الأحد، 25 مايو 2025

08:59 م

"الصحة" توجه رسالة دعم.. تفاصيل استشهاد أطفال الطبيبة الفلسطينية آلاء النجار

أبناء الطبيبة ألاء النجار  الراحلون وزوحها المصاب الدتور حمدي النجار

أبناء الطبيبة ألاء النجار الراحلون وزوحها المصاب الدتور حمدي النجار

وجهت وزارة الصحة الفلسطينية، أمس السبت، رسالة دعم وبرقية عزاء إلى الطبيبة آلاء النجار، وذلك عبر الصفحة الرسمية للوزارة على “فيسبوك”. 

وكتبت الوزارة، في منشور لها: "إلى طبيبتنا الجريحة آلاء النجار بقلوب يعتصرها الألم وبمشاعر إنسانية موجوعة تتقدم وزارة الصحة الفلسطينية وأسرة القطاع الصحي، بما في ذلك الكوادر الطبية في كافة محافظات الوطن الشمالية والجنوبية، بأحر كلمات التعزية والمواساة للطبيبة البطلة آلاء النجار أخصائية طب الأطفال في مجمع ناصر الطبي، والتي فقدت تسعةً من أبنائها في واحدة من أبشع الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء شعبنا في قطاع غزة.

أضاف الوزارة في رسالتها إن ما تعرضت له الزميلة الطبيبة آلاء النجار فاجعة إنسانية عقب استهداف منزلها بغارة جوية إسرائيلية أدت إلى احتراقه واستشهاد أطفالها التسعة وهم: يحيى، ركان، رسلان، جبران، إيف، ريفان، سيدين، لقمان، وسيدرا، ويمثل قمة الوجع، وذروة الوحشية التي تُطال الطواقم الطبية وعائلاتهم في قطاع غزة.

وفي الختام عزت وزارة الصحة آلاء النجار وتمنت الشفاء العاجل لزوجها الدكتور حمدي، وأن يُلهم الطبيبة وكل ذويها الصبر والسلوان.

تفاصيل استشهاد تسعة من أبناء الطبيبة الفلسطينية

مع شروق شمس حزين على قطع غزة في صباح يوم الجمعة، ودّعت الدكتورة آلاء النجار الطبيبة الصيدلانية في مجمع ناصر الطبي بخان يونس أطفالها التسعة، ولكن هذه المرة غادرت دون أن تعلم أنها ستكون المرة الأخيرة التي ترى فيها أبناءها أحياء.

الدكتورة ألاء تودع تسعة من أطفالها في غارة إسرائيلية أستهدفت منزلها

وبعد ساعات قليلة من وصولها إلى المجمع الطبي الذي يتلقى يوميا الآلاف من الجرحى والجثث جراء غارات الاحتلال، وبينما كانت تنحني فوق الأطفال المصابين الناجين من الغارات الجوية الإسرائيلية المتواصلة فوجئت بجثث أطفالها المتفحمة ومقطعة الأوصال تُنقل واحدة تلو الأخرى إلى مشرحة المستشفى في مشهد صادم لا يستوعبه عقل.

وكانت المفارقة لا تُطاق وغير محتملة فالطبيبة التي ظلت شهورًا تعمل من أجل إنقاذ أطفال غزة وسط حملة إبادة إسرائيلية مُستمرة لم تستطع فعل شيء هذه المرة لإنقاذ أطفالها. 

صاروخ مدمج استهدف منزل الطبيبة 

يُذكر أن صاروخ إسرائيلي مُدمج  يعمل بنظام الاستهداف الدقيق أصاب منزلها في حي قيزان النجار شرق خان يونس، ما أسفر عن استشهاد أطفالها العشرة جميعًا، أصغرهم عمره ستة أشهر فقط، بالإضافة إلى زوجها الدكتور حمدي النجار، وذلك بحسب رواية المسعفين الفلسطينيين لوسائل الإعلام 

والصاروخ المدمر لم يقتل فقط فحسب بل أحرق أشخاصا وحطم ومحا آخرين، وفي مشهد مهيب، وصلت بعض الجثث دون رؤوس مما استحال التعرف على بعضها الآخر. 

القنبلة تعلم من كان بالداخل

وروت الدكتورة سهير النجار إبنة أخ الدكتور حمدي المصاب والد الأطفال العشرة الراحلون  إن الجيش الإسرائيلي أطلق في البداية صاروخًا لم ينفجر وبعد دقائق أعقبه هجوم ثانٍ قاتل دمر المنزل دون سابق إنذار بإخلائه.

وقالت والدموع تملئ عينيها في مقابلة تليفزيونية: "كانوا يعلمون، كانوا يعلمون أن في الداخل عشرة أطفال وطبيبين، كانوا يعلمون ومع ذلك فعلوا ذلك".

وأضافت أن هناك طفلا وحيدا ناجيا، لكنه مصاب بجروح بالغة، ويرقد الآن في العناية المركزة جوار والده، وليس من المؤكد ما إذا كان على علم بوفاة إخوته، كما أن فرص نجاته ضئيلة جدا.

الطفل أدم الناجي الوحيد من أبناء الدكتورة ألاء النجار

أطفال فلسطين أعداء

يُذكر أن الغارة جاءت بعد ثلاثة أيام فقط من دعوة السياسي الإسرائيلي اليميني المتطرف موشيه فيجلين علنًا للقضاء على أطفال غزة، حيث صرح للقناة 14 الإسرائيلية وقال "كل طفل كل رضيع في غزة فهو عدو".

ويمثل تدمير عائلة النجار الأن تجسيدًا مرعبًا لذلك الخطاب الذي تحول إلى واقع.

لم نتمكن حتى من تقبيلهم 

وفي مجمع ناصر الطبي عالجت الدكتورة ألاء عددًا لا يُحصى من الأطفال الجرحى في الحرب، ويخيم حزنها الآن على الممرات، وقالت الدكتورة سهير، طبيبة بالمسستشفى: "كانت الجثث محترقة بشدة، وممزقة إربًا إربًا ولم نستطع حتى أن نودعهم. لم نستطع أن نقبّل جباههم".

وبحسب رواية شقيقة والد الشهداء قالت إنه تم انتشال سبعة جثث من الأطفال من تحت الأنقاض، وظل اثنان محاصرين أسفل ما كان منزلهم سابقًا، وبذلت فرق الطوارئ قصارى جهدها لكن الدمار كان شبه كامل.

وأصبحت قصة  الدكتورة آلاء النجار رغمًا عنها رمزًا للتضحية بالنفس والحزن الذي لا يُوصف، وهي واحدة من آلاف القصص المشابهة في غزة لكنها تحمل في طياتها وضوحًا قاسيًا، حيث إنها معالجة أنقذت العديد من أطفال غزة لكنها عجزت عن إنقاذ حياة أطفالها ولم تستطع حتى احتضانهم.

search