الخميس، 19 يونيو 2025

09:30 ص

من التخطيط إلى التنفيذ.. كواليس عملية "الأسد الصاعد" الإسرائيلية ضد إيران

الهجوم الاسرائيلي على إيران

الهجوم الاسرائيلي على إيران

كشف المحلل العسكري الإسرائيلي، أفي أشكنازي، أن جهاز الموساد والجيش الإسرائيلي استعدّا على مدار عامين كاملين لتنفيذ عملية "الأسد الصاعد" ضد إيران، في إطار خطة مركّبة شملت جانبين رئيسيين: الهجوم والدفاع، بالتوازي مع تطوير قدرات عسكرية واستخباراتية متقدمة.

قيادة وتنسيق عالي المستوى

وأوضح أشكنازي، في تحليله المنشور بصحيفة "معاريف"، أن العملية انطلقت بقيادة مشتركة بين رئيس الأركان السابق هرتسي هاليفي، ورئيس الموساد ديدي بارنيع، وقائد سلاح الجو اللواء تومر بار، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية اللواء شلومي بيندر، وبمشاركة رئيس جهاز الشاباك رونين بار وعدد من كبار المسؤولين الأمنيين.

وأضاف أن التحضيرات شملت بناء قدرات هجومية ودفاعية متوازية، في مواجهة دولة بحجم إيران، التي تُعد الأكبر في الشرق الأوسط من حيث المساحة، ويبلغ عدد سكانها نحو 85 مليون نسمة، وتبعد عن إسرائيل مسافة تُقدّر بـ1500 كيلومتر.

النظام الإيراني.. إيديولوجيا وأذرع توسعية

وأشار أشكنازي إلى أن النظام الإيراني، منذ الثورة الإسلامية عام 1979، غيّر بنية الحكم وحوّل الدولة من علمانية إلى دينية، ويُصنف أكاديميًا على أنه "ديكتاتورية هجينة" تمتلك أدوات قمع وسيطرة موجهة لكنها منسّقة.

وأضاف أن هدف النظام منذ 1980 هو الحفاظ على وجوده، وترسيخ إيران كقوة إقليمية عظمى، وتصدير الثورة إلى وكلائه في المنطقة. 

ويقود هذا النظام المرشد الأعلى علي خامنئي، ويدير البلاد من خلال مجموعة هيئات، أبرزها مكتب المرشد، والسلطة القضائية، والرئاسة، والمجلس الأعلى للأمن القومي.

تطور البرنامج النووي

وأوضح التقرير أن البرنامج النووي الإيراني بدأ في عهد الشاه، وتوقف بعد الثورة، بدعوى عدم توافقه مع الشريعة، قبل أن تعيد الحرب العراقية الإيرانية إحياءه، كرد على جهود العراق آنذاك لتطوير أسلحة غير تقليدية واستخدامها خلال الحرب.

استهداف نوعي وشل القدرات

كشف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم، عن صور 13 من كبار القادة الأمنيين الإيرانيين، مؤكداً أن ثلاثة منهم على الأقل تمّت تصفيتهم. وأشار التقرير إلى أن هذا الاستهداف يهدف إلى تقويض قدرة إيران على استخدام الصواريخ الباليستية والأسلحة النووية، من خلال ضرب مراكز القيادة والتخطيط.

ونوّه أشكنازي إلى أن طبيعة النظام الإيراني، القائم على الولاءات الشخصية والدوائر المغلقة، تجعل فقدان القادة يشلّ المؤسسة العسكرية والأمنية، في سيناريو مشابه لما حدث مع "حزب الله" قبل أشهر، حين تمّت تصفية عدد من قياداته بنفس الأسلوب.

اختبارات ميدانية قبل التنفيذ

وأضاف أن إسرائيل نفّذت خلال العام ونصف الماضيين اختبارات تكتيكية في ساحات متعددة، من بينها الطيران لمسافات طويلة نحو اليمن، وضرب مخابئ تحت الأرض في لبنان وسوريا وغزة، كان أبرزها محاولة اغتيال محمد السنوار في موقع شديد التحصين تحت الأرض.

ووصف أشكنازي تصفية العشرات من كبار القادة في الضربة الافتتاحية للعملية بأنها "اختبار حقيقي" لقدرات السلاح الجوي، مشيراً إلى أنها تشبه الضربة التي نفذتها إسرائيل قبل شهرين ضمن عملية "عربات جدعون"، حين استهدفت أكثر من مئة من قيادات "حماس" في غزة، في توقيت مشابه عند الساعة الثالثة فجرًا.

search