الثلاثاء، 01 يوليو 2025

08:33 م

ديمقراطية إسرائيل.. أكذوبة روج لها نتنياهو وفضحته "ميليشيا غير رسمية"

مظاهرات في الشارع الإسرائيلي

مظاهرات في الشارع الإسرائيلي

دوما ما كان يتباهى بنيامين نتنياهو، بأنه يقود أكثر بلاد الشرق الأوسط حرية ونموذجا يحتذى به في تطبيق الديمقراطية، إلا أن صحفية هآرتس الإسرائيلية، كشفت في تقرير استقصائي موسّع، تعرض معارضين لحكومة نتنياهو لممارسات قمعية وصفتها بالـ"ممنهجة"، تتضمن؛ مداهمات منزلية، تفتيشات مذلّة، واعتقالات تعسفية، ما دفع البعض للتحذير من انزلاق البلاد نحو حكم سلطوي.

وبحسب التقرير المنشور، تبرز إلى الواجهة مجموعة تُعرف بين المتظاهرين باسم "باسيج نتنياهو"، في تشبيه مباشر بقوات "الباسيج" التابعة للحرس الثوري الإيراني. 

وتضم هذه القوة، أفرادًا لا يرتدون زيًا رسميًا، ويتحركون في مجموعات صغيرة لتنفيذ مداهمات وتفتيشات جسدية بحق معارضين، حتى داخل منازلهم، في انتهاك صريح للقانون وحقوق الإنسان.

مداهمات وتفتيش "مهين"

وثّقت الصحيفة، عدة حوادث كان أبرزها اقتحام منازل متظاهرين شاركوا في احتجاجات سلمية، تعرضوا خلالها لتفتيشات جسدية مهينة، بما في ذلك خلع الملابس وتكبيل الأيدي في الشوارع أمام المارة. 

وفي إحدى الوقائع، تم توقيف أم تبلغ من العمر 40 عامًا بعد محاولتها الدفاع عن ابنتها البالغة 14 عامًا، التي شاركت بهدوء في مظاهرة للمطالبة بعودة الأطفال الرهائن، وتم اقتياد الأم إلى مركز الشرطة، حيث خضعت لتفتيش جسدي قسري قبل الإفراج عنها بعد 4 ساعات من الاحتجاز.

وقالت الأم في تصريحها للصحيفة: "شعرت وكأنني مخطوفة، لم أرَ مثل هذا الإذلال يُمارس حتى على المستوطنين الذين يعتدون على الجيش".

تضييق على حرية التعبير وملاحقة إعلام مستقل

وإلى جانب الانتهاكات الميدانية، لفت التقرير، إلى تصاعد حملات التحريض الرسمي ضد وسائل الإعلام المستقلة، في ظل اتهامات حكومية متكررة للصحفيين والناشطين بأنهم "عملاء" أو "خونة". 

وتؤكد هآرتس أن الخطاب الرسمي لحكومة نتنياهو بات يكرّس أجواء ترهيب غير مسبوقة، تهدف إلى إسكات الأصوات المعارضة.

إسرائيل على طريق السلطوية؟

حذّرت الصحيفة من أن هذه الممارسات تمثل "تحولًا خطيرًا نحو الحكم السلطوي"، مشيرة إلى أن حكومة نتنياهو لم تعد تتصرف ضمن إطار القانون. 

وخلص التقرير إلى أنه: "من الآن فصاعدًا، الطريقة الوحيدة لتجنّب باسيج نتنياهو هي الصمت التام – لا تظاهر، لا كتابة، لا ظهور على الشبكات الاجتماعية أو في الصحف".

احتجاجات متواصلة 

ويأتي هذا التقرير في ظل تصاعد مستمر للاحتجاجات داخل إسرائيل منذ شهور، رفضًا لسياسات حكومة نتنياهو، لا سيما فيما يتعلق بالحرب على غزة والإصلاحات القضائية المثيرة للجدل. 

وقد اتهم رئيس الوزراء، مرارًا صحيفة هآرتس بـ"نشر أكاذيب وتحريض ضد الحكومة"، في وقت تؤكد فيه المعارضة أن نتنياهو يسعى لفرض حكم "شخصي واستبدادي".

المنظمات الحقوقية من جانبها، أعربت عن قلقها العميق من تجاوزات خطيرة ترتكبها أجهزة الأمن ومجموعات غير رسمية، مؤكدة أن الاعتقالات والمداهمات باتت تنفذ دون أي سند قانوني واضح.

search