الجمعة، 27 يونيو 2025

01:43 م

"فورين بوليسي": إيران لم تُهزم نوويًا.. والضربات فاقمت الغموض

موقع فودود النووي- أرشيفية

موقع فودود النووي- أرشيفية

A .A

نقلت مجلة فورين بوليسي في تقرير نشرته اليوم الجمعة تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال فيها إن العمليات العسكرية الأمريكية والإسرائيلية الأخيرة "دمرت فعليًا" البرنامج النووي الإيراني، مؤكدًا أن مطلب واشنطن لا يزال كما هو: "لا نريد أسلحة نووية".

ومع ذلك، حذرت المجلة من أن الواقع أكثر تعقيدًا بكثير مما توحي به تصريحات ترامب، وأن الأضرار التي لحقت بمنشآت التخصيب لا تعني نهاية التهديد النووي الإيراني، بل قد تكون بداية لفترة من الغموض وعدم الاستقرار.

ورغم تأكيدات ترامب على "تدمير كامل"، لم تتأكد حتى الآن مدى فاعلية الضربات في القضاء على القدرات النووية الإيرانية.

وأشار التقرير إلى أن إيران ما زالت تحتفظ بمخزون من اليورانيوم عالي التخصيب، يكفي – في حال تعزيزه – لإنتاج عدة قنابل نووية.

وصرّح نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، بأن الإدارة ستعمل على "ضمان الاستفادة من هذا الوقود" خلال المحادثات المقبلة مع طهران.

وكشفت الضربات الأخيرة – وفقًا للتقرير – فشل استراتيجية إيران في التحليق عند "العتبة النووية" كرادع للهجمات الخارجية، مما قد يدفعها إلى تعزيز توجهها نحو امتلاك سلاح نووي فعلي، وإن قررت إيران الاندفاع في هذا الاتجاه، فلن تحتاج إلى إعادة بناء منشآت ضخمة مثل نطنز أو فوردو، بل يمكنها الاعتماد على مواقع أصغر وأكثر خفاءً، يصعب اكتشافها حتى من قبل أجهزة الاستخبارات المتقدمة.

وتثير العلاقة المتوترة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) قلقًا كبيرًا، فقد انسحبت إيران تدريجيًا من التزاماتها منذ انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي (JCPOA) عام 2018، وعلّقت البروتوكول الإضافي الذي يسمح بالتفتيش المكثف.

كما هدّد مسؤولون إيرانيون، من بينهم علي لاريجاني، باتخاذ إجراءات ضد الوكالة ومديرها العام رافائيل غروسي بعد انتهاء الحرب.

ويرى التقرير أن فقدان الشفافية وتراجع التعاون مع الوكالة سيقود إلى تصاعد الشكوك الدولية حول نوايا إيران. وعلى الرغم من أن طهران لا تزال طرفًا في معاهدة عدم الانتشار النووي (NPT)، فإن التراجع في التعاون العملي يجعل من الصعب تقييم التزاماتها الفعلية.

وتؤكد فورين بوليسي أن التعامل مع التهديد النووي الإيراني لا يمكن أن يعتمد فقط على العمليات العسكرية أو الاستخباراتية، بل يتطلب مسارًا دبلوماسيًا ذكيًا ومتعدد الأطراف لإعادة بناء الثقة وتعزيز الرقابة.

وفي ظل الحديث عن محادثات مرتقبة بين واشنطن وطهران، سيكون من الحيوي التركيز على إعادة تفعيل آليات التحقق، وضمان عدم قدرة إيران على إعادة بناء برنامجها النووي سرًا.

ويحذر التقرير من أن تجاهل أو التقليل من خطر الغموض النووي الإيراني قد يؤدي إلى أزمات جديدة يصعب احتواؤها. 

وحتى في حال التوصل إلى تفاهم مؤقت، فإن غياب التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والاعتماد المفرط على التقييمات الاستخباراتية وحدها، سيجعل التهدئة مؤقتة وهشّة، ما لم تُبذل جهود جادة لاستعادة الشفافية ومنع الانتشار.

search