الخميس، 29 مايو 2025

04:56 م

ترامب يعيد إشعال فتيل الحرب العالمية الجمركية.. ما الخطة؟

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وبدأ فورًا في استخدام الرسوم الجمركية كسلاح تفاوض اقتصادي، حيث فرضها ثم أجل تنفيذها، وأعاد فرضها مجددًا على الصين والاتحاد الأوروبي قبل أن يؤجلها مرة أخرى، ما أثار تساؤلات حول استراتيجيته الاقتصادية وما إذا كان يناور لكسب نقاط تفاوضية أم ينفذ خطة مدروسة.

مناورة وضغط لتحقيق المكاسب

الأمر الذي بدا كأنه إعادة إشعال لفتيل الحرب العالمية الجمركية التي بدأها ترامب ولا يزال يدق على طبولها بين حين وآخر، علق عليه خبير أسواق المال، أحمد معطي، قائلًا إن تحركات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الرسوم الجمركية تعكس أسلوبه التفاوضي المعروف بالمناورة والضغط لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية في آن واحد.

وأوضح معطي لـ“تليجراف مصر”، أن ترامب يعتمد في استراتيجيته على فرض رسوم جمركية كأداة ضغط على الشركاء التجاريين، ثم استخدام قرار التأجيل كورقة تفاوضية، بهدف إجبار الدول على تقديم تنازلات في ملفات معينة، سواء كانت اقتصادية أم استراتيجية.

وأضاف أن عودة ترامب لطرح فكرة فرض رسوم على الصين والاتحاد الأوروبي ثم تأجيل تنفيذها، يدخل في إطار إرسال رسائل مزدوجة، الأولى موجهة للداخل الأمريكي بأنه يحمي الصناعة الأمريكية من المنافسة غير العادلة، والثانية للخارج، مفادها أن الولايات المتحدة مستعدة للتصعيد ولكنها تترك الباب مفتوحًا للتفاوض.

فرض رسوم.. ثم تراجع

وفي أبريل الماضي، فرض ترامب تعريفات جمركية على الواردات الأوروبية بنسبة 20%، لكنه سرعان ما تراجع جزئيًا، معلنًا تعليقًا مؤقتًا للقرار مع خفض الرسوم إلى 10% فقط حتى التاسع من يوليو.

وعاد ترامب في مايو الجاري، وهدد بفرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي بنسبة 50%، قبل أن يعود ويؤجلها إلى 9 يوليو المقبل، مع ترك باب التفاوض مفتوحا مع بروكسل.

التصعيد التجاري مع الصين

مارس ترامب نفس الاستراتيجية مع الصين، وقام بفرض رسوم جمركية مرتفعة، قبل أن يتوصل إلى اتفاق لخفض الرسوم الجمركية المتبادلة بنسبة 115% ولمدة 90 يومًا، في محاولة لتهدئة التوتر التجاري المتصاعد بين البلدين.

وكانت الحرب التجارية قد بلغت ذروتها الشهر الماضي، حين أعلن ترامب فرض رسوم شاملة على جميع الواردات، واصفًا اليوم بـ"يوم التحرير".

وجاء الرد الصيني سريعًا بفرض رسوم مضادة، مما أشعل موجة من الإجراءات العقابية انتهت بفرض واشنطن رسومًا بنسبة 145% على السلع الصينية، وردت بكين برسوم بلغت 125% على بعض المنتجات الأمريكية.

search