السبت، 14 يونيو 2025

03:03 م

بعد الضربات الإسرائيلية.. هل تتدخل الصين وروسيا لإنقاذ إيران؟

المرشد الإيراني والرئيس الصيني شي جين بينج

المرشد الإيراني والرئيس الصيني شي جين بينج

نهى رجب

A .A

تحاول إيران تجاوز أزمتها الحالية والتعافي من الضربة الإسرائيلية الأخيرة، وسط تردد واضح في الأوساط السياسية الإيرانية بين الاستمرار في برنامجها النووي أو الرضوخ للضغوط الأمريكية، وعلى الرغم من تحالفها الاستراتيجي مع روسيا والصين، إلا أن موسكو وبكين لم تبديا موقفا واضحا للدفاع عن طهران.

هل ستسرع إيران في تطوير برنامجها النووي؟

وفي السياق ذاته، قال الدكتور، محمد عبادي، الخبير في الشؤون الإيرانية في تصريحات لـ" تليجراف مصر"، إن لحظة الضعف التي تعيشها إيران، قد تدفعها إلى خيار تطوير سلاح نووي ليكون بمثابة خط الدفاع الأخير عن وجودها، مشيرًا إلى أن طهران ألمحت إلى أن برنامجها النووي سيتحول بالكامل إلى السرية، مما ينذر بانسحاب محتمل من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، وهو ما سيفتح الباب أمامها للمضي قدمًا دون قيود دولية.

وأضاف "عبادي"، أنه من الضروري أن تعترف إيران بأن مشروعها القائم على شبكة الوكلاء الإقليميين، كحزب الله اللبناني، والحوثي باليمن، قد تعرض لأضرار جسيمة، وأن جبهتها الأمامية الدفاعية باتت هشة. 

وأشار إلى أنه يجب على إيران أن تقف وقفة صريحة مع الذات لإعادة تقييم استراتيجياتها، وإلا فإن استمرار غياب الإرادة السياسية الحقيقية سيجعلها عاجزة عن تجاوز أزمتها، مما قد يقود في نهاية المطاف إلى سقوط النظام الإيراني نفسه.

الموقف الروسي الصيني من هذا التصعيد

أما فيما يتعلق بموقف روسيا والصين من هذا التصعيد، فعلق الخبير بالشؤون الإيرانية، قائلَا":" إنه بالرغم من وجود اتفاقيات استراتيجية تربطهما بطهران، فإن الاعتماد عليهما بشكل كامل عد رهانًا غير مضمون.

الرئيس الروسي ونظيره الإيراني في لقاء سابق

وأكد أن موسكو وبكين لن تخوضان حروبًا نيابة عن إيران، ومن الممكن أن تقدم دعمًا اقتصاديًا أو تسليحًا محدودًا، لكن لن تتجاوزا ذلك، لا سيما في ظل انشغال روسيا بالحرب مع أوكرانيا، والصين بمواجهة تحدياتها التجارية والاقتصادية، خاصة ملف التعريفات الجمركية. 

وتابع":" فأن الرهان على تدخل مباشر من روسيا أو الصين لإنقاذ النظام الإيراني هو تصور "غير واقعي"،  في حال قررت واشنطن التحرك لإسقاط النظام، فإن معظم القوى الدولية ستكتفي بإصدار البيانات، دون أن تتخذ خطوات فعلية لعرقلة هذا المسار. 

ومن جهته، قال الدكتور على عاطف، الباحث في الشؤون الإيرانية، في تصريحاته لـ"تليجراف مصر"، إن الصين ستقوم بدعم إيران ماديًا وعسكريًا لمواجهة الولايات المتحدة، لاسيما أنها تعلم أن واشنطن ستتوجه إليها لاحقًا بعد أن تطمئن إلى تحييد إيران.

وأوضح "عاطف"، أن روسيا لن تقبل بخسارة إيران في هذه الجولة، ولكنها لن تنزعج أيضًا إذا غرقت الولايات المتحدة في الوحل مع  إيران، لأن ذلك سيؤدي بالكاد إلى انخفاض مستوى الدعم الأمريكي لأوكرانيا.

search