الأربعاء، 09 يوليو 2025

12:39 ص

تحت نيران غزة وصقيع أوكرانيا.. هل يستحق ترامب جائزة نوبل للسلام؟

نتنياهو وترامب على طاولة عشاء في البيت الأبيض

نتنياهو وترامب على طاولة عشاء في البيت الأبيض

نهى رجب

A .A

في عودة لا تخلو من الضجيج ولا تفتقر إلى الجرأة، دخل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الساحة السياسية مجددًا، محاولًا إظهار نفسه كـ"صانع سلام"، يرى نفسه أهلًا لنيل جائزة نوبل.

وفي خطاب ناري، عاتب ترامب لجنة نوبل ذاتها، قائلًا: "لقد أوقفت حروبًا، عقدت صفقات سلام لم يحلم بها أحد، بينما منحت الجائزة لرجال بالكاد كتبوا خطابات جميلة!"، في إشارة للرئيس السابق، باراك أوباما.

وفي إحدى اللحظات اللافتة داخل أروقة البيت الأبيض، بعد تنصيبه رئيسًا لأمريكا في 20 يناير، مال دونالد ترامب نحو رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو هامسًا، لكن بصوت مسموع أمام عدسات الكاميرات، قائلًا: “لن يمنحوني جائزة نوبل للسلام أبدًا، أستحقها، لكنهم لن يفعلوا”، وفقًا لما نقلته “فوكس نيوز” الأمريكية.

عبارة لم تمر مرور الكرام، بل أصبحت كما النبوءة يرددها ترامب كثيرًا كلما استعرض إنجازاته، خصوصًا فيما يتعلق باتفاقيات "إبراهام" التي وقعت بين إسرائيل ودول عربية عدة في ولايته الأولى، ووقف الحرب التي اشتعلت بين الهند وباكستان، وحرب الـ 12 يومًا بين إيران وإسرائيل.

نتنياهو يرشح ترامب لجائزة نوبل

عندما عاد نتنياهو، أمