في اليوم العالمي للأرملة.. زوجة الشهيد امتياز إسحاق: غيابه وجع ومسؤوليته كانت تقيلة

يُحيي العالم في 23 يونيو من كل عام اليوم العالمي للأرامل، الذي أقرته الأمم المتحدة اعترافًا بمعاناة الأرامل حول العالم، وتقديرًا لصمودهن في مواجهة الحياة وتحمل مسؤولية الأبناء في ظل غياب الشريك.

ويهدف هذا اليوم إلى تسليط الضوء على التحديات النفسية والاجتماعية والاقتصادية التي تواجهها المرأة بعد فقدان زوجها، والدعوة إلى تقديم الدعم والرعاية لها.

"كان دائمًا يدعمني ويشجعني"

وفي هذه المناسبة، تحدثت السيدة سحر، أرملة الشهيد اللواء امتياز إسحاق، لـ"تليجراف مصر"، عن تجربتها بعد استشهاد زوجها، قائلة إنها تعمل مفتش آثار بوزارة السياحة والآثار، وأنها تنقلت خلال مسيرتها المهنية في عدة مواقع أثرية، كما حصلت على درجة الماجستير في الآثار، وكان زوجها دائم الدعم والتشجيع لها رغم انشغالاته الكثيرة وظروف عمله الصعبة.

"الخبر الذي قلب حياتي"

تقول السيدة سحر إن صدمة حياتها الكبرى كانت عند تلقيها خبر استشهاد زوجها: "كنت أدعم ابني أثناء تمرينه في أحد الأندية الرياضية، حين وصلني اتصال من أحد أصدقائه يخبرني باستشهاد امتياز.. لم أصدق في البداية".

"اكتشفت أن الحمل الأكبر كان عليه"

وتضيف: "كنت أظن أنني أتحمل الجزء الأكبر من مسؤولية تربية الأبناء، لكنني اكتشفت بعد رحيله أن الدور الأصعب كان عليه هو، فقد كان يحمل عنا كل أعباء الحياة بصمت. وجود الأب في حياة أولاده لا يعوضه شيء، حتى وإن لم نرَ كل ما يفعله".

وكان الشهيد قد رحل وترك خلفه ثلاثة أبناء: "ولد وبنتين"، أكبرهم لم يكن قد تجاوز 17 عامًا عند وفاته.

"لازم الحياة تكمل"

رغم الحزن الشديد، رفضت السيدة سحر أن تستسلم للانكسار، وقررت أن تكمل المسيرة: "وقفت على قدميّ من أجل أبنائي. واصلت عملي، وكنت أعود لأهتم بهم وبشؤون المنزل. لم أشأ أن يشعروا بأن هناك تغييرًا كبيرًا في حياتهم.. فكان عليّ أن أكون الأب والأم في آن واحد".

"ابني أكمل مسيرة والده"

تختتم حديثها بفخر، مشيرة إلى أن ابنها الأكبر نور قرر السير على خُطى والده فالتحق بكلية الشرطة، وهو اليوم ملازم أول. 

أما ابنتها الثانية فريدة، فهي طالبة في الفرقة الثالثة بكلية العلوم السياسية، بينما لا تزال الابنة الصغرى علياء في الصف الثاني الإعدادي.