقيدًا.

وشهدت مناطق السراج، السياحية، والغيران اشتباكات عنيفة، فيما فرضت قوات جهاز الردع سيطرتها على شارع السدرة قرب مول موفنبيك، وأطلقت نداءات عبر مكبرات الصوت تحث الجنود على الاستسلام بعبارة: "سلّم تسلم"، وهو ما استجاب له عدد من العناصر المسلحة.

الاشتباكات تقترب من مقرات حساسة

الاشتباكات امتدت إلى مناطق قريبة من مقر رئاسة الوزراء في طريق السكة، وتجدّدت المعارك في طريق السدرة، جزيرة المدار، والهضبة الشرقية، وسط حالة استنفار أمني غير مسبوقة تهدد بجر العاصمة إلى مزيد من الفوضى.

تقدم استراتيجي لقوات الردع

في تطور ميداني نوعي، سيطرت قوات جهاز الردع والأمن القضائي على مواقع استراتيجية، أبرزها:

مقر المخابرات الخارجية في منطقة السبعة

  • سجن القضائية
  • معسكر النقلية
  • سجن المفتوحة
  • مقر الأمن الخارجي

ووثقت مقاطع مصورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي انسحاب عناصر من القوة المشتركة القادمة من مصراتة، ودخول قوات الردع وشباب سوق الجمعة، الذين استولوا على مدرعة تابعة للواء 444، في إشارة إلى انهيار كبير داخل صفوفه.

اجتماع أمني عاجل بقيادة الدبيبة

بالتزامن مع تصاعد القتال، عقد رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة اجتماعًا أمنيًا موسعًا ضم:

  • وزير الداخلية المكلف عماد الطرابلسي
  • آمر اللواء 444 محمود حمزة
  • وكيل وزارة الدفاع عبد السلام زوبي

مدير الاستخبارات العسكرية

وأكد الدبيبة أن المعسكرات والمنشآت العسكرية يجب أن تخضع لوزارة الدفاع فقط، مشددًا على أن "زمن الأجهزة الموازية قد انتهى"، وعلى ضرورة فرض الانضباط المؤسسي وإنهاء كل أشكال التوقيف خارج إطار القانون.

رسالة حاسمة من الحكومة

اختتم الدبيبة الاجتماع بتصريحات حاسمة قال فيها: “سنتعامل بيد من حديد مع كل من يعرقل بناء الدولة، ولن نسمح لأي جهة خارجة عن القانون بمنع الجيش والشرطة من أداء مهامهم.”

ووصف الاشتباكات بأنها محطة مفصلية في استعادة الدولة من الفوضى إلى حكم القانون.

حصيلة أولية وضحايا مدنيون

وبحسب مصادر محلية، أسفرت المواجهات حتى الآن عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، مع تضرر عدد من الأحياء السكنية جراء تبادل القصف العشوائي، وخاصة في منطقة أبو سليم، التي شهدت أعنف الاشتباكات خلال اليومين الماضيين.

انهيار نفوذ جهاز دعم الاستقرار

الاشتباكات تركزت بشكل خاص ضد مجموعات تابعة لجهاز دعم الاستقرار، حيث تمكنت قوات محسوبة على وزارة الدفاع في حكومة الدبيبة من فرض سيطرتها الكاملة على مقراته، في خطوة اعتُبرت إعادة لترتيب موازين القوى داخل طرابلس.

ويُعد مقتل عبد الغني الككلي ضربة قاصمة لأحد أقدم وأقوى التشكيلات المسلحة التي لعبت دورًا محوريًا في المشهد الأمني والسياسي في العاصمة منذ 2011.

مخاوف من انزلاق طرابلس إلى الفوضى

تأتي هذه التطورات في وقت تدعو فيه أطراف محلية ودولية إلى التهدئة وضبط النفس، محذّرة من انزلاق العاصمة إلى دوامة جديدة من العنف والفوضى، في بلد يعاني أصلًا من الانقسام السياسي وتعدد القوى المسلحة.

search