الجمعة، 20 يونيو 2025

09:13 ص

بعد خامنئي.. ما سيناريوهات الحكم في إيران؟

المرشد الإيراني، علي خامنئي

المرشد الإيراني، علي خامنئي

A .A

منذ اندلاع العمليات العسكرية بين إسرائيل وإيران، توالت التصريحات من المسؤولين الإسرائيليين التي لم تخلُ من تهديدات مباشرة، كان أبرزها التلويح بإمكانية اغتيال المرشد الإيراني، علي خامنئي، والعمل على إسقاط النظام الحاكم في طهران. 

هذه التصريحات أثارت تساؤلات حادة بشأن البديل المحتمل لقيادة إيران في حال انهيار الحكم الحالي.

في سياق متصل، كشفت تقارير صحفية أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، رفض خطة إسرائيلية كانت تهدف إلى اغتيال المرشد الإيراني، ورغم هذا الرفض، فقد صرح ترامب علنًا بأن واشنطن "تعرف مكان خامنئي ويمكنها اغتياله متى شاءت"، موجّهًا دعوة للنظام الإيراني بالاستسلام، وفقًا لـ"سكاي نيوز".

وبحسب تقرير نشرته صحيفة “إندبندنت” البريطانية، فإن عدة أطراف معارضة تطمح لملء الفراغ السياسي في إيران إذا ما سقط النظام القائم، وتشمل هذه الأطراف منظمات معارضة، وأحزابًا سياسية، وقيادات شعبية، فضلًا عن أقليات عرقية تتهم النظام بالتهميش.

منظمة مجاهدي خلق

تُعدّ منظمة “مجاهدي خلق” الإيرانية من أبرز الجماعات المعارضة، وقد تأسست في عام 1965 كحركة سياسية وعسكرية تهدف إلى الإطاحة بالنظام الحاكم في إيران، وتطمح إلى إقامة جمهورية ديمقراطية علمانية.

تميزت المنظمة في بداياتها بجمعها بين الفكر الإسلامي والماركسي، وقد شاركت بفاعلية في الثورة ضد حكم الشاه محمد رضا بهلوي، لكنها سرعان ما دخلت في مواجهة دامية مع النظام الجديد بعد عام 1979، وتُصنَّف اليوم من قبل السلطات الإيرانية كـ"منظمة إرهابية".

وبحسب الصحيفة، فإن مجاهدي خلق فقدت جزءًا كبيرًا من شعبيتها داخل إيران، لا سيما بعد تحالفها مع نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين إبان الحرب العراقية-الإيرانية (1980-1988). 

ويُعدّ زعيمها السابق، مسعود رجوي، مختفيًا عن الأنظار منذ أكثر من عقدين، في حين تتولى زوجته، مريم رجوي، قيادة الجماعة حاليًا، عبر "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية"، الذي يتمتع بحضور دولي في عدد من الدول الغربية، رغم قلة نشاطه الداخلي في السنوات الأخيرة.

التيار الملكي

في المقابل، يبرز التيار الملكي كأحد أبرز الفصائل المعارضة للنظام الإيراني، وهم أنصار حكم الشاه الذي أُطيح به في الثورة الإسلامية عام 1979، واضطر إلى مغادرة البلاد ليتوفى لاحقًا في القاهرة.

ويُعدّ رضا بهلوي، نجل الشاه الراحل، الوجه الأبرز في هذا التيار، ويقيم حاليًا في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يدعو إلى تغيير النظام عبر وسائل سلمية، ويطالب بتنظيم استفتاء شعبي لتحديد طبيعة الحكم في إيران. 

وبعد تصاعد التوتر بين إسرائيل وطهران، دعا بهلوي الشعب الإيراني إلى الثورة على النظام الديني والانفصال عن قيادته الحالية.

الأقليات العرقية

وتُعدّ الأقليات العرقية واحدة من أبرز الجهات التي يمكن أن تلعب دورًا محوريًا في مرحلة ما بعد النظام، بحسب التقرير، فإيران دولة متعددة الأعراق، وتضم مكونات عرقية لطالما عبّرت عن تهميشها من قبل الحكومة المركزية، وخاصة الأكراد والبلوش.

وقد شهدت مناطق تلك الأقليات، على مر السنوات، تحركات مسلحة وتمرّدات محدودة ضد السلطات، تقودها تنظيمات تتبنى خطابًا انفصاليًا أو تطالب بالحكم الذاتي.

قادة الحركات الاحتجاجية

وفي السنوات الأخيرة، برزت الحركات الاحتجاجية الشعبية كأحد التحديات المتكررة للنظام الإيراني، ففي عام 2009، شهدت البلاد احتجاجات حاشدة رفضًا لما اعتبره المتظاهرون تزويرًا في نتائج الانتخابات الرئاسية لصالح الرئيس آنذاك، محمود أحمدي نجاد، على حساب منافسه مير حسين موسوي، الذي قاد ما عُرف لاحقًا بـ"الحركة الخضراء" المطالبة بإصلاحات ديمقراطية، قبل أن تُقمع بعنف.

كما اندلعت احتجاجات واسعة في عام 2022، على خلفية قضايا تتعلق بحقوق المرأة، برزت خلالها الناشطة نرجس محمدي كإحدى رموز الحراك النسوي، وقد نالت جائزة نوبل للسلام عام 2023، لكنها لا تزال تقبع خلف قضبان سجن "إيفين" سيئ السمعة، وفق ما نقل التقرير.

صراع محتمل على السلطة

وتحت عنوان "السيناريوهات المتوقعة"، نقلت الصحيفة تحذيرات من اندلاع صراع دموي على السلطة في حال تم عزل أو اغتيال المرشد الأعلى، وتوقعت الصحيفة أن يتحرك الحرس الثوري الإيراني لفرض الأحكام العرفية، والاستحواذ على مقاليد الحكم بالقوة لضمان استمرارية النظام.

كما لم تستبعد الصحيفة أن يؤدي هذا الفراغ السياسي إلى حرب أهلية داخلية، يمكن أن تمتد إلى دول الجوار وتهدد استقرار المنطقة برمتها.

search