الإثنين، 16 يونيو 2025

12:22 م

ضربات متبادلة.. كيف انعكست نيران طهران وتل أبيب على الاقتصاد الإسرائيلي؟

الشيكل

الشيكل

شهد سوق العملات الأجنبية في إسرائيل، اليوم السبت، تقلبات حادة عقب الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع داخل إيران، ما أدى إلى تراجع ملحوظ في قيمة الشيكل أمام العملات الأجنبية.

هبوط حاد في الشيكل

في الساعات الأولى من صباح اليوم، تراجع الشيكل بشكل كبير، حيث ارتفع سعر صرف الدولار بنسبة 1.2% ليصل إلى 3.59 شيكل، بعد أن تجاوز حاجز 3.65 شيكل مؤقتًا. 

كما صعد اليورو بنسبة 0.6% إلى 4.14 شيكل، فيما ارتفع الجنيه الإسترليني بنفس النسبة ليصل إلى 4.86 شيكل.

ورغم هدوء نسبي لاحقًا، فإن الشيكل لا يزال يُسجل انخفاضًا لافتًا أمام العملات الرئيسية.

اجتماع سري في بنك إسرائيل لطمأنة الأسواق

بنك إسرائيل أعلن عن عقد لجنة الاستقرار المالي اجتماعًا طارئًا، لمتابعة تطورات الأوضاع. وتضم اللجنة مسؤولين كبارًا من وزارة المالية وهيئات تنظيمية أخرى، وتعقد اجتماعاتها عادة بسرية تامة. 

ومع ذلك، جاء الإعلان عن هذا الاجتماع كمحاولة واضحة لطمأنة الأسواق.

وأكد مسؤولون في البنك أن الكشف عن الاجتماع هذه المرة يهدف إلى "نقل رسالة بالسيطرة على الوضع"، رغم الامتناع عن ذكر تفاصيل الاجتماع أو نتائجه.

ارتفاع عقود مخاطر الائتمان إلى أعلى مستوى منذ أبريل

في سياق متصل، قفزت عقود مبادلة مخاطر الائتمان (CDS) لإسرائيل لأجل خمس سنوات بنسبة 15% لتصل إلى 110 نقاط أساس، وهو أعلى مستوى منذ أبريل، وإن بقي دون الذروة المسجلة في أكتوبر الماضي (159 نقطة) خلال هجوم سابق على إيران.

وقال أليكس زفانزجينسكي، كبير الاقتصاديين في شركة "ميتاف"، إن السوق أظهرت استجابة "معتدلة"، تعكس نوعًا من التكيف مع واقع أمني مضطرب. 

وأضاف: "الأسواق اعتادت على الدراما، ما دام الاقتصاد لا يزال يعمل رغم استمرار التهديدات".

هدوء نسبي وتأثير محدود على البورصة المرتقبة

زفانزجينسكي أشار إلى أن الأسواق بدأت تهدأ، خاصة مع تراجع أسعار النفط وضعف التفاعل مع الضربة، مضيفًا: "لا نتوقع دراما كبيرة عند افتتاح بورصة تل أبيب الأحد، لأن الأسواق حصلت على وقت كافٍ لهضم التطورات".

تحركات في وزارة المالية واستعداد لأسوأ السيناريوهات

بدورها، عقدت وزارة المالية اجتماعًا طارئًا لكبار مسؤوليها لمراجعة خطط الطوارئ، مؤكدة استعدادها للحفاظ على الاستمرارية التشغيلية، وضمان جاهزية سلطتي الضرائب وضريبة الأملاك. 

كما أشارت الوزارة إلى أن الأزمة قد تخلق فرصًا اقتصادية في حال تسارع وتيرة الإنفاق والنمو.

تأثيرات طويلة الأمد على دخل الأسر

بحسب تحليل صحيفة "كالكاليست"، فإن الأسر الإسرائيلية تواجه ضغوطًا اقتصادية متزايدة، فزوجان يتقاضيان متوسط الأجر الشهري (نحو 12,900 شيكل) سيخسران ما يقرب من 7,000 شيكل صافيًا هذا العام، نتيجة ارتفاع التكاليف دون زيادات موازية في الرواتب.

أما الأسر ذات الدخل الأعلى، حيث يتقاضى كل من الزوجين 1.5 ضعف متوسط الأجر (حوالي 18,500 شيكل شهريًا)، فستفقد ما يقرب من 10,000 شيكل سنويًا، مع استمرار هذا التأثير جزئيًا حتى عام 2027.

تأجيل الانتباه إلى بيانات التضخم وسعر الفائدة

من المتوقع أن يُعلن بنك إسرائيل قراره المقبل بشأن سعر الفائدة في 7 يوليو، فيما تُنشر بيانات التضخم لشهر مايو يوم الأحد 15 يونيو. إلا أن المحللين يرجحون أن تتراجع أهمية هذه المؤشرات مؤقتًا، بفعل التطورات الأمنية المتسارعة.

search