بعد قصفه.. ميدان فلسطين شاهد على كراهية قديمة بين إيران وإسرائيل

ميدان قلسطين
في قلب العاصمة الإيرانية طهران، بوجد ميدان فلسطين، وهو أكثر أماكن إيران الشاهدة على العلاقة المركبة بين طهران وتل لأبيب، ومؤخرًا خلال الحرب الإيرانية الإسرائيلية أصبح أحد ساحات المعارك بين الدولتين عندما قصفته الطائرات الإسرائيلية.
“ميدان فلسطين” المثير للجدل
أوضح مشروع الشرق الأوسط للبحث والمعلومات، أن ميدان فلسطين في طهران رمزاً تاريخياً للعلاقات المتشابكة بين إيران وإسرائيل والقضية الفلسطينية، حيث فكانت هذه الساحة قبل ثورة 1979 تستضيف السفارة الإسرائيلية وتحمل اسم "ميدان كاخ" (القصر)، واليوم يعرض جدارية ضخمة اليوم شعارات باللغتين العبرية والفارسية تشير إلى "جميع الأهداف في متناول اليد، ونحن نختار"، في إشارة للحرب الإيرانية الإسرائيلية .

ظل الميدان مقر للسفارة الإسرائيلية، حتى أيام قليلة من انتصار الثورة، في فبراير 1979، عندما استضافت الحكومة الإيرانية الجديدة ياسر عرفات وفريقه، وتم تسليم المبنى إلى منظمة التحرير الفلسطينية كسفارة فلسطينية، وأعيد تسمية الساحة لـ"ساحة فلسطين".
السفارة الفلسطينية.. من مقر “تل أبيب” لـ"رام الله"
تعد أبرز محطات الميدان هي سفارة فلسطين، حيث تحولت البعثة السياسية الإسرائيلية في طهران، التي كانت تعمل منذ عام 1948، إلى السفارة الفلسطينية بعد أيام قليلة من انتصار الثورة الإيرانية.
قبل ثورة 1979، كانت إيران وإسرائيل تربطهما علاقات دبلوماسية قوية، وكانت البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية في طهران تعرف باسم "سفارة إسرائيل في طهران".
لكن هذا الوضع تغير بشكل كامل مع دعم منظمة التحرير الفلسطينية للثورة الإيرانية. فبعد أيام قليلة من انتصار الثورة، أرسل رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عرفات، وفداً فلسطينياً إلى إيران.
استُقبل الممثلون الفلسطينيون استقبالاً علنياً وحاراً، وفي خطوة رمزية بالغة الأهمية، سُلِّموا مفاتيح السفارة الإسرائيلية السابقة في طهران. هذا المبنى الذي كان يمثل الوجود الدبلوماسي لإسرائيل في إيران، أصبح بعد ذلك السفارة الفلسطينية.
وعُيّن هاني الحسن، الذي كان شخصية دبلوماسية بارزة في منظمة التحرير الفلسطينية، أول سفير فلسطيني لدى إيران، مما رسخ التحول في العلاقات الدبلوماسية الإيرانية بعد الثورة.
ساعة “زوال إسرائيل”
لا يمكن أن تزور الميدان دون أن ترى ساعة “زوال إسرائيل” التي دمرتها الطائرات الإسرائيلية في القصف الأخير، وأقيم هذا اللوح الإعلاني من قبل مكتب الباسيج في طهران عام 2015، بعد توقيع خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي الإيراني).
في ذلك الوقت، زعم المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي على حسابه في تويتر أن المسؤولين الإسرائيليين أعلنوا أنهم "لم يعودوا قلقين بشأن إيران خلال الـ 25 عامًا القادمة".

ورد خامنئي بإعلانه "بمشيئة الله، لن يكون هناك شيء اسمه الكيان الصهيوني خلال الـ 25 عامًا القادمة". بدأ العداد، الذي انطلق من حوالي 9125 يومًا (أو 25 عامًا)، وهو مدمج بعبارة "تبقى [X] يومًا فقط على إبادة إسرائيل" باللغات الفارسية والإنجليزية والعربية.
لا توجد إجراءات حساسة للوقت مخطط لها بالتوازي مع العد، والذي هو في حد ذاته معيب، ففي كثير من الأحيان، تتعطل الشاشة وتتوقف.
تعكس رسالة لوحة الساعة طبيعة الدعم الإيراني للتحرر الفلسطيني، حتى قبل أحداث 7 أكتوبر 2023 وسلسلة الضربات الأخيرة التي تعرض لها محور المقاومة.
الكشف عن الساعة والهدف منها
في يونيو 2017، بالتزامن مع المسيرات السنوية ليوم القدس، كشفت إيران عن هذه الساعة الرقمية الكبيرة في ميدان فلسطين.

