ليس نتنياهو.. 4 حاخامات يحكمون إسرائيل من خلف الستار

يعتقد الكثيرون أن الآمر الناهي في السياسة الإسرائيلية هو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ولكن بعد تشكيل الحكومة اليمينية المتطرفة الأخيرة هناك عدة أصابع خفية تحرك الأحداث خلف الستار، وهم لا يرتدون بدلات السياسيين ولكن قبعات الحاخامات.

لم تستغرق ثاني استقالة في حكومة نتنياهو لوزير الإسكان يتسحاك جولدكنوف سوى دقائق معدودة بعد أن صدر الأمر من الحاخام الخاص به على إثر قضية تجنيد المتدينين، وسبقتها حادثة استقالة بن غفير، لا لشيء سوى أن وقف الحرب خالف تعليمات حاخامه المتطرف مئير كهانا.

مئير كهانا.. معلم بن غفير والسبب بمـذبحة الحرم الإبراهيمي

يعد الأب الروحي لحزب “عوتسماه يهوديت” برئاسة وزير الأمن القومي الإسرائيلي “إيتمار بن عفير” هو مئير كهانا، الذي أسس رابطة الدفاع اليهودية في الولايات المتحدة، وعمل على جلب اليهود الروس إلى إسرائيل في السبعينيات والثمانينيات، وقد اتبع بن جفير نهج كهانا في سياسته المتطرفة القائمة على استخدام العنف من أجل تحقيق المصالح.

كان مئير كهانا حاخاما إسرائيليا متطرفا، ولد في نيويورك عام 1932 لأسرة يهودية كانت تقيم في صفد بفلسطين قبل استقرارها في نيويورك وقُتِل فيها عام 1990، وكانت أفكاره السبب الرئيسي في مـذبحة الحرم الإبراهيمي الشهيرة.

كان والده تشارلز حاخاما أحد علماء التلمود المرموقين، كما كان منخرطا فيما يُعرف بـ"الصـهيونية التصحيحية"،
في مراهقته شارك في حركة بيتار (حركة شبابية شبه عسكرية تابعة لحزب حيروت اليميني) التي تأسست بهدف مركزة اليهود و العبرية في فلسطين.

أستاذ “سيموترتش” ومعلمه في التطرف

بينما يعتبر  الحاخام الخاص للحزب الصهـيوني الديني برئاسة وزير المالية المتطرفة “بتسئيل سيموترتش”  هو مئير بروش الذي بادر ببناء مستوطنة هار حوما حين شغل منصب نائب وزير البناء و الإسكان.

ولد مئير بوروش عام 1955 في القدس ودرس في المدارس الدينية في القدس، كما عمل إلى جانب والده (مناحيم) في قيادة حزب (أغودات يسرائيل) إلا أنه ورث الزعامة عام 1983 فعين في رأسا للحزب لانتخابات الكنيست ولبلدية القدس الغربية.

 دخل بوروش الكنيست وعين في منصب نائب وزير البناء و الإسكان في حكومة نتنياهو، وأُعيد انتخابه للكنيست الخامسة عشره في انتخابات 1999 و2003. 

أبرز بوروش مواقف يمينية أكثر من زملائه، حيث كان له موقف حاسم بشأن قرار حل الكنيست مستغلا كونه عضوا في حزب يهدوت هاتوراه الذي يشغل 7 مقاعد في الكنيست، وقد نقل هاكابي رسالة حازمة إليه مفادها (لا لتفكيك الحكومة).

يعقوب أرييه.. أمر باستقالة وزراء حكومة نتنياهو

بينما الحاخام الأكبر لحزب يهدوت هاتوراه يعقوب أرييه، رئيس مجلس شيوخ التوراة في حزب “أغودات إسرائيل”، حيث ولد أرييه 1959 في مدينة مِكناس المغربية لأسرة ثرية من يهود المغرب وهاجرت عائلته إلى إسرائيل و هو في سن صغيرة بعد نكسة 1967.  

واضطرت العائلة لإرسال أرييه إلى مدرسة داخلية دينية هربا من الواقع السيئ الذي عانت منه بعد توطينها في عقار سكني متدني المستوى.

انخرط درعي في السياسة الإسرائيلية أثناء دراسته حيث مال إلى المزراحيم (يهود الشرق الأوسط) والسفارديم (اليهود النازحين من إسبانيا والبرتغال في القرن الخامس عشر) الذين مثلهم حزب شاس الديني.

 أصبح أرييه جنديا في حزب شاس، وفي عام 1988 حصل على أول مقعد وزاري حيث تقلّد منصب وزير الداخلية ليصبح بذلك أصغر وزير في تاريخ إسرائيل وهو دون الثلاثين من عمره. 

بقي أرييه في منصبه حتى عام 1993، و على مدار التسعينيات، بات عمله في تجمعات حزب شاس لافتا للنظر، حيث وزّع المنشورات مع رفاقه.

شالوم كوهين.. محارب للعلمانيين ولا يؤمن بالجيش الإسرائيلي

ولكل حزب من هؤلاء حاخام أكبر أو زعيم روحي فمثلا الحاخام الأكبر لحزب شاس هو شالوم كوهين والذي ندد بالآثار الوخيمة لإجراء القانون الإسرائيلي المقترح لتجنيد طلاب المدارس الدينية أو الحاخام الأكبر أو الزعيم الروحي.

ودخل كوهين الساحة السياسية لأول مرة عام 1984 عندما وافق على طلب الحاخام عوفاديا يوسف بدعم تأسيس حزب شاس والخدمة في المجلس الحاخامي الجديد "موتزيت حاممي هاتوراه". 

وفي أبريل عام 2014 خلف كوهين يوسف في رئاسة المجلس، وكان ناقدًا صريحًا لليهود الأرثوذكس المعاصرين والعلمانيين في إسرائيل، إذ قال للجنود الإسرائيليين في تجمع صلاة خلال حرب إسرائيل على غزة عام 2014 إن إسرائيل ليست بحاجة لجيش يحميها "إن الله يحارب من أجل إسرائيل".