في عيد ميلاده.. "مدرس التاريخ" سر شغف أحمد فؤاد سليم بالتمثيل

يعد الفنان المخضرم أحمد فؤاد سليم، واحدًا من أبرز الأسماء التي تركت بصمة واضحة، في المشهد الفني المصري على مدار أكثر من أربعة عقود.

ويحتفل اليوم الإثنين، الموافق 2 يونيو، الفنان الكبير أحمد فؤاد سليم، بذكرى ميلاده الـ67. 

مسيرة أحمد فؤاد سليم

وُلد سليم في مثل هذا اليوم من عام 1957 في مدينة القاهرة، وتخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1978، وبدأ مسيرته الفنية من خلال المسرح الذي ظل شغفه الأول.

تميز بقدرته الاستثنائية على تجسيد شخصيات متنوعة، وقدّم الفنان أحمد سليم العديد من العروض المسرحية التي أبرزت عمقه الفني، منها "الصعايدة وصلوا" (1989) التي حققت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا، و"عرابي زعيم الفلاحين" حيث جسّد شخصية تاريخية بعمق.

كما شارك في أعمال تجريبية مثل "الآخر" و"قصة الموت"، بالإضافة إلى مسرحيات اجتماعية ناقدة مثل "السبنسة" و"سفر حي".

ما هو سر شغف أحمد فؤاد سليم بالدراما والتمثيل؟

بدأ الفنان أحمد فؤاد سليم حبه للفن منذ صغره، حيث تحدث عن ذلك في برنامج "كلمة أخيرة" على قناة "ON E"، مشيرًا إلى أن مدرس التاريخ كان له دور كبير في تعزيز هذا الشغف خلال المرحلة الابتدائية، إذ كان يستمتع بتقليد الشخصيات التاريخية، ما ساهم في تطوير مهاراته في التمثيل.

وقال: "كنت في الصف الرابع الابتدائي، وكان أستاذ محمود (مدرس التاريخ) يحضر إكسسوارات ومكياج يتناسب مع الشخصيات التاريخية، مثل محمد علي، وقد أعجبتني هذه الفكرة كثيرًا، ما دفعني للبحث عن المسرح في كل مكان، سواء في جمعية الشبان المسلمين أو مراكز الشباب والساحات الشعبية".

وأضاف سليم أن كل نوع من الأعمال الفنية يتطلب أسلوب أداء خاص، ويحرص على أن يكون على طبيعته أثناء التمثيل. 

وأوضح: "لم أقلد أي شخص في أي دور، وعندما أصبحت ممثلًا، اتخذت مسارًا فلسفيًا خاصًا. أصبح التمثيل، وخاصة في الأعمال الدرامية، بالنسبة لي قضية وواجب، وعندما يُعرض علي دور، أقرأ النص كاملًا في البداية، وأتحدى نفسي لتقديم كل دور بطريقة مختلفة".

بصمة سينمائية فريدة 

 على الرغم من تركيزه على الأدوار الثانوية، إلا أنه استطاع أن يترك أثرًا واضحًا من خلال فيلم "المهاجر"، الذي يُعتبر من أبرز علامات السينما المصرية، بالإضافة إلى أدواره الكوميدية في "الحدق يفهم" و"عفريت النهار"، وشخصياته الدرامية المؤثرة في "أبو علي".

إسهامات درامية بارزة

يُعتبر الفنان سليم من أبرز أعمدة الدراما التلفزيونية المصرية، حيث قدم أكثر من 30 عملًا دراميًا، تشمل المسلسلات التاريخية. 

تميز في أدواره في أعمال مثل "المواطن إكس" و"الخواجة عبدالقادر"، بالإضافة إلى مشاركاته في أعمال تاريخية مثل "الملك فاروق" و"قاسم أمين"، كما خاض تجارب متنوعة في مسلسلات مثل "ابن حلال" و"بيت الرفاعي".

في عيد ميلاده السابع والستين، يظل أحمد فؤاد سليم واحدًا من أهم الفنانين المصريين، حيث جمع بين العمق الفني والتنوع الإبداعي. وقد استطاع، من خلال مسيرته الطويلة، أن يقدم نموذجًا ملهمًا للفنان الجاد الذي يتمسك بقيم الفن الأصيل.

أحدث أعمال أحمد فؤاد سليم

يذكر أن أحدث أعمال أحمد فؤاد سليم التي شارك فيها بالموسم الرمضاني الماضي، هو مسلسل “حكيم باشا”، حيث حل أبطال العمل ضيوفًا في برنامج "واحد من الناس" الذي يقدمه الإعلامي عمرو الليثي على قناة الحياة.

وتحدث أحمد فؤاد سليم عن دوره في المسلسل وتعاونه مع مصطفى شعبان، حيث قال: "بيننا ود وحب، والشر الموجود في الشخصية مكتوب بشكل رائع، حتى أن الحكم والأمثال الصعيدية أصبحت تتردد بين الناس".

وأضاف سليم: "الشخصية معقدة ومحورية، وصعوبتها تجعل من الصعب تصنيفها كشريرة أو خيرة، وهذه هي طبيعتها وثقافتها، ورؤية المشاهد لها كشرير أو خيّر تعتمد على وجهة نظره. 

وأكد أن نجاح المسلسل يعود أولاً إلى إخراج الأستاذ أحمد خالد أمين، الذي يتميز بعدم رفع صوته في موقع التصوير، وهي ظاهرة نادرة مع المخرجين الكبار. 

وتابع: "إذا كان لديه ملاحظة، فإنه يوجهها لك بهدوء، ويدرك تماماً أهمية تهيئة الجو للممثل. جميع عناصر العمل بذلت جهدًا كبيرًا".

تكريمات أحمد فؤاد سليم

يشار إلى أنه في العام الماضي منح مهرجان المركز الكاثوليكي المصري للسينما، في دورته الـ72، برئاسة الأب بطرس دانيال، جائزة الريادة للفنان أحمد فؤاد سليم.