الخميس، 05 يونيو 2025

08:42 ص

ماهر عواد آخر أزواج سعاد حسني: وزنها أذاها نفسيا وسرها مع "نجاة" ولن أخلف وعدي

السندريلا سعاد حسني

السندريلا سعاد حسني

الكاتب الصحفي محمود مطر

A .A

عقب الرحيل الفاجع للسندريلا سعاد حسني، سألت زوجها ماهر عواد - الذي فارقت الحياة وهي على ذمته- سؤالا تردّد على ألسنة الملايين من عشاقها ومحبيها: لماذا لم تسافر لسعاد إلى لندن ولماذا لم تقنعها بالعودة إلى مصر؟ 
وأجاب الرجل بكل صراحة بأن سعاد كانت تنفق على علاجها مبالغ طائلة، ولم يكن الأمر يحتمل إنفاقا إضافيا حال سفري، نعم كان الوضع المادي لنا جيدا لكن مصاريف العلاج كانت كبيرة.

وعد على نفسه حية وميتة

وهنا لا بد أن أقول – والكلام لماهر- إن عروضًا كثيرا جاءت لسعاد من بعض القنوات الفضائية للتحدث فقط عن أفلامها وعن كواليس تصوير هذه الأفلام دون التعرض لحياتها الخاصة. ساعتها رفضت سعاد رفضا تاما وكان منطقها أنها لا تقبل أن تتقاضى أموالا لتنفقها على علاجها، فما قيمة المال إذا كانت الصحة ليست على ما يرام، وقد وافقتها تماما، بل ووعدتها وعدا صادقا ألا أتحدث عن حياتي معها ولو عرضت عليّ كنوز الدنيا، وقد أوفيت بوعدي لها حية وميتة، وأدعو الله أن أستمر على هذا الوفاء بالوعد للسندريلا.
وواصل ماهر "تقدر تقول حاجة جابت حاجة، يعني سعاد كانت ذاهبة بالأساس لعلاج ظهرها، ثم جاءت متاعب أسنانها، فقد كانت  تعاني من آلام في الأسنان واللثة التي أصبحت عالية بما يؤثر على شكل الأسنان نفسها بالإضافة إلى رغبتها في التخلص من أية آثار لالتهاب العصب السابع، وكل شوية حدّ ينصحها بطبيب فتذهب إليه.

“ما لها تخنت كده”

والحقيقة طيبة سعاد وبراءتها ونيتها الطيبة في التعامل مع الناس كانت دائما تستوجب أن يكون معها "حد مخلص" يقدم لها النصيحة الصادقة.
طبعا إحدى مشاكلها الكبيرة أنه لما  كانت موجودة في مصر وقبل أن تسافر خرجنا أنا وهي عدة مرات في منطقة الزمالك، ورغم أنها كانت بتبقى موجودة في السيارة وتضع على وجهها النظارة السوداء الكبيرة، كنت بأسمع بأذني تعليقات الناس الذين يشاهدونها من عينة: "الحق.. سعاد حسني أهي.. هي مالها تخنت كده.. هي لابسة نضارة ليه..".
وحتى عندما كانت تذهب إلى نادي الجزيرة، الذي كانت عضوة به، كانت تُقابل بمثل هذه التعليقات من أعضاء النادي.. طبعا أن يقابلها الناس فيسلمون عليها ويعلقون مثلا على أفلامها أو أي كلام آخر، هي أمور كانت تسعدها جدا لو هي في حالتها العادية، خاصة وهي كانت تعلم وتدرك حب الناس لها..  
أما في حالة المرض وتغيّر شكلها ووجهها وزيادة وزنها، ولما تكون التعليقات عن زيادة وزنها أو نضارتها، رغم أنها تعليقات عفوية ومن منطلق حب الناس لها أيضا، فهذه التعليقات كانت بالطبع تؤذيها نفسيا.. 
أما في لندن فالوضع يختلف، كانت سعاد مستمتعة جدا بأن تمشي في الشارع وأن تتسوق وأن تذهب للسوبر ماركت، وأحيانا كان يقابلها مصريون وكانت ترتبط بعلاقات جيدة مع أطباء مصريين وعائلاتهم هناك.

لا أتهم أحدًا

ما الذي حدث  عصر الخميس الموافق 21 يونيو 2001 في برج ستيوارت؟ كيف حدث هذا الرحيل الدرامي المفجع للسندريلا؟
يقول ماهر عواد: مفيش حاجة محددة، علاج سعاد كان يسير بشكل جيد، كانت الأمور عادية، قبلها  بشهور كانت سعاد قد أرسلت رسالة صوتية إلى مهرجان القاهرة السينمائي. لم يكن هناك شيئ ملفت للنظر، من ساعة ما سافرت وهي تتمتع بعلاقات طيبة جدا مع المصريين هناك في لندن. وكلهم كانوا بيحبوها وعلى  تواصل طيّب معها، مثل الدكتور عصام عبد الصمد طبيب التخدير. لا أتهم أحدًا  لأني لم أكن حاضرا.. ما تعرفش إيه اللي حصل بالضبط. لو كانت سعاد اشتكت لي من شيء كنت قلت طبعا.
وماذا عن نادية يسري؟ 
يقول ماهر عواد: نادية كانت صديقة سعاد بالفعل من أيام ما كانت نادية تعيش في مصر، وبعدين سافرت زمان.. ولما كانت بتيجي مصر كانت بتعدّي على سعاد وتقعد معاها.
وكيف كانت علاقة سعاد بنجاة؟ 
يقول ماهر: على فكرة نجاة كانت أقرب واحدة لسعاد.. بعيدا عن إنهم إخوات كانوا أصحاب فوق الوصف.. صحيح ما كانوش بيشوفوا بعض كتير وكل واحدة كانت في حتة، لكن كان سرهم مع بعض من زمان. 

