الأحد، 08 يونيو 2025

09:21 م

اخترق النيران الهائجة.. الأسطى خالد ضحى بحياته لإنقاذ أهالي العاشر من كارثة

زينه الهلالي

A .A

رحل اليوم البطل الذي وقف أمام الموت بقلبٍ شجاع، بعد أسبوع من معاناة مع الإصابات البالغة التي لحقت به أثناء إنقاذه لمحطة وقود ومن حولها من كارثة محققة.

الأسطى خالد عبدالعال، سائق سيارة نقل المواد البترولية، الذي أذهل الجميع بشجاعته عندما قاد شاحنته المشتعلة بعيدًا عن محطة الوقود بالعاشر من رمضان، ليتفادى انفجارًا كان من الممكن أن يودي بحياة العشرات.  

اللحظة التي غيرت كل شيء

في يومٍ بدأ كأي يوم آخر، تحول فجأة إلى كابوس داخل محطة الوقود بالمجاورة 70 بالعاشر من رمضان، عندما اشتعلت النيران في سيارة نقل مواد بترولية، وغطي الدخان الأسود السماء.

بدأ الجميع يهرب في ذعر، بينما كانت النيران تلتهم السيارة، وكل ثانية تمر كانت تقرب الكل من كارثة لا تحمد عقباها.

ووسط هذا الذعر، وقف الأسطى خالد، كما عرفه أهله وأصدقاؤه، ليقدم درسًا في الشجاعة والتضحية. فدون تردد، قفز إلى مقعد القيادة، وأدار المحرك، وساق السيارة المشتعلة بعيدًا عن المحطة والمباني المحيطة، متحملًا ألسنة اللهيب التي التهمت جزءًا من وجهه وأطرافه.  

إصابات بالغة و7 أيام من المعاناة

نُقل السائق خالد على الفور إلى المستشفى، حيث كان يعاني من حروق من الدرجة الثانية والثالثة في أجزاء متفرقة من جسده، بالإضافة إلى استنشاق كميات كبيرة من الدخان السام.

وعلى الرغم من الجهود الطبية، تدهورت حالته الصحية يومًا بعد يوم، حتى أعلنت وفاته اليوم متأثرًا بإصاباته.  

خالد يرقد في المستشفى متأثرًا بحروقه

مشهور بشجاعته ومساعدته للجميع 

وصفه أهالي قريته مبارك بمركز بني عبيد في الدقهلية بأنه مشهور بشهامته ومساعدته للجميع دون تردد، فيقول أحد أقاربه: “خالد ما كانش بيخاف، دايمًا بيقدم المساعدة، وده كان مصيره.. إنه ينقذ ناس كتير حتى لو كلفه حياته”. 

رغم أن خالد رحل جسديًا، إلا أن موقفه البطولي سيظل محفورًا في ذاكرة مدينة العاشر من رمضان، وسيذكر دائمًا بأنه الرجل الذي ضحى بنفسه لينقذ الآخرين. 

السيارة المحترقة في العاشر
search