الثلاثاء، 03 يونيو 2025

11:29 ص

4 أسرّة فقط والانتظار عاما.. كيف تقضي الدولة على أزمات قوائم العلاج المشع؟

مستشفي جراحات اليوم الواحد بالزاوية الحمراء

مستشفي جراحات اليوم الواحد بالزاوية الحمراء

تستعد وزارة الصحة والسكان لوضع حلول جذرية لأزمة قوائم الانتظار لأمراض أورام الكبد وتضخم البروستاتا والغدة الدرقية، إذ لا تتوافر أسرّة متاحة للعلاج باليود المشع في القاهرة الكبرى سوى سريرين فقط في مستشفى الهرم، بينما توفر وزارة الصحة سريرين آخرين في محافظة الإسماعيلية، ليكون بذلك المتاح على مستوى الجمهورية 4 أسرة فقط.

وقررت وزارة الصحة، مؤخرا، تخصيص 10 أسرة للعلاج باليود المشع بمستشفى جراحات اليوم الواحدة بمنطقة الزاوية الحمراء بالقاهرة، لتكون بمثابة حل نسبي لأزمة قوائم الانتظار، ومن المقرر أن يتم تشغيل المستشفى نهاية شهر يونيو الجاري.

قوائم الانتظار للعلاج المشع تصل لـ12 شهرا 

وقالت رئيس أمانة المراكز الطبية المتخصصة الدكتورة مها أحمد إبراهيم، إن فترة الانتظار للعلاج باليود المشع تصل إلى 12 شهرًا، وهي جلسات مخصصة لـ"أورام الكبد وأمراض البروستا، والغدة الدرقية"، ولا يوجد في الصعيد خدمة من هذا النوع.

وأوضحت مها إبراهيم، في تصريح لـ"تليجراف مصر": "لدينا حاليًا 38 سريرًا فقط مخصصًا للعزل الإشعاعي على مستوى الجمهورية، في مقابل أكثر من 2,400 مريض سنويًا بحاجة لهذا النوع من العلاج، وهو ما يخلق قوائم انتظار طويلة قد تمتد إلى 12 شهرًا، مما يؤدي إلى تدهور الحالة الصحية، وتراجع جودة الحياة، وتزايد المضاعفات الصحية والاقتصادية.

وبحسب الإحصائيات الصادرة من الأمانة، فإن إجمالي عدد الأسرة يبلغ 38 سريرا، ويبلغ عدد المرضى سنويًا 5961، وإجمالي عدد مرضى قوائم الانتظار 2400 مريض.

وأكدت الدكتورة مها أحمد إبراهيم، أن الوزارة بدأت اتخاذ عدد من الإجراءات الجديدة ضمن المشروع القومي لإنهاء قوائم انتظار مرضى العلاج بالمواد المشعة، وذلك بهدف تحسين فرص الحصول على العلاج في التوقيت المناسب، وتقليل الأعباء الصحية والاقتصادية عن كاهل المرضى.

وقالت إبراهيم إن العلاج بالمواد المشعة يُعد من العلاجات الدقيقة والفعالة، ويُستخدم في حالات متعددة منها فرط نشاط الغدة الدرقية، وأورام الغدة الدرقية، وسرطان البروستاتا، والأورام الكبدية، وكلها حالات يمكن فيها تحقيق نتائج إيجابية إذا توفرت الخدمة في الوقت المناسب.

تكلفة العلاج باليود المشع

وأشارت إلى أن العلاج باليود المشع (RAI) يمثل ركيزة أساسية في علاج أورام الغدة الدرقية، ويعتمد على نظير اليود 131-I، الذي يستهدف الخلايا المصابة دون الإضرار بالأنسجة السليمة.

وتابعت: "الإرشادات الطبية توصي باستخدام هذا العلاج مباشرة بعد استئصال الغدة، ثم استكمال العلاج بالهرمونات التعويضية لتثبيط هرمون TSH، وفي بعض الحالات نلجأ إلى إعطاء الهرمون مؤقتًا لتجاوز فترة الانقطاع قبل الجرعة الإشعاعية.

وأوضحت إبراهيم أنه في حالات سرطان البروستاتا والأورام الكبدية، فإن هناك تطورات مهمة في هذا المجال حيث نستخدم اللوتيتيوم 177 لعلاج سرطان البروستاتا المتقدم، والإيتريوم 90 لعلاج الأورام الكبدية من خلال الحقن المباشر داخل الأوعية الدموية المغذية للورم، وهي طرق أثبتت فعاليتها، وتتميز بآثار جانبية أقل من العلاج الكيميائي.

وكشفت أن الأزمة في قوائم اليود المشع لا يمكنها حلها بالأسرة الجديدة فقط خاصة أن هناك 12 محافظة لا يتوافر فيها الخدمة.

وتبلغ تكلفة العلاج للعبوة الواحدة 21 ألف جنيه، لكل فايل يتضمن 5 مرضى، بينما تبلغ تكلفة العلاج على نفقة الدولة 3500 جنيه، وتصل تكلفة العلاج الاقتصادي 8500، ومن المتوقع أن تبلغ تكلفة العلاج الاقتصادي المقترحة 10000 جنيه في المستشفى، أما في المستشفيات الخاصة فتصل التكلفة إلى 17000. 

وتستهدف خطة وزارة الصحة في علاج المرضى، القضاء على قوائم الانتظار خلال 4 إلى 6 أشهر، وتخفيف أعداد المرضى لـ 35 مريضا على الأقل أسبوعيًا بإجمالي 1750 سنويا، وفي عدد الأسرة تشمل الخطة 10 غرف عزل تحتوي على 10 إلى 13 سريرا.

تحديات تواجه خدمة العلاج باليود المشع

ولفتت إلى أن هناك تحديات كبيرة تواجه تقديم هذه الخدمة في مصر، قائلة: “ما زالت هناك 12 محافظة لا تتوفر فيها الخدمة نهائيًا، مما يجبر المرضى على السفر إلى القاهرة، كما أن العلاج باللوتيتيوم والإيتريوم غير متاح داخل مستشفيات وزارة الصحة، ويُقدم فقط في القوات المسلحة وبعض المستشفيات الخاصة بتكاليف مرتفعة جدًا”.

أوضحت: “لدينا حاليًا 38 سريرًا فقط مخصصًا للعزل الإشعاعي على مستوى الجمهورية، في مقابل أكثر من 2,400 مريض سنويًا بحاجة لهذا النوع من العلاج، وهو ما يخلق قوائم انتظار طويلة قد تمتد إلى 12 شهرًا، مما يؤدي إلى تدهور الحالة الصحية، وتراجع جودة الحياة، وتزايد المضاعفات الصحية والاقتصادية”.

وأضافت أن مثل هذه الخطوات تمثل انطلاقة مهمة لتوسيع قاعدة العلاج المجاني بالمواد المشعة، وتقليل معاناة المرضى، وتحقيق العدالة في توزيع الخدمات الصحية على مستوى الجمهورية.

4 محاور لمواجهة تحديات العلاج باليود المشع

وأكدت أن الوزارة تعمل حاليًا على عدة محاور لمواجهة هذه التحديات، منها:

زيادة عدد الأسرة المجهزة للعزل الإشعاعي.

توفير المواد المشعة في المستشفيات التخصصية.

تدريب الكوادر الطبية على أحدث تقنيات العلاج باللوتيتيوم والإيتريوم.

التوسع في توفير الخدمة بالمحافظات المحرومة.

search