الإثنين، 23 يونيو 2025

08:12 م

كيف تلعب أمريكا دور "شرطي العالم" تحت مظلة "قانون الغاب"؟

الصواريخ الإيرانية

الصواريخ الإيرانية

هدير يوسف

A .A

خلفت الضربات الأمريكية التي شهدتها إيران، فجر يوم الأحد، ودخول أمريكا في رقعة الصراع الإيراني الإسرائيلي، رسميًا، حالة من الفوضى، وأثارت العديد من التساؤلات حول اختراق ميثاق الأمم المتحدة من قِبل أمريكا بهذه الضربات، وما إذا كانت إيران ستقبل أن تجلس على طاولة المفاوضات حتى لتهدئة رقعة الصراع في الشرق الأوسط.

اختراق مباشر لميثاق الأمم المتحدة

قال أستاذ العلاقات الدولية، إكرام بدر الدين، إن أمريكا خرقت ميثاق الأمم المتحدة بضربها لإيران، مشيرًا إلى أن احترام سيادة الدول وعدم الاعتداء عليها، هي نصوص صريحة ومباشرة تدل على الانتهاك الجسيم التي ارتكبته الولايات المتحدة للميثاق لأحكام القانون الدولي.

وأكمل بدر الدين لـ"تليجراف مصر"، أن تلك الانتهاكات ليست الأولى من نوعها من أمريكا وإسرائيل، حيث كررت هذا الأمر في مناطق عدة منها لبنان وسوريا وآخرها غزة، موضحًا أن السؤال هنا هل ما زالت للأمم المتحدة ومجلس الأمن -الذي يستخدم فيه حق الفيتو- التأثير المباشر على الدول أم تلك لحروب أثبتت العكس.

السلام لا يفرض بالقوة

وتساءل أستاذ العلاقات الدولية، عن جدوى النظام العالمي الآن، وهل يحتاج إلى تغيير عاجل، موضحًا أن النظام العالمي كانت مهمته الأساسية هي حفظ السلم والأمن الدوليين، ولكن بعد هذه الضربات أصبح السائد هو “منطق القوة وليس القانون”. واستشهد بما يحدث في غزة وعدم فرض عقوبات على إسرائيل فيما ترتكبه من انتهاك لحقوق الإنسان وجرام حرب في حق الشعب الفلسطيني.

فيما يتعلق بإمكانية وجود مفاوضات بين الدول أمريكا وإسرائيل وإيران، أوضح أن السلام لا يفرض بالقوة، حتى وإن دخلت أمريكا الحرب، فإيران سترفض الآن أن تجلس على طاولة المفاوضات قبل أن ترد على هذه الضربات، لافتا إلى أنه حال قبول إيران دخول المفاوضات سيعتبر ذلك استسلاما وليس سلاما بين الطرفين.

أستاذ العلاقات الدولية، إكرام بدر الدين

تبعات خطيرة على أمن الإقليم

ورأى خبير دراسات الأمن القومي ودراسات الشئون الإسرائيليّة، الدكتور طارق فهمي، أن الضربات الأمريكية سيكون لها تبعات خطيرة على أمن الإقليم، لافتا إلى أن هذه الضربة ليست هدفها ضرب أصفهان وفوردو فقط ولكن الوصول إلى كامل المنشآت النووية الإيرانية.

وأكد فهمي في تصريحات لـ"تليجراف مصر" أن احتدام الصراع قد يجر المنطقة بأكملها إلى صراع مفتوح، خصوصًا أن هذه الضربات سوف تشجع على إسقاط النظام الإيراني لتغييره ومحاولة تغيير قواعد التعامل المباشر مع إيران.

خبير دراسات الأمن القومي ودراسات الشئون الإسرائيليّة، الدكتور طارق فهمي

التفاوض لن يكون على “النووي” 

لفت خبير دراسات الأمن القومي، إلى أنه من المبكر توقع رد الفعل الإيراني على الهجمات الأمريكية، مثل غلق مضيق هرمز أو استهداف القواعد العسكرية، أو حتى دخول الحوثيين وحزب الله، خط المعركة، لكنها ضمن أوراق في يد إيران.

وأكد فهمي أن الهدف الآن هو الحديث عن اتفاق مهين ومذل للسياسة الإيرانية للرجوع على طاولة المفاوضات، ولكن تلك المفاوضات ستأخذ مسارين، هما مسار أمريكي– إيراني ومسار إسرائيلي- إيراني. 

وتابع أن التفاوض لن يكون على “النووي” ولكن على العلاقات المقبلة مع الجانب الإيراني، مضيفًا أننا لا زلنا في المرحلة الأولى من الحرب والتي ستشهد تداعيات كثير ومكلفة على الدول العربية خصوصًا أمن الخليج العربي  وهناك احتمالات لأن تمتد لتكون حرب إقليمية.

search