أوامر إجلاء للآلاف.. لحظات أليمة من حرائق غابات كندا

تلتهم الحرائق أجزاء كبيرة من كندا وتنتشر بسرعة جنونية بين المناطق مما يجعلها من أسوأ مرات حرائق الغابات التي مرت بكندا.

من 10 إلى  40 كيلومترًا مربعًا

بدأ الحريق الذي يهدد فلين فلور يوم الاثنين بالقرب من كرايتون، ساسكاتشوان، وسرعان ما عبر الحدود إلى مانيتوبا، وتزايدت مساحته من 10 إلى 40 كيلومترًا مربعًا، وكافحت الطواقم لاحتوائه، وقد توقفت قاذفات المياه بشكل متقطع بسبب الدخان الكثيف وتدخل طائرة بدون طيار.

كما صدر أمر بإخلاء حوالي 1200 من سكان كرايتون، وتوجه العديد منهم إلى نيباوين، ساسكاتشوان، وفر أكثر من 4000 شخص من حرائق الغابات في ساسكاتشوان.

أعلن عمدة مدينة فلين فلور (Flin Flon) في مانيتوبا، جورج فونتين، أن رياحًا عاتية ومتغيرة تهدد بدفع حريق غابات مستعر نحو المدينة، مما قد يؤدي إلى احتراق المباني.

وقال فونتين في مقابلة صباح الجمعة: "ما لم نحصل على دفعة هائلة، فمن المتوقع أن يلتهم الحريق  أجزاء من مدينتنا والمناطق المحيطة بها". 

وأضاف: "الوضع يبدو سيئًا للغاية الآن"، و"نحن نحاول إدارة الوضع والحفاظ على طواقمنا، نحن نتوسل للحصول على دعم جوي للمساعدة في إخماد الحريق، إنه أمر بالغ الأهمية حقًا".

إخلاء جميع السكان البالغ عددهم 5000 نسمة 

وقد صدر أمر بإخلاء جميع السكان البالغ عددهم 5000 نسمة من هذه البلدية النائية، الواقعة على بعد 630 كيلومترًا شمال غرب وينيبيغ، هذا الأسبوع. 

بدأ الحريق في ساسكاتشوان المجاورة ولكنه يهدد الآن فلين فلور من محيطها الشمالي، ويوجد حوالي 1000 شخص آخر في الأكواخ والمنازل المحيطة بالمدينة.

وقد وجهت المدينة جميع السكان المتبقين للمغادرة قبل ظهر يوم الجمعة، مع توفير حافلات لنقل من لا يملكون مأوى إلى وينيبيغ. 

وحثت نائبة عمدة فلين فلور، أليسون دالاس-فانك، السكان في مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لإبلاغهم إذا كان هناك أي شخص لم يتم إخلاؤه.

الفنادق تعاني من اكتظاظ بسبب لاجئي الحرائق

وقد فتحت وينيبيغ مباني عامة للمتضررين، حيث تعاني الفنادق بالفعل من اكتظاظ بسبب لاجئي الحرائق الآخرين والمشاركين في المؤتمرات.

وأعلنت المقاطعة حالة الطوارئ على مستوى المقاطعة هذا الأسبوع للمساعدة في تنسيق الاستجابة بين مختلف المستويات الحكومية، ووافقت الحكومة الفيدرالية أيضًا على نشر الجيش بعد طلب المساعدة من رئيس وزراء مانيتوبا، واب كينيو.

تشهد مانيتوبا أحد أسوأ مواسم الحرائق في الذاكرة الحديثة، حيث نزح حوالي 17000 شخص من منازلهم، معظمهم في الشمال النائي.

حرائق الغابات في ألبرتا

ومع ذلك، صدر أمر بإخلاء 1300 من سكان سوان هيلز، شمال غرب إدمونتون، وكذلك 900 من سكان تشاتيه في الزاوية الشمالية الغربية من المقاطعة.

فقد رجال الإطفاء الذين يقاتلون حريقًا بالقرب من بحيرة تشيبيويان، ألبرتا، الاتصال اللاسلكي في وقت متأخر من يوم الخميس واضطروا إلى الاحتماء في محطة الإطفاء والمدرسة المحلية. 

تحذيرات من وصول الحرائق لأماكن أخرى

يخيّم شبح حرائق الغابات في جاسبر الصيف الماضي على وادي باو، حيث خلّف الحريق في جاسبر خسائر مدمرة بلغت 1.23 مليار دولار، وترك خبراء يتوقعون - وسكانًا يقلقون - أن تكون هذه المجتمعات هي التالية.

تعد بانف منذ فترة طويلة واحدة من الجواهر الطبيعية في كندا، لتصبح أول حديقة وطنية في البلاد عام 1885. يجذب جمالها أكثر من أربعة ملايين زائر من جميع أنحاء العالم كل عام. ولكن الخبراء يحذرون من أن كل هذا يمكن أن يذهب أدراج الرياح.

يقول كليف وايت، عالم الغابات السابق في الحدائق الكندية: "إنها مهيأة للاحتراق، لا يمكنك إيقافها - لا أعتقد أن بانف لديها الوقت، وستكون حرائق الغابات في المنطقة مدمرة، وستفوق التكاليف الضخمة لحريق جاسبر عام 2024. سيتضاعف الدمار الاقتصادي بسبب العدد الأكبر بكثير لسكان وادي باو وزواره.

رد متحدث باسم وزارة الغابات والمتنزهات في ألبرتا بأن الحكومة الكندية خصصت مبلغ 160 مليون دولار لحرائف الغابات وهو رقم قياسي، وأن الوزارة قادت الجهود بين الشركاء الإقليميين في وادي باو. 

أين حرائق الغابات؟

اشتعلت نحو عشرين حريقًا غابات في مقاطعة مانيتوبا، الواقعة شمال ولايتي مينيسوتا وداكوتا الشمالية، وحتى الآن هذا العام، شهدت المقاطعة أكثر من 100 حريق غابات.

أعلنت مانيتوبا حالة الطوارئ يوم الأربعاء بعد أن أجبرت الحرائق 17 ألف شخص على إخلاء منازلهم في العديد من المجتمعات.

يمتد موسم حرائق الغابات في كندا من مايو إلى سبتمبر. وكان أسوأ موسم حرائق غابات شهدته كندا في عام ٢٠٢٣، إذ خنق دخانًا خطيرًا مساحات واسعة من أمريكا الشمالية لعدة أشهر.

قال كيفن دوم، خبير الأرصاد الجوية في الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية في شيكاغو: "نشعر بدخان كثيف. الرياح العاتية في الغلاف الجوي - على ارتفاع 10,000 و20,000 قدم - تهب من الشمال اليوم. مينيسوتا هي الأكثر تضررًا في الوقت الحالي".

التأثير يصل للولايات المتحدة

تتعرض جودة الهواء في بعض أجزاء الولايات المتحدة للخطر بسبب انتقال دخان عشرات حرائق الغابات في كندا جنوبًا، بسبب الرياح العالية في الغلاف الجوي.

تعتبر جودة الهواء في أروهيد بولاية مينيسوتا غير صحية للأشخاص والحيوانات الحساسة للتلوث والجسيمات المحمولة جواً، وفقاً لصفحة AirNow التابعة لوكالة حماية البيئة.

وتسجل جودة الهواء تحسنا معتدلا في أجزاء أخرى من شمال شرق ولاية مينيسوتا وشمال ولاية ويسكونسن ومنطقة شيكاغو وجنوب غرب ولاية ميشيغان وشبه جزيرة أبر الشرقية وشمال ولاية إنديانا وغرب ولاية أوهايو.