الجمعة، 30 مايو 2025

01:49 ص

"استئناف الإسماعيلية" تحسم النزاع القانوني حول أراضي دير سانت كاترين

دير سانت كاترين

دير سانت كاترين

محمد سامي الكميلي

A .A

أصدرت محكمة استئناف الإسماعيلية ـ مأمورية طور سيناء ـ اليوم، حكمها في الدعوى المرفوعة بشأن قطع الأراضي المتنازع عليها بمحافظة جنوب سيناء، وقد صدر الحكم برئاسة المستشار علاء مصطفى عبد الرازق وعضوية المستشارين حسنين أحمد الوصيف، وأمير حسان أبو الليل.

قررت المحكمة أحقية تابعي دير سانت كاترين في الانتفاع بالدير والمواقع الدينية الأثرية بمنطقة سانت كاترين، مع ملكية الدولة لهذه المواقع بوصفها من الأملاك العامة، وذلك في ضوء أن تابعي الدير يتواجدون فيها بصفتهم الدينية، ويمارسون شعائرهم الدينية تحت رئاسة مطران الدير المعين بقرار رئيس الجمهورية رقم 306 لسنة 1974، ويشرف على هذه المواقع الأثرية المجلس الأعلى للآثار.

كما قررت المحكمة بوجوب احترام العقود المحررة بين الوحدة المحلية لمدينة سانت كاترين والدير بشأن بعض قطع الأراضي المستغلة بمعرفة تابعي الدير، مما ينفي وقوع تعدٍّ على هذه الأراضي.

وانتهت المحكمة إلى أن باقي قطع الأراضي المتنازع عليها محميات طبيعية، وجميعها من أملاك الدولة العامة، ولا يجوز التصرف فيها أو تملكها بالتقادم، ولم تصدر بشأنها أية عقود من جانب جهة الولاية.

تطرق الرئيس السيسي للحديث عن دير سانت كاترين

تطرّق الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأربعاء 7 مايو 2025، إلى الحديث عن دير سانت كاترين، خلال زيارته الرسمية لدولة اليونان، مؤكدًا احترام الدولة المصرية للتعدّد والتنوع الموجود في النسيج الإنساني. وعبّر "السيسي" عن انزعاجه من "الشائعات المغلوطة" التي زعمت اتخاذ مصر إجراءات سلبية تجاه دير سانت كاترين، موضحًا أن "مصر لا يمكن أن تُقدِم على مثل ذلك لأنه يتعارض تمامًا مع ثوابت الاعتقاد والسياسة المصرية التي نمارسها".

وأكد السيسي، خلال مؤتمر صحفي جمع بينه وبين رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، على هامش زيارة له للعاصمة أثينا، أنَّ "هذا الأمر يتعارض تمامًا مع ثوابت الدولة المصرية وسياساتها الراسخة في احترام المقدسات الدينية، والحرص على حماية الرموز الدينية لجميع الطوائف".

وواصل الرئيس: "عندما حرق المتطرفون 65 كنيسة في مصر قمنا بإعادة بنائها مرة أخرى، ونقوم بإنشاء دور عبادة للمسلمين والمسحيين في التجمعات الجديدة، ولو عندي مواطنين يهود سأبني لهم معابد".

وشدّد السيسي على ضرورة ترسيخ العلاقات بين مصر واليونان، خصوصًا أنه شعر بالقلق بشأن حجم المودة بين البلدين، بسبب أمر مهم مثل دير سانت كاترين، مؤكدًا أن هناك "التزامًا مصريًا يونانيًا في التعاقد بين الدير"، واصفًا بأنه "أبدي ولا يمكن المساس به".

حقيقة إخلاء دير سانت كاترين

وكان المركز الإعلامي لمجلس الوزراء، في 2 نوفمبر 2024، نفى صحة ما تردد بشأن وجود مخططات لإخلاء دير سانت كاترين، تزامنًا مع تطوير المنطقة. 

وشدّد على أن الدير مفتوح ويعمل بشكله الطبيعي، مع استمرار جميع إدارته ومسؤوليه من القساوسة والرهبان في القيام بأعمالهم دون وجود أي مخططات لإخلائه.

وأشار مجلس الوزراء إلى أن هناك تعاونًا مستمرًا ومشتركًا مع الدير بما يعكس دعم الجهود المبذولة لحماية التراث الديني والثقافي للدير، باعتباره رمزًا دينيًا وتاريخيًا مهمًا، حيث يتم تطوير منطقة سانت كاترين بأكملها، سعيًا لتقديم هذه البقعة المقدسة في أبهى صورة لها تقديرًا لقيمتها الروحية، وجعلها مزارًا سياحيًا عالميًا.

دعوات قضائية بشأن دير سانت كاترين

واختصمت محافظة جنوب سيناء، رئيس دير سانت كاترين، منذ قرابة 10 سنوات، في دعوى قضائية حملت رقم 24 لسنة 2015، لإخلاء عدد من قطع الأراضي المتنازع عليها في نطاق الدير، ودخل على الخط عدد من المحامين، مطالبين بضمها إلى ملكية المحافظة، وربطها البعض بمخططات تطوير المنطقة، وتحديدًا مشروع التجلّي الأعظم في جبل الجلالة.

ما علاقة دير سانت كاترين باليونان؟

يتبع دير سانت كاترين الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية حاليًا، بعدما كانت الوصاية عليه للكنيسة الأرثوذكسية الروسية سابقًا، إذ يعود تاريخ دير القديسة "كاترين" إلى مطلع القرن الرابع الميلادي، بحسب "الهيئة الوطنية للإعلام".

قبل أن تصير المسيحية ديانة رسمية للإمبراطورية الرومانية على يد الإمبراطور قسطنطين الكبير، حيث ذاع صيت امرأة مسيحية آنذاك في الإسكندرية اسمها كاترين، واشتهرت بقدرتها على إقناع الوثنيين باعتناق المسيحية، وحاولت سلطات الإسكندرية إقناعها بالتخلي عن رسالتها السامية لكنها رفضت، فحكم عليها بالإعدام، لكن جثمانها - كما قيل - اختفى بعد تنفيذ الحكم وظهر على جبل سيناء، وقيل إن الملائكة هم الذين نقلوه إلى هناك على أجنحتهم، ووضعتها الكنيسة المسيحية في منزلة القديسين، وأنشأت ديرًا على جبل سيناء تخليدًا لذكراها.

شكر اليونان لحفاظ مصر على دير سانت كاترين

رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، خلال كلمته في مؤتمر صحفي مع الرئيس عبد الفتاح السيسي: "اسمح لي سيادة الرئيس أن أشير إلى نقطة القديسة كاترين في سيناء، هذا الأثر النادر الذي يربط فيما بيننا، أريد أن أشكرك بشكل شخصي لما تقومون به لحماية هذا الدير والطابع الأرثوذوكسي له".

search