وماذا عن صديقاتها الأخريات؟ 

يقول ماهر: كانت أقرب ثلاث صديقات لها نادية لطفي وإنعام سالوسة ومصممة الأزياء سوسن الصاوي ابنة أختها الكبرى خديجة. سعاد كانت تحب صديقتها نادية لطفي وتثق فيها وفي إمكانياتها الفنية كثيرا.. وكانت سعاد تتحدث كثيرا وبشكل مستمر مع نادية لطفي عبر التليفون.. وفي إحدى المرات أعطتنى السندريلا سماعة التليفون وقالت لي كلّم نادية لطفي وكلمتها، وكان كل كلامها ينصبّ على طلب واحد هو: خلي بالك من سعاد. وحين كانت سعاد تشعر ببعض الضيق والملل كانت نادية تدعوها لقضاء بعض الأيام معها في شقتها بجاردن سيتي وكانت سعاد تستجيب بالطبع وتعود وهي تشعر بكثير من الارتياح فقد كانت نادية هي أقرب  شخص في الوسط الفني لسعاد
يضيف ماهر عواد: قضية سعاد الأساسية في سنواتها الأخيرة كانت هي أن تعود للفن بكامل نجوميتها.. هذا الأمر كان هاجسها الأول، لكن هذا الطموح المشروع كان يصطدم بالمرض وبالزمن. يعني شكلها ووجهها وصحتها، كل هذه الأمور لم تعد في صالحها..

 الزمن هو عدو الفنان

في الحقيقة كانت سعاد تعاني آلاما رهيبة في ظهرها، ربما لا يعرف قسوتها إلا من كان مخالطا لها وقريبا منها.. أذكر أنني كنت معها في المنزل أناقشها في أمر ما وكنا واقفين، فقالت لي بسرعة: ممكن نقعد يا ماهر، وقد تكرر هذا الموقف عدة مرات، ومع ذلك كانت سعاد كثيرا ما تتحامل على نفسها.
ويضيف ماهر عواد: الزمن هو عدو الفنان.. وهذه  الأزمة لم يفلت منها إلا فنانون لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة. تواءموا مع أدوار أخرى بعد أن تغيّرت ملامحهم الوسيمة بفعل الزمن. سعاد كانت تدرك أن جمهورها لن يستوعب فكرة أن تظهر نجمته المحبوبة بدور أم أو حماة...
تلك كانت مشكلتها الكبرى. مثلا هي كانت سعيدة جدا حين رأت شريهان قادرة بامتياز على أداء الاستعراضات في مسرحية شارع محمد على. وكانت تتمنى أن تعود للاستعراضات كما عادت شريهان.
كان من المستحيل أن تعود بكامل رشاقتها لأداء الاستعراضات التي أحبتها وربطتها بجمهورها.. طبعا هي احتفظت بصوتها جميلا ساحرا كما كان، فالحفاظ على جمال الصوت ليس صعبا، لكن الحفاظ على مرونة العضلات ورشاقة الجسم ليس سهلا ويتأثر بعامل السن بكل تأكيد. سعاد كممثلة يقول ماهر عواد: سعاد كانت ممثلة عبقرية بكل المقاييس. ومن يتابع رحلتها يندهش من قدرتها على أداء الأدوار المختلفة وإنها إزاي انتقلت من ده لـ ده.. وإنها في وسط ده تعمل ده.. دايما يقال إن عبد الرحمن الخميسي دلها على الطريق وإن إبراهيم سعفان علمها اللغة  ومخارج الحروف.. لكن الموهبة هي الأساس.. هي الفيصل.. 

تفضيل ممثل معين

وعن مسألة تفضيل سعاد العمل مع أحمد زكي كممثل وعلى بدرخان كمخرج يقول ماهر عواد: كان أهم شئ يهم سعاد هو الورق.. كانت تقرأ السيناريو مرات كثيرة .. هي عملت مع كل نجوم السينما في عصرها  عملت مع رشدي أباظة وأحمد مظهر وعمر الشريف وأحمد رمزي  وعزت العلايلي وحسن يوسف وعملت مع عادل إمام وأحمد زكي وحسين فهمي ونور الشريف ومحمود ياسين ومحمود عبد العزيز. 

سعاد لم تفرض أبدا ممثلا بعينه.. وفقط في حلقات “هو وهي” حين كان المخرج يحيي العلمي يريد أن يستعين بعدد كبير من النجوم ليؤدي كل منهم حلقة واحدة في هذه الحلقات، اقترحت سعاد من وجهة نظر فنية أن يكون أحمد زكي هو البطل الوحيد أمامها واقتنع العلمي بوجهة نظرها.

علاقة سعاد حسني وفاتن حمامة

وهل كان من الممكن الجمع بين سعاد وفاتن حمامة في فيلم واحد؟ يقول ماهر: هناك مخرجون حاولوا تحقيق هذا الأمر مثل محمد خان لكنه كان صعبا جدا..  والمشكلة في مجتمعاتنا العربية أنه حتى في الفن الناس دايما يقارنوا حد بحد.. لماذا؟ لا أعرف.. 
ويتحدث ماهر عن علاقة سعاد بزملائها الفنانين في سنواتها الأخيرة، فيقول: سعاد كانت مشغولة جدا بنفسها وبمرضها وكان همها الأول أن تعود للفن بعد شفائها.. كانت مشغولة ومستغرقة في إنها تعالج ظهرها وأسنانها لتستطيع الوقوف أمام الكاميرا بالشكل الذي كانت تتمناه.. لم تكن على خلاف مع أحد ولا كانت زعلانة من حد ولم تشعر بأي مشاعر سلبية تجاه أحد.

search