الجمعة، 27 يونيو 2025

10:35 م

استجابة لنداء أممي.. البرهان يوافق على هدنة إنسانية مع الدعم السريع

رئيس مجلس السيادة السوداني، عبدالفتاح البرهان

رئيس مجلس السيادة السوداني، عبدالفتاح البرهان

أعلن مجلس السيادة السوداني، الجمعة، أن رئيسه الفريق أول عبد الفتاح البرهان وافق على هدنة إنسانية لمدة سبعة أيام في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، استجابة لطلب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش.

مكالمة هاتفية مع جوتيريش تؤسس للهدنة

وجاء إعلان الهدنة عقب اتصال هاتفي بين البرهان وجوتيريش، حيث شدد الأخير على ضرورة وقف القتال في الفاشر، لضمان إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين المحاصرين في المدينة. 

وأكد البرهان خلال المكالمة التزام السودان بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، والعمل على استقرار الأوضاع في دارفور، وحماية المدنيين.

ورغم إعلان موافقة البرهان على الهدنة، لم يتم حتى اللحظة تحديد موعد رسمي لبدء سريانها، كما لم تُصدر قوات الدعم السريع، الطرف الآخر في النزاع، أي بيان رسمي أو تعليق على المبادرة الأممية لوقف إطلاق النار، ما يثير تساؤلات حول إمكانية تنفيذ الهدنة فعلياً على الأرض.

تحذيرات دولية من تدهور الأوضاع في الفاشر

يأتي ذلك وسط تحذيرات دولية من تفاقم الأوضاع الإنسانية في مدينة الفاشر، التي تمثل مركز العمليات الإنسانية الرئيسي في إقليم دارفور، وتضم عدداً كبيراً من النازحين واللاجئين المتضررين من النزاع المسلح الدائر في البلاد.

وفي سياق متصل، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن ترحيبه بتعيين الدكتور كامل إدريس رئيساً للوزراء في السودان، معتبرًا أن هذه الخطوة تمثل "تطوراً مهماً لدعم الانتقال المدني واستعادة الاستقرار السياسي". 

وكان إدريس قد أدى اليمين الدستورية في نهاية مايو الماضي، ويحظى بقبول دولي واسع لدوره في العمل السياسي والدبلوماسي.

البرهان: ملتزمون بحماية المدنيين والتعاون الدولي

وفي البيان الرسمي، أكد الفريق أول عبد الفتاح البرهان التزامه الكامل بحماية المدنيين، مشيراً إلى استعداد السودان للتعاون مع المجتمع الدولي من أجل إنهاء معاناة الشعب السوداني، خاصة في دارفور، والبحث عن حلول سلمية للنزاع القائم. 

وأضاف: “نرحب بأي جهود تدعم وصول الإغاثة وتساعد على تحقيق تسوية سلمية للوضع الراهن”.

من جهته، قال أنطونيو جوتيريش: “نثمن استجابة السودان لطلب الهدنة الإنسانية، ونؤكد أن حماية الأرواح والسماح بمرور المساعدات يجب أن يكونا أولوية في ظل الظروف المأساوية التي يعيشها شعب دارفور”.

وتشهد السودان حرباً دامية منذ منتصف أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أدت إلى مقتل أكثر من 20 ألف شخص وفقاً لتقارير أممية، فيما تشير تقديرات أخرى من مؤسسات بحثية أمريكية إلى أن عدد الضحايا قد يصل إلى 130 ألفاً. 

كما تسببت الحرب في نزوح ولجوء ما يقرب من 15 مليون مواطن داخل البلاد وخارجها، ما جعلها من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم حالياً.

search