السبت، 14 يونيو 2025

05:09 م

كيف تتوقع إسرائيل رد الفعل الإيراني على هجومها؟

الهجوم الاسرائيلي على إيران

الهجوم الاسرائيلي على إيران

تترقب إسرائيل الهجوم الإيراني في أي لحظة بعد أن قامت بهجومها على المنشآت النووية الإيرانية، وقتل عدد من القادة العسكريين الإيرانيين، منهم قائد الحرس الثوري الإيراني ورئيس الأركان، وتزيد التكهنات حول شكل الضربات الإيرانية واستمرار الحرب بين الطرفين.

يرى الخبير الإسرائيلي والمتحدث السابق باسم جيش الاحتلال آفي بنياهو، أن الهجوم الإسرائيلي الأخير على أهداف إيرانية ليس مجرد عملية عسكرية، بل هو "حرب" شاملة قد تستمر لسنوات. 

وأشار بنياهو، في تحليله لصحيفة “معاريف”، إلى أن هذه الحملة تهدف إلى إزالة التهديد النووي الإيراني المباشر، وتفكيك بنية الإرهاب الإقليمي التي تدعمها طهران.

طبيعة الصراع.. حرب شاملة وليست عملية

يؤكد بنياهو أن ما يحدث حاليًا هو "حرب لا مفر منها" ضد التهديد النووي الفوري لأمن إسرائيل، وضد "رأس الأخطبوط" الإرهابي في المنطقة، هذه الحرب، حسب وصفه، هي رد على أحداث 7 أكتوبر، ودعم إيران لحزب الله، ومئات الهجمات ضد إسرائيل، مشددًا على أن هناك إجماعًا واسعًا في إسرائيل حول ضرورة هذه الخطوة.

المناطق التي استهدفتها إسرائيل

الأهداف العسكرية الإسرائيلية

تتجاوز الهجمات الإسرائيلية مجرد استهداف المنشآت النووية المنتشرة في إيران، لتشمل قواعد الصواريخ لتقليل قدرة الرد الإيراني، والعلماء النوويين البارزين، وكبار قادة الجيش الإيراني وقوات الحرس الثوري. الهدف المعلن ليس تغيير النظام الإيراني، ولكن إضعافه وصدمه، مما قد يسهل التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة في المستقبل.

يشير بنياهو إلى أن الجيش الإسرائيلي يعمل بناءً على اعتبارات عملياتية عاجلة فقط، ويصف العملية العسكرية الحالية بأنها "حفلة موسيقية" ضخمة تشمل عشرات ومئات من الطائرات المقاتلة، وعمليات الاعتراض، والتزويد بالوقود، والإنقاذ، والاستخبارات. 

ويعتقد المتحدث السابق باسم الجيش الإسرائيلي أنها أكبر وأكثر العمليات إثارة للإعجاب لسلاح الجو الإسرائيلي منذ تأسيسه، مبينًا وجود تفوق استخباراتي إسرائيلي دراماتيكي في الساحة الإيرانية، مما يسمح بـ"ضربات دقيقة" ومثيرة للإعجاب.

القصف الإسرائيلي في إيران

توقعات برد إيراني طويل الأمد

وحذر بنياهو من أن الرد الإيراني سيستمر لأيام وأسابيع، وربما لسنوات، ليس فقط من خلال هجمات عنيفة ضد الجبهة الداخلية الإسرائيلية، ولكن أيضًا من خلال استهداف مسؤولين إسرائيليين بارزين وأهداف إسرائيلية ويهودية في جميع أنحاء العالم.

وأشار بنياهو إلى أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة مسبقًا بالهجوم، لكنها لم تطلب موافقتها، ومن المتوقع أن تلتزم الولايات المتحدة بالدفاع عن إسرائيل ضد أي إطلاق نار إيراني، وستقدم دعمًا علنيًا، كما أكد أهمية الوحدة الوطنية في إسرائيل حول هذه الحملة وأهدافها، مشيدًا بتصريحات الدعم من جميع قادة الأحزاب الصهيونية.

واختتم بنياهو تحليله بالقول إن هذه العملية هي استمرار لـ"حرب الاستقلال" لتعزيز أمن إسرائيل واستقلالها في المنطقة، وعلى الرغم من اختلافه السياسي مع رئيس الوزراء نتنياهو، إلا أنه أشاد بقيادته وقراره في هذا "الصباح التاريخي". 

ضرر غير مسبوق لقوة ومكانة إيران

ويرى ميخائيل ميلشتاين، رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز موشيه ديان للدراسات، وعمل مستشارًا سابقًا للشؤون الفلسطينية لمنسق أنشطة الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية، أن النظام الإيراني تعرض لضرر غير مسبوق في قوته ومكانته، ومع ذلك، فإنه لا يواجه انهيارًا أو فوضى داخلية أو انتفاضة احتجاجية من قبل الجمهور الإيراني، مبينًا أن معظم الشعب الإيراني يشعر بالإهانة الوطنية جراء الهجوم.

وأكد ميلشتاين في تحليله على صحيفة “يديعوت أخرونوت”، أنه من المرجح أن تكون إسرائيل على أعتاب حرب تتميز بهجوم صاروخي مكثف وطائرات بدون طيار، يفوق في حجمه وشدته أي شيء تعرضت له إسرائيل في الماضي، بما في ذلك هجوم الصواريخ العراقية عام 1991، وهجوم حماس المفاجئ في 7 أكتوبر، والأضرار التي سببتها حزب الله والحوثيون والإيرانيون أنفسهم خلال الحرب. 

بالإضافة إلى الخسائر المحتملة، قد تكون هذه المعركة أطول بكثير من الهجومين الإيرانيين اللذين وقعا في عام 2024 وانتهيا بعد ساعات قليلة، بحسب ميلشتاين.

المنشأت التي استهدفتها إسرائيل

ساحات الرد الإيراني المتوقعة وتحدياتها

وتوقع رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز موشيه ديان، أن يتجلى الرد الإيراني في عدة ساحات منها تفعيل "روتيني" للحوثيين، الذين يعتبرون حاليًا "الوكيل" الأكثر فاعلية لطهران، ودفع الميليشيات الشيعية في العراق للمساهمة في المعركة.

كما سيتم الضغط الشديد على حزب الله، الذي يمر بضعف غير مسبوق بعد حملة أواخر عام 2024، ويواجه حكومة مستقرة نسبيًا لا تتردد في بيروت، وتطالب بنزع سلاح المنظمة، ورأي عام معادٍ لفكرة العودة إلى الحرب، ومحاولات استهداف أهداف إسرائيلية ويهودية في الخارج.

كمت ستشن عمليات في البعد السيبراني تهدف إلى إلحاق الضرر بالبنى التحتية الوطنية الإسرائيلية، أو تفعيل بنى تحتية داخل إسرائيل تعمل طهران على تطويرها منذ فترة.

تحديات إيران في الساحة الدولية

وحذر ميلشتاين، من أن سلوك إيران في الساحة الدولية يواجه تحديًا معقدًا بشكل خاص، فالنظام الإيراني المتضرر والمفاجأ يواجه معضلة في ضوء تقرير شديد اللهجة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية صدر الليلة الماضية، بشأن احتمال تجديد العقوبات عليها قريبًا. 

ستصبح هذه العقوبات مؤكدة إذا قررت طهران اتخاذ خطوات جذرية مثل الانسحاب من معاهدة منع الانتشار النووي (NPT)، ناهيك عن إعلان "الاندفاع" نحو القنبلة.

تتجسد معضلة أخرى في الوعد الإيراني القديم بضرب القوات الأمريكية في الشرق الأوسط إذا تعرضت لهجوم من إسرائيل، وتزداد هذه المعضلة حدة في ضوء إعلان إدارة ترامب علنًا أنها لا تشارك في الهجوم الإسرائيلي. 

على الأقل في الوقت الحالي، يبدو أن الإيرانيين سيسعون إلى التركيز على إسرائيل وسيحاولون تجنب الاحتكاك المباشر مع واشنطن، لكن ديناميكية التصعيد غير المتوقع في الشرق الأوسط قد تؤدي إلى ذلك، وكذلك إلى استهداف إيراني لدول الخليج.

search