4 ملفات شائكة.. كواليس المفاوضات بين إسرائيل وحماس في الدوحة

تشهد العاصمة القطرية الدوحة مفاوضات غير مباشرة مكثفة بين إسرائيل وحركة حماس، وذلك بالتزامن مع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، فكيف تبدو التحديات التي يواجهها نتنياهو خلف الكواليس؟

من هم أعضاء الوفد الإسرائيلي؟

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في تقرير لها كواليس المفاوضات التي أقيمت في كل من قطر والولايات المتحدة، والتي تضمنت لقاءات غير مباشرة بين حماس والوفد الإسرائيلي في الدوحة، تزامنًا مع زيارة نتنياهو لواشنطن.

وأوضح التقرير أن الوفد الإسرائيلي توجه إلى الدوحة على متن طائرة خاصة مخصصة لمثل هذه المهمات، برئاسة رونين بار نائب رئيس جهاز الشاباك السابق، وضم كلًا من غال هيرش منسق شؤون الأسرى والمفقودين، وأوفير فالك المستشار السياسي لنتنياهو، إلى جانب ممثلين عن الشاباك والموساد.

وتركزت المفاوضات على ملفات انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، وقوائم الأسرى المتوقع الإفراج عنهم، وتنظيم عمل صندوق غزة الأمريكي للمساعدات.

شروط حماس للقبول بالاتفاق

أشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل لن تبرم الاتفاق خلال زيارة نتنياهو لواشنطن، نتيجة وجود خلافات جوهرية مع حركة حماس، وهو ما يستدعي عدة أيام إضافية لحلحلة تلك النقاط.

وأكد التقرير أن حماس لا تزال متمسكة بقائمتها الخاصة من الشروط، ورفضت المقترح القطري بصيغته الحالية. ومن أبرز مطالب الحركة: فتح معبر رفح، تقليص الوجود العسكري الإسرائيلي، وسحب صندوق المساعدات الأمريكي، وهي شروط تراها إسرائيل غير مقبولة.

ورغم تصريحات ترامب بأن "وقف إطلاق النار قريب جدًا"، إلا أن التقديرات تشير إلى صعوبة إعلان الاتفاق خلال الزيارة.

انسحاب الجيش الإسرائيلي.. “الشيطان في التفاصيل”

تطالب حركة حماس بانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، فيما تصر إسرائيل على الاحتفاظ بـ"محيط أمني" يبلغ عرضه نحو 1250 مترًا بمحاذاة القطاع، لتسهيل دعم المستوطنات المحيطة. وترغب حماس في تقليص هذا المحيط.

مروان البرغوثي يشعل المحادثات

لفتت الصحيفة إلى أن إحدى النقاط الحساسة في المفاوضات تمثلت في مطالبة حماس بالإفراج عن القيادي الفلسطيني مروان البرغوثي، المعتقل منذ أكثر من 20 عامًا، وهو طلب قوبل برفض قاطع من إسرائيل، وشهد نقاشًا حادًا بين الطرفين.

رغم الاتفاق المبدئي على إطلاق نحو 1000 أسير فلسطيني، من بينهم 100 محكومون بالمؤبد، إلا أن إسرائيل ترفض إدراج البرغوثي ضمن القائمة.

ترتيب الأسرى الإسرائيليين.. أولوية دقيقة لتل أبيب

تناقش إسرائيل مع الوسطاء قائمة مكونة من 50 رهينة تعتبرهم حالات إنسانية ومرضى، لكنها لم تقدّم بعد قائمة محدثة تتضمن الأحياء والمتوفين من الأسرى لدى حماس.

وتدور مناقشات "بالغة الحساسية"، بحسب الصحيفة، حول ترتيب الإفراج، خاصة أن بعض الأسرى قد ينتظرون حتى اليوم الخمسين في الأنفاق، ما يثير جدلًا في الأوساط الإسرائيلية.

المساعدات ووقف الغارات.. قضايا شائكة تعيق التفاهم

تصرّ حماس على إيصال المساعدات عبر الأمم المتحدة والهلال الأحمر، في حين تتمسك إسرائيل والولايات المتحدة بمواصلة عمل صندوق غزة الأمريكي. 

كما ناقش الطرفان التنسيق بشأن وقف الغارات الجوية وتسليم الأسرى.

ورأت الصحيفة أن الفريق الإسرائيلي لا يتمتع بمرونة كافية في هذه الملفات، معتبرة مطالب حماس "مبالغ فيها" وتمثل اختبارًا كبيرًا لـ"مرونة نتنياهو".

كواليس الاستقبال القطري الفاخر

وصفت الصحيفة الاستقبال الفاخر الذي أعدته قطر للوفد الإسرائيلي، مشيرة إلى أن القطريين استضافوا الوفد "كالملوك"، عبر ذبح الأغنام، وإقامة منتجع خاص مزود بمسبح للضيوف.

أزمات داخل الحكومة الإسرائيلية

في خضم هذه المفاوضات، يواجه نتنياهو ضغوطًا داخلية شديدة، خاصة من وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، اللذين يعارضان أي مرونة تجاه حماس أو تقديم مساعدات إنسانية.

وحذرت الصحيفة من أن إظهار نتنياهو لأي تنازل قد يؤدي إلى تفكك ائتلافه الحكومي، في حين يبدي الوزراء إعجابهم بـ"عزمه" على إبرام اتفاق، مطالبين بـ"الاستعداد له سياسيًا".

هل ينجح اتفاق التهدئة؟

قبيل زيارة نتنياهو، أعرب المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، عن تفاؤله بقرب التوصل إلى اتفاق، وذلك خلال لقاء خاص مع الجالية اليهودية في هامبتونز بنيويورك، برئاسة الحاخام مارك شناير.