وقامت منظمة التعبئة لمدينة طهران بتركيب لافتة العد التنازلي للأيام المتبقية حتى تدمير إسرائيل في الجانب الجنوبي الشرقي من ساحة فلسطين، بحضور جميع المواطنين وعائلات شهداء الإرهاب، بشكل يومي، موضحة الأيام المتبقية حتى تدمير إسرائيل.
وأوضح مهدي بابائي، رئيس منظمة الباسيج في بلدية طهران، فإن "العد التنازلي لتدمير إسرائيل" هو أحد الأعمال الفريدة التي تم تصميمها بناءً على أمر المرشد الأعلى، معربًا عن تمنياته من تثبيت هذا العمل في العديد من البلدان الإسلامية الأخرى، لخلق موجة عالمية، بحسب وكالة تسنيم الإيرانية.

تصميم ساعة زوال إسرائيل
تعد الساعة لوح إعلاني ضخم في محيط ميدان، مزودًا بعداد إلكتروني يعرض أرقامًا حمراء عملاقة تحسب الأيام المتبقية حتى زوال "الكيان الصهيوني" – وهو المصطلح الرسمي الذي تستخدمه إيران للإشارة إلى إسرائيل، حيث لا تعترف بالدولة، بحسب موقع “quillette” الأمريكي.
تم ضبط الساعة للعد التنازلي من 8411 يومًا، وهو الرقم الذي يتوافق مع تصريح المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي في عام 2015، حيث تنبأ بأن "إسرائيل لن تكون موجودة خلال 25 عامًا".

تتصل الساعة بلوحة إعلانية إلكترونية ضخمة تعرض الرسالة بثلاث لغات: الفارسية والإنجليزية والعربية. على الرغم من تعرض الساعة أحيانًا لأعطال فنية تتوقف معها عن العد، إلا أنها لا تزال تحتل مكانة رمزية مهمة في الميدان.
تحسب الساعة الأيام المتبقية حتى "الدمار المتنبأ به لإسرائيل" في 9 سبتمبر 2040، هذا العد التنازلي، الذي كُشف عنه في يوم القدس من عام 2017، هو تذكير طهران الدائم بأيديولوجيتها المعلنة.

الأكثر قراءة
-
"فين موسى وحمزة؟".. أم تبحث عن أولادها منذ يونيو 2023
-
رحل يتيما بعد أن فقد أسرته قبل عام.. كواليس جديدة في مأساة عريس أسوان
-
حكم ببراءة "ابنة مبارك المزعومة" بعد أسبوع من حسم دعوى وفاء عامر
-
متى يشبع هؤلاء!
-
بعد منشور عن مُسنة.. "التضامن" تصدر قرارًا بشأن "دار الأمل للنقاهة"
-
اعتراف إسرائيلي يقلب الموازين حول حقيقة "الملاك" أشرف مروان
-
بسبب إلغاء حجز فستان.. صاحبة أتيليه تعتدي على فتاة بالمنوفية
-
تأكيدًا لـ"تليجراف مصر".. الصحة تطرح عيادات 3 مستشفيات حكومية للإيجار

أخبار ذات صلة
توصيات حبيسة الأدراج.. أزمة التجنيس تطارد أبطال الرياضة
27 سبتمبر 2025 10:40 ص
الإعلام الإسرائيلي يكشف عورات خطاب نتنياهو بالأمم المتحدة
26 سبتمبر 2025 11:54 م
العيادات غير المرخصة.. أوجاع المواطن تضيع وسط زحمة الإجراءات
26 سبتمبر 2025 02:22 م
من الشقاء إلى الدكتوراه.. "عم صابر" عامل بناء يؤكد المعنى الحقيقي للتضحية
26 سبتمبر 2025 08:22 ص
جرائم حرب ومواقف مثيرة للجدل.. الوجه الآخر لـ توني بلير
26 سبتمبر 2025 01:48 ص
ضربة من مايكروسوفت في عمق إسرائيل.. ما علاقة فلسطين؟
25 سبتمبر 2025 09:42 م
الأوراق والإجراءات المطلوبة للترشح في انتخابات مجلس النواب 2025
25 سبتمبر 2025 07:30 ص
"جوهرة التاج".. حديقة الحيوان بالجيزة تفتح أبوابها مطلع 2026
25 سبتمبر 2025 07:50 ص
أكثر الكلمات انتشاراً