الخميس، 22 مايو 2025

10:04 ص

إسبانيا لا تقول "ألو".. انقطاع الكهرباء يعطل الهواتف والإنترنت

انقطاع الاتصال في اسبانيا

انقطاع الاتصال في اسبانيا

A .A

أدت مشكلة فنية في شبكة شركة "تيليفونيكا" Telefónica الإسبانية إلى انقطاع خدمات الهاتف الثابت والإنترنت عن جزء من الشبكة لعدة ساعات اليوم، ما أثر أيضًا على خدمات الطوارئ 112 في معظم الأقاليم الإسبانية، بحسب صحيفة “البايس” الإسبانية.

تفاصيل الانقطاع وتأثيره

بدأت المشاكل في إسبانيا بالظهور بعد الساعة الثالثة فجر اليوم بقليل، ووفقًا لموقع "داون ديتكتور" (Downdetector)، الذي يراقب أعطال الخدمات، فقد تأثرت خدمة الإنترنت الثابت بنسبة 72%، بينما أبلغ 18% عن عدم وجود إشارة، و10% عن انقطاع تام للخدمة.

وتأثرت بشكل خاص مناطق أراجون، الأندلس، إكستريمادورا، كاستيا-لا مانتشا، لا ريوخا، نافارا، إقليم الباسك، ومجتمع فالنسيا. لم تتأثر الشبكات الثابتة للشركات الأخرى مثل "ماس أورانج" (MasOrange) و"فودافون" (Vodafone).

أعلنت "تيليفونيكا" في الساعة 10:30 صباحاً عن استعادة الاتصالات لخدمات الطوارئ بالكامل، وبعد ساعتين، حوالي الساعة 12:30 ظهرًا، أعلنت عن حل المشكلة العامة لشبكة الهاتف الثابت والإنترنت، على الرغم من استمرار بعض الانقطاعات المعزولة.

تصريحات المسؤولين

وأوضح المتحدث باسم "تيليفونيكا" أن "هذا الصباح تعرضنا لحادث أثر على خدمات الاتصالات الثابتة لبعض الشركات والخدمات العامة. ومنذ اللحظة الأولى، عملنا على استعادة هذه الخدمات، التي تم استعادتها بالكامل الآن".

من جانبه، صرح سيرجيو سانشيز، مدير العمليات والشبكات وتكنولوجيا المعلومات في "تيليفونيكا إسبانيا"، في بيان مصور بأن “خلال أعمال تحديث الشبكة هذا الفجر، تعرضنا لحادث في أحد أجهزة التوجيه، ما أدى إلى تأثير على خدمات بعض الشركات والخدمات العامة (112)، بالإضافة إلى الخدمة المحلية في بعض المناطق الجغرافية”، لافتًا إلى أن "تم تنشيط لجنة إدارة الحوادث بالشبكة، وعزل العقد المتضررة، وتم إرسال فرق ميدانية للتعامل مع الحالات الفردية الناتجة عن هذا الحادث، والذي تم حله بالفعل".

وأكد وزير التحول الرقمي، أوسكار لوبيز، أن وزارته كانت على اتصال بالشركة منذ بداية العطل، وشكر "تيليفونيكا" على سرعة حل المشكلة.

حق التعويض للمستخدمين

وذكرت جمعية "فاكوا-كونسوميدوريس أون أكسيون" (Facua-Consumidores en Acción) أن المستخدمين لهم الحق في الحصول على تعويضات بناءً على عدد ساعات تأثر الخدمة، وذلك وفقاً للمرسوم الملكي الذي ينظم حقوق مستخدمي الاتصالات الإلكترونية. في حالة خدمات الهاتف الثابت، ينص المرسوم على تعويض يعادل "خمسة أضعاف الرسوم الشهرية للاشتراك أو ما يعادلها في وقت الانقطاع، محسوبة تناسبياً مع مدة الانقطاع".

تأثير الانقطاع على خدمات الطوارئ في الأقاليم

تأثرت خدمات الطوارئ في جميع الأقاليم الإسبانية تقريباً، مما أعاق أو صعّب الاتصال بالمواطنين، واضطرت إلى تفعيل طرق اتصال بديلة خلال فترة العطل.

إقليم الباسك

وأبلغت حكومة الباسك عن وجود مشكلات في بعض المكالمات الواردة إلى مركز استقبال الطوارئ حوالي الساعة الرابعة فجرًا، حيث كان على بعض المستخدمين "المحاولة أكثر في الاتصال" وكانت الأصوات "متقطعة".

الأندلس

وشهدت المقاطعات الأندلسية الثماني تأثرًا بالانقطاع، حيث لم يتم تلقي مكالمات على الرقم 112 بين الساعة 07:15 والساعة 08:40 صباحًا.

مناطق أخرى

أبلغت حكومات نافارا، فالنسيا، لاريوخا، كاستيا-لا مانتشا، جزر الكناري، وغاليسيا عن مشاكل مماثلة.

تداعيات سياسية

ولم يلبث الانقطاع الهاتفي أن انتقل إلى الساحة السياسية، حيث أعربت الأقاليم التي يحكمها الحزب الشعبي عن "شعور بالفوضى" في البلاد بعد انقطاع الكهرباء والمشاكل في حركة السكك الحديدية التي وقعت مؤخرًا.

عبر أنطونيو سانز، مستشار الرئاسة والداخلية والحوار الاجتماعي والتبسيط الإداري، عن "إنذار" و"قلق" حكومة الأندلس من "الفوضى المستمرة في الخدمات العامة".

وأكد رئيس حكومة إقليم جاليسيا، ألفونسو رويدا، أن العطل تسبب في "مشاكل خطيرة" في المكالمات إلى خدمات الطوارئ على الأرقام 061 و112 في جاليسيا.

وفي وقت سابق، شهد سكان إسبانيا والبرتغال وجنوب فرنسا يوماً كاملاً من الشلل التام، إثر انقطاع مفاجئ وكامل للتيار الكهربائي ومصادر الطاقة، ليتحول الليل إلى ظلام دامس.

وُصفت هذه الحادثة بأنها الأكبر من نوعها في العقد الأخير، وقد أعادت الحياة في هذه المناطق إلى نمط بدائي، وسط حالة من الذهول والارتباك والفوضى.

search