السبت، 28 يونيو 2025

08:09 ص

هل عصفت حرب إيران وإسرائيل بآمال السياحة المصرية؟

السياحة في مصر- تعبيرية

السياحة في مصر- تعبيرية

في أعقاب إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، تساءل الكثيرون عن مدى تأثر قطاع السياحة المصري بهذه الأزمة، خاصة في ظل القرب الجغرافي بين مصر وإسرائيل، أحد أطراف النزاع.

تأثير الأحداث الإقليمية على السياحة في مصر

وفي هذا السياق، أكد الدكتور حسام هزاع، الخبير السياحي وعضو الاتحاد المصري للغرف السياحية، لـ “تليجراف مصر”، أن السياحة المصرية لم تتأثر بالأحداث الإقليمية، مشيرًا إلى أن الحجوزات السياحية، خصوصًا في محافظات البحر الأحمر، ما تزال مستمرة بشكل طبيعي.

وأوضح هزاع أن الأزمة أثرت لفترة وجيزة فقط على بعض خطوط الطيران التي تعبر المجال الجوي الإيراني ودول الخليج، لكنها سرعان ما عادت للعمل بشكل طبيعي عقب وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن السياح باشروا مجددًا الاستفسار عن أسعار الفنادق والعروض السياحية.

وأضاف أن موسم السياحة الصيفية في مصر يبدأ فعليًا في يوليو، بينما ينطلق موسم الشتاء في أكتوبر، مؤكدًا أن حجوزات هذا الموسم تسير كما هو مخطط لها دون أي تغييرات.

مصر وجهة آمنة

وأشار هزاع إلى أن مصر لا تزال تُعتبر وجهة آمنة ومستقرة في نظر السياح القادمين من أوروبا والدول العربية والولايات المتحدة، موضحًا أن عدد السياح الذين زاروا مصر في عام 2024 بلغ نحو 15.7 مليون سائح، مقارنة بـ 14.7 مليون سائح في 2023. كما شهد النصف الأول من عام 2025 زيادة بنسبة 26% في عدد السياح مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.

السياحة في مصر

تحذيرات روتينية

وكذلك نفى الخبير السياحي أشرف سركيس وجود أي تأثير مباشر للتوترات الأخيرة في المنطقة على حركة السياحة الوافدة إلى مصر، مؤكدًا أن البلاد الخارجية لم تضع أي قيود على السفر في أي من مناطقة سياحية في مصر. 

وأوضح أن بعض السياح قد يعيدون ترتيب أولوياتهم لتجنب المناطق المشتعلة بالتوتر، إلا أن التحذيرات الأوروبية بشأن السفر إلى مصر لم تتجاوز الإرشادات الروتينية المعتادة.

وأشار سركيس إلى أن التأثيرات المحتملة قد تقتصر على شركات الطيران، مثلما حدث مع تقليص بعض رحلات الطيران في دول الخليج خلال فترات التصعيد، قبل إعلان وقف إطلاق النار.

ردود فعل إيجابية من السياح

وفيما يتعلق بالأوضاع الداخلية، أكد سركيس أن المقاصد السياحية في مصر، وخاصة مناطق البحر الأحمر مثل الغردقة وسفاجا والجونة، تشهد معدلات إشغال مرتفعة في الموسم الحالي، سواء من السياحة الخارجية أو السياحة الداخلية

ولفت إلى أن السياح يبدون ردود فعل إيجابية تجاه مستوى الأمن والأمان في مصر، فضلًا عن كفاءة المنشآت الخدمية في المناطق السياحية، التي تستمر في تقديم خدماتها حتى بعد منتصف الليل.

دعوات لتنشيط القطاع السياحي

ودعا سركيس إلى تكثيف جهود تنشيط السياحة في هذه الفترة، عبر تنظيم الفعاليات السياحية الكبرى، والتواصل مع شركات السياحة الأجنبية المصدرة للسياح، مع طمأنة الدول المصدرة مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا بشأن استقرار الأوضاع الأمنية في مصر.

السياحة في مصر

 كما شدد على أهمية الترويج للمقاصد الجديدة، خاصة منطقة الساحل الشمالي والعلمين، إلى جانب التعريف بالفنادق السياحية الحديثة التي تقدم خدمات بمعايير عالمية.

أرقام مستهدفة وتدفقات جديدة

وكشف سركيس عن تطلعات للوصول إلى 30 مليون سائح بحلول عام 2028، مشيرًا إلى أن أعداد السياح هذا العام مرشحة لتجاوز حاجز 15 مليون، بفضل زيادة التدفقات من جنسيات جديدة مثل رومانيا وبولندا وصربيا وليتوانيا، وأضاف أنه في حال انتهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، من المتوقع أن تعود التدفقات السياحية الروسية بقوة إلى مصر.

أنماط سياحية متنوعة

وأوضح سركيس أن مناطق مثل العالمين ومرسى علم والساحل الشمالي باتت تشهد تدفقًا غير مسبوق في سياحة الرفاهية والسفاري، بينما تبرز الجونة كوجهة مفضلة للسياحة الداخلية والسياحة العربية ذات الإنفاق المرتفع، حيث قد تصل أسعار الإقامة اليومية في بعض فنادقها إلى 3 آلاف دولار.

وفي القاهرة، تشهد العاصمة الإدارية الجديدة نشاطًا ملحوظًا في سياحة المؤتمرات والفعاليات، كما توقع الخبير السياحي مستقبلًا واعدًا لسياحة اليخوت في مصر خلال الفترة المقبلة.

مصر في الفضاء الإلكتروني

أما في الفضاء الإلكتروني أكد السياح حماسهم بزيارتهم إلى مصر حتى قبل أن تطء أقدامهم بلد الأمن والأمان عبر ترند “ Egypt is calling”، حيث بدأ الآلاف بتوثيق رحلاتهم إلى مصر بعيون مترقبة بداية من صالة المطار وحتى وصولهم.

search