طفل ماديرا بقلب "سوبرمان".. كريستيانو رونالدو رئيسا للبرتغال

كريستيانو رونالدو
محمود موسى
كريستيانو رونالدو، الأسطورة التي صدّر اسم البرتغال إلى كل مكان في العالم، هل يصبح رئيسا يوما ما لبلاده في سؤال طرح نفسه خلال الأيام القليلة الماضية؟
تحدث رونالدو في حوار سابق عن بلاده ليس كلاعب، بل كمواطن يرى بلاده بعين التجربة، وبعين الأب الذي يُفكر في مستقبل الجيل القادم.
وروي رونالدو حكاية البرتغال من عينيه، لا كنجم عالمي، بل كطفلٍ نشأ في جزيرة ماديرا، وغادرها وحيدًا، ليواجه العالم.
وذات يوم، جلس رونالدو أمام مارسيلو ريبيلو دي سوزا، رئيس البلاد الحالي، والرجل الذي حاوره ذات يوم في 2015، وكان يخلو الحوار من الحديث عن الألقاب والمباريات والأرقام القياسية، بل تحدثا عن الوطن.
مارسيلو ريبيلو دي سوزا الذي ولد في لشبونة عام 1948 لعائلة ذات نفوذ سياسي، وبرز منذ صغره كطالب متفوق، ليتخرّج من كلية القانون عام 1971 وينال الدكتوراه في العلوم القانونية والسياسية عام 1984.
وبعد مكانة مرموقة كأستاذ بجامعة لشبونة، تقلّد مناصب إدارية في المجال الأكاديمي، كما انخرط بالتوازي في العمل الصحفي منذ عام 1973، وبرز في تسعينيات القرن الماضي كشخصية سياسية واسعة التأثير عبر وسائل الإعلام.
في 2016، انتُخب رئيسًا للبرتغال من الجولة الأولى، مجسدًا صورة الرئيس القريب من المواطنين بأسلوب بسيط ومباشر، وأُعيد انتخابه لولاية ثانية في 2021.
رونالدو لن يفوز بالانتخابات
وتحدث رئيس البرتغال نفسه منذ أيام قليلة عن منافسة محتملة بينه وبين صديقه القديم رونالدو على كرسي الرئاسة بعد حديث قصير دار بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب معه.
رئيس البرتغال: لا تنسى أن البرتغال لديها أفضل لاعب في العالم الذي يدعى كريستيانو رونالدو، أنا متأكد أن ابنك يعرفه.
ليرد ترامب: نعم ابني يعرف عنه كل شيء، حسنا أخبرني ما مدى براعة اللاعب، هل أنت منبهر به؟
رئيس البرتغال: نعم إنه مبهر جدا، إن كريستيانو رونالدو أفضل لاعب في العالم.
ترامب: حسنا ماذا لو ترشح كريستيانو رونالدو ضدك في الانتخابات الرئاسية؟
رئيس البرتغال: لن يفوز، كما تعلم، لن يفوز، سيدي الرئيس، هناك شيء يجب أن أخبرك به، البرتغال ليست كالولايات المتحدة، الأمر مختلف.

هكذا ورط ترامب الرئيس البرتغالي في منافسة رئاسية محتملة مع كريستيانو رونالدو أحد أفضل اللاعبين في التاريخ، لكن ماذا عن البرنامج الانتخابي للأسطورة وكيف يرى بلاده؟

رونالدو تحدث في وقت سابق بعام 2015، مع الرئيس البرتغالي نفسه في حديث خلا من كرة القدم، ليتحدث كريستيانو عن رؤيته للبرتغال بعين المواطن لا اللاعب.
أشهر برتغالي في العالم
دي سوزا: أنت تعلم أنك أشهر برتغالي في العالم، وقد عشت خارج البرتغال لفترة طويلة، لذا، انظر إلى البرتغال كبرتغالي، وانظر إليها من منظور تجربتك ومسيرتك، ما هي الدروس والاقتراحات التي يمكنك تقديمها فيما يتعلق بالبرتغال، خاصةً للشباب الذين يتغيرون أسرع من الكبار؟
رونالدو: ما أعتقده هو أن كل ما تعلمته ينبع من جذوري، كما كان الحال في ماديرا، عندما كنت صغيرًا جدًا، في الحادية عشرة من عمري، ثم انتقلت إلى لشبونة.
"وفي تلك الفترة، مررت بأهم مرحلة في حياتي، وهي السفر إلى الخارج، ومنذ ذلك الحين بدأت أرى الأمور بطريقة مختلفة".
"لقد تعلمت الكثير من الأشياء، كنت في إنجلترا لمدة 6 سنوات، ثم ذهبت إلى مدريد، لدي القليل من ثقافة هذه البلدان الثلاثة: البرتغال، وإسبانيا، وإنجلترا".
"أحب عقلية الإنجليز، لأنهم محترفون للغاية، كل من يشارك هناك جاد في عمله، إنهم دقيقون ومنظمون، وأقدر ذلك كثيرًا، الجدية، والاحترافية، والعدالة، لا أتحدث هنا في إطار كرة القدم، بالطبع، لكن هذه ثقافة كاملة".
في إنجلترا تُستخدم كلمة "مهذب" كثيرًا، إنها ليست فقط أخلاقًا، بل هي سلوك يومي، وأنا أتعرف على نفسي في ذلك.
حب الحياة
"أما في إسبانيا، فقد تعلمت حب الحياة، إنها ثقافة أحبها بشدة، الشعب الإسباني منفتح، إيجابي، ويقدر ما هو ملكه، وهو أمر أعتقد أننا بحاجة إلى تعلمه في البرتغال، لا يجب أن نبالغ في تقدير الأجانب وننسى قيمة منتجاتنا المحلية".
/origin-imgresizer.eurosport.com/2018/04/03/2306163-48022050-2560-1440.jpg)
"بعض النصائح التي يمكن أن أقدمها للبرتغاليين، وخاصة الشباب، البرتغال تملك الكثير من الإمكانات، ما عليك إلا أن تشاهد التلفزيون لترى البرتغاليين يتألقون في الرياضات الأخرى، في التكنولوجيا، في مجالات متعددة".
"نحن أكفاء للغاية، لكنني أعتقد، كما قلت من قبل، أن الشعب البرتغالي متشائم، وأرى أن التفاؤل مهم، التفاؤل يساعد في رفاهيتنا، في عملنا، في علاقاتنا، في دورة حياتنا، في عائلتنا".
"صحيح أن الأمر ليس سهلاً دائمًا، لكن عليك أن ترفع نفسك، في الصعوبات ترى من هم المقاتلون حقًا، وأعتقد أن هذا ما تعلمته".
"أنت تسألني عن الشباب الذين يرون فيّ قدوة، أقول لا أحد يجب أن يكون مثل كريستيانو، بل يجب أن يسعى لأن يكون أفضل".
"أرى أن العالم هو فرصة، أريد أن أكون الأفضل في مهنتي، وأعتقد أنني الأفضل، إذا لم نفكر بهذه الطريقة، لن نبلي بلاءً حسنًا".
"ليس الأمر موهبة فقط، بل كثير من العمل، لا يمكن الاستغناء عن العمل، الانضباط، الدقة، الالتزام بالمواعيد، القواعد والتفاني كلها نقاط أساسية، مهما امتلكت من موهبة أو فضائل، إذا لم تكن هناك قواعد، فلا يوجد نجاح".
أبكي كل يوم
"منذ أن غادرت ماديرا إلى لشبونة، وأنا صغير جدًا، كانت تلك أصعب لحظة في حياتي، كنت وحيدًا، تركت عائلتي، كنت أبكي كل يوم، واتصل بعائلتي، لكن شيئًا فشيئًا بدأت أرى الأمور بطريقة مختلفة".
منذ وصولي إلى إنجلترا، وحتى اليوم، تغير العالم كثيرًا، أصبح كل شيء أكثر تطلبًا، المتعة صارت عملًا، لكن لا بأس، لا يزال هناك بعض المرح، بشرط أن يكون مرحًا هادفًا، المرح بهدف، لتحقيق الأهداف".
"من المهم أن يكون لديك أهداف واضحة، عامًا بعد عام، حتى في قمة النجاح، الأصعب ليس الوصول، بل البقاء، أن تتحدى نفسك، أن تبرهن لنفسك، لا لغيرك".

"هل الحياة اليوم مليئة بالتخصص المفرط؟ نعم، لتكون الأفضل في العالم في كرة القدم، لا يكفي أن تتمرن صباحًا فقط، يجب أن تطور نفسك طوال اليوم، أنا أعمل على أشياء كثيرة في يومي، لأحافظ على مستواي".
"صحيح أن الرهان على شيء كبير صعب، والمثابرة أصعب، في عالم مليء بالمشتتات، يجب أن تركز بشكل كامل، حتى لو لم تكن مشهورًا، التشتت مشكلة اليوم".
"في إسبانيا، مثلًا، المجتمع منفتح، سعيد رغم الصعوبات، وهذا يفاجئني، لأن إسبانيا بجوار البرتغال، لكن عقليتها مختلفة، البرتغاليون يميلون للتشاؤم، رغم أن الشباب يتغيرون، لدينا إمكانات كبيرة".
سوبر مان
"أنا أب أيضًا، لدي ابن، وهذا الطفل يرى في والده "سوبرمان"، وهذا أعظم وسام، أن يراك ابنك قدوة، هذا يعني الكثير".
"لكن الخجل لا يزال موجودًا، هو خجول، متعلم، مثقف، وهذا شيء يربى في البيت، التعليم، في رأيي، هو أهم شيء".
"لقد كنت محظوظًا، نعم، لكنني كنت طفلًا مباركًا، محاطًا بقيم، وهذه القيم هي ما أنقلها لابني، نحتاج إلى الإيمان، والثقة في أنفسنا، وفي الآخرين وفي الأفكار وفي المستقبل".
الرياضة مدرسة للصفات الحميدة، وما أعرفه أكثر من أي شيء آخر هو الموهبة التي أملكها، واستغلالها لأقصى حد، كل شخص لديه موهبة، عليه أن يكتشفها، ويستغلها".
"الفرص قد تكون قليلة، لكن لا بد من السعي، لا تقولوا: (لم تتح لي الفرصة، من يريد يجد الفرص)، الحظ؟ نعم، مهم، لكن الحظ يحتاج إلى كثير من العمل، وقد أُتيحت لي الفرصة، واستغليتها".
"وفي الختام، رسالتي، خاصة للصغار هي التفاؤل، الاحترافية قدر الإمكان، العمل الجاد، هذه هي مفاتيح النجاح".
شعارات براقة
لم يكن كريستيانو رونالدو بحاجة إلى منصة انتخابية ولا شعارات براقة كي يروي ملامح "برنامجه الانتخابي" لو أراد يومًا خوض غمار السياسة.
لقد قدمه بالفعل قبل سنوات في حديث عابر مع رئيس البلاد مارسيلو ريبيلو دي سوزا، الذي حاور رونالدو كصحفيا في ذلك اليوم عام 2015.
في ذلك اللقاء، لم يتحدث كريستيانو عن مسيرته أو الألقاب الفردية والجماعية التي حققها، بل عن القيم؛ لم يروِ مشواره في مانشستر أو مدريد، بل في حواري ماديرا بلشبونة وخوض تجربة السفر كمغترب في إسبانيا وإنجلترا، وخلال تلك المسيرة تعلم الأسطورة البرتغالية الاحترام والانضباط والالتزام، والتفاني في العمل وهي صفات يحتاجها أي مواطن وليس البرتغاليون فقط، فهل نرى رونالدو في القريب العاجل رئيسا للبرتغال؟ هل يقتحم مجال السياسة ويدخل العالم الأخطر؟.

الأكثر قراءة
-
"فطروا سوا وخلص عليه".. هوس الآثار يكتب نهاية مأساوية لسوهاجي بالقاهرة
-
البوابة الإلكترونية لمحافظة الشرقية نتيجة الشهادة الإعدادية.. رابط مباشر
-
موعد إجازة 30 يونيو 2025.. قائمة العطلات المتبقية
-
أول تعليق من أسرة إيمان المعثور على جثمانها في ألمانيا (خاص)
-
مزارع يُضحي بحياته لإنقاذ "ماشيته" من حريق بسوهاج
-
حظك اليوم الأربعاء 18 يونيو 2025.. هذا وقت مناسب للاسترخاء
-
شهود عيان عن عقار السيدة زينب: "منزل الفنان نور الشريف" (فيديو)
-
تنسيق التمريض 2025 محافظة الدقهلية بعد الإعدادية.. مؤشرات أولية

أخبار ذات صلة
السلاح الأخطر.. كيف تنجح مسيّرات إسرائيل في البقاء 36 ساعة بسماء إيران
18 يونيو 2025 11:23 م
قفزة 700% في مصروفات دكتوراه "علاج طبيعي".. والعميدة: "مقدرش أتكلم"
18 يونيو 2025 09:38 م
طلبات تعويض بالآلاف.. كم تكبدت إسرائيل جراء صواريخ إيران؟
18 يونيو 2025 08:47 م
الأزمات القلبية تقصف عمر الشباب.. وقائع مأساوية ونصائح طبية
18 يونيو 2025 07:53 م
أكثر الكلمات انتشاراً