الخميس، 12 يونيو 2025

05:08 م

من "ولاية سيناء" لنهب المساعدات.. من يقف وراء ياسر أبو شبّاب؟

ياسر أبو شباب

ياسر أبو شباب

سيد مصطفى

A .A

تصدر اسم ياسر أبو شباب، المعروف داخل الأوساط الفلسطينية بتورطه في أنشطة إجرامية ونهب المساعدات الإنسانية؛ محركات البحث في الساعات الماضية.

أبو شباب، يقود مجموعة فلسطينية جديدة وسعت نطاق وجودها في جنوب غـزة، وتعمل داخل منطقة خاضعة للسيطرة المباشرة لجيش الدفاع الإسرائيـلي.

خائن ورجل عصابات

ووصفت حركة حمـاس أبو شباب، بأنه خائن ورجل عصابات، مشيرة إلى أنها اعتقلته من قبل وأنهت حياة شقيقه، وحاولت تصفيته مرتين. في المقابل يصف أبو شباب، نفسه بأنه “يقود مجموعة من المواطنين المتطوعين لحماية المساعدات” بحسب حواره لشبكة سي إن إن الأمريكية.

سر ارتباط أبو شباب بـ"ولاية سيناء"

من جانبها قالت أوريت بيرلوف، الباحثة الإسرائيلية في الشؤون العربية والدبلوماسية السابقة في السفارة الإسرائيلية في الأردن، إن ياسر أبو شبّاب، واحد من أبناء قبيلة الترابين، التي تعد من أكبر العشائر بالقطاع، لكن في نوفمبر 2024، أعلنت تبرؤها منه، خشية تعرضها لأعمال انتقامية من جانب حركة حمــاس، كما حدث سابقًا مع عشيرة دعاموش شمال غزة، حيث لقي عدد من أفرادها مصرعهم بعد اتهامهم بالتعاون مع إسرائيــل.

وأوضحت بيرلوف، في دراسة لها بمعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، أن أبو شبّاب، كان في الماضي مرتبطًا بعمليات تهريب سلاح مع تنظيم داعـش في سيناء المعروف باسم “ولاية سيناء”، رغم عدم تبنّيه فكر التنظيم، وله سجل في تجارة المواد المخدرة، وتقديم خدمات أمنية لمرافق تابعة لحركة فتح.

وتطرقت القناة الـ"24" الإسرائيلية للمستوى التعليمي لأبو شباب، حيث إنه لا يعرف القراءة والكتابة وتوجد علامات استفهام حول الشخص الذي يدير صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.

متهم بالسرقة وتجارة المواد المخدرة

فيما أوضحت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أن أبو شباب، قد اعتقلته حمــاس قبل الحرب بتهمة السرقة وتجارة المخدرات، لكنه تمكن من الفرار من السجن بعد قصف جوي إسرائيلي استهدف مقر أمن الحركة.

وبحسب الصحيفة فبعد فراره، أسس مجموعة مسلحة أطلق عليها اسم "القوات الشعبية"، زاعماً أنها تهدف إلى حماية السكان وتوزيع المساعدات الإنسانية، وتضم ما بين 100 إلى 300 عنصر، معظمهم من عناصر أمن فلسطينيـة سابقًا. 

ومن بين أبرز أعضاء المجموعة غسان الدهيني، الذي يتولى مهمة تجنيد عناصر سرّية جديدة لخدمة أهداف المجموعة، تحت إشراف مباشر من الجيش الإسرائيــلي.

وتقوم مجموعته المسلحة بالتنسيق مع إسرائـيل بالمناطق الخاضعة للسيطرة العسكرية، خاصة شرق رفح بالقرب من معبر كرم أبو سالم. 

ثقل موازن لحركة حـماس

وفجر رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيجدور ليبرمان، مفاجأة عن قيام إسرائيـل بتسليح مجموعة أبو شباب، بهدف إيجاد ثقل موازن لحركة حمـاس، مؤكدًا أن الموضوع نوقش في إحدى اللجان السرية بالكنيست، بحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت".

وأشارت الصحيفة إلى أن جهاز “الشاباك” قاد هذه العملية، وكان على علم بها كل من رئيس الأركان، ووزير الدفاع، ورئيس الوزراء، والوزير ديرمر.

كما ورد اسم أبو شباب، في مذكرة داخلية للأمم المتحدة كمسؤول عن عمليات نهب ممنهجة للمساعدات الإنسانية.

أبو شباب وشعار "خدمة مكافحة الإرهاب"

مقاطع فيديو عدة منتشرة على الإنترنت أظهرت أبو شباب، مرتديًا الزي العسكري ويحمل سلاحًا، وإلى جانبه حواجز مرتجلة، ويرتدي رجاله خوذات تحمل شعار "خدمة مكافحة الإرهاب". 

مخاوف أمنية وتحذيرات من ليبرمان

وزعم عاملون في المجال الإنساني أن أفراد مجموعة أبو شباب متورطون أيضًا في نهب شاحنات المساعدات وفرض رسوم حماية، وهي أنشطة تتم، وفقًا لادعائهم، على مرأى من قوات الجيـش الإسرائيلي.

وفي رد فعل لحمــاس، فجرت عبوة ناسفة ضد رجال أبو شباب، بنفس الطريقة التي تهاجم بها جنود إسرائيــل.

في المقبال حذر مسؤولون كبار داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، من أن هذه الخطوة قد تتحول إلى خطر استراتيجي طويل الأمد، في سبيل إيجاد بديل لحكم حماس، حتى لو تضمن ذلك استخدام جهات محلية مشكوك فيها، طالما أنها ليست مرتبطة بالحركة. 

وقد هاجم حزب الليكود والحكومة بشدة ليبرمان، لكشفه هذه المعلومات، وقال مسؤول حكومي: "الرجل مجنون ببساطة، لقد تسبب في ضرر هائل، ليس لديه حدود". 

دوافع إسرائيل لإنشاء مجموعة أبو شباب

ووفق  بيرلوف، فإن إسرائيــل تحاكي جزئيًا تجربة الولايات المتحدة في شرق سوريا، حيث دعمت واشنطن قوات "سوريا الديمقراطية" (SDF)، المكوّنة من عشائر سنّية ومقاتلين أكراد، في حربهم ضد تنظيم داعــش، ما ساهم في تقليص اعتماد المدنيين على التنظيم لتأمين احتياجاتهم من الغذاء والأمن، ثم لاحقًا، تم التوصل إلى اتفاق مع النظام السوري لدمج هذه القوات ضمن مؤسسات الدولة.

search