الثلاثاء، 24 يونيو 2025

12:38 م

ضربة رمزية.. إيران تستهدف "العديد" برسائل محسوبة

الهجوم الإيراني _ صورة تعبيرية

الهجوم الإيراني _ صورة تعبيرية

أسامة جمال

A .A

في تطور جديد ضمن مشهد التوترات الإقليمية، أعلنت طهران أنها نفّذت هجومًا صاروخيًا استهدف قاعدة "العديد" الأمريكية في قطر، مشيرة إلى أن الهجوم أصاب أهدافًا داخل القاعدة.

الهجوم الإيراني على القواعد الأمريكية

 الدوحة وواشنطن نفتا حدوث أي إصابات أو أضرار، في ظل تسريبات عن تنسيق مسبق بين الأطراف المعنية لتفادي أي تصعيد عسكري.

وقال الدكتور جمال عبد الجواد، أستاذ العلوم السياسية ومستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الاستهداف الإيراني لم يكن يهدف إلى إيقاع خسائر مادية أو بشرية، بل حمل طابعًا رمزيًا ورسالة سياسية واضحة، تستهدف إعادة ضبط توازن الردع في المنطقة، خاصة عقب الهجمات الأمريكية الأخيرة على منشآت نووية داخل إيران.

قاعدة العديد

وأوضح في تصريح لـ"تليجراف مصر" أن قاعدة العديد تُعد أكبر منشأة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، وتحمل رمزية كبيرة للوجود العسكري الأمريكي في الخليج، خاصة بعد أن زارها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وألقى خطابًا منها.

وأشار عبد الجواد إلى أن طهران تعمّدت توجيه ضربة محسوبة تتجنب التصعيد المباشر، وهو ما يفسر عدم تسجيل أي خسائر بشرية، في ظل مؤشرات على تنسيق مسبق مع الجانبين القطري والأمريكي، لإتاحة الوقت لاتخاذ الإجراءات الاحترازية الضرورية.

وأكد أن إيران كانت تدرك خطورة أي إصابات بين الجنود الأمريكيين، لما قد يترتب عليه من رد أمريكي واسع، ولذلك اختارت استراتيجية "الرد المحدود" حفاظًا على هيبتها أمام الداخل الإيراني دون الانزلاق نحو مواجهة مفتوحة.

من جانبه، أوضح الدكتور أحمد لاشين، أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة عين شمس، أن الإعلان الإيراني عن إصابة الصواريخ الإيرانية لأهداف داخل القاعدة يحمل أبعادًا سياسية، رغم نفي الدوحة وواشنطن لهذه الرواية.

تنسيق إيراني قطري

وأضاف لاشين، في تصريحاته لـ"تليجراف مصر"، أن طهران أبلغت السلطات القطرية مسبقًا بنيّتها تنفيذ الهجوم، وفقًا لتقارير نُشرت في صحيفة "نيويورك تايمز" وتداولتها عدة وسائل إعلام دولية.

وأشار إلى أن الخطاب الإيراني يشهد تحوّلات لافتة، حيث أعادت طهران تعريف ما تعتبره "خطًا أحمرًا"، ليتقلص تدريجيًا من حدود الدولة إلى المنشآت الاستراتيجية، ثم مؤخرًا إلى شخصية المرشد الأعلى فقط، ما يعكس حجم الضغوط والارتباك داخل المؤسسة السياسية والعسكرية الإيرانية.

الغارات الأمريكية على المنشآت النووية

وفي بيان رسمي، أعلن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أن الهجوم جاء ردًا على الغارات الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية داخل البلاد، مؤكدًا أن عدد الصواريخ المستخدمة يعادل عدد القنابل الأمريكية في تلك الهجمات، مع التشديد على أن العملية "لا تستهدف قطر الشقيقة".

وفي المقابل، أكدت وزارة الدفاع القطرية أن دفاعاتها الجوية اعترضت الهجوم دون وقوع أي خسائر، بينما نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر مطّلع تأكيده وجود تنسيق مسبق بين طهران والدوحة وأطراف أمريكية، شمل إغلاق المجال الجوي مؤقتًا لتقليل الأضرار وتفادي التصعيد.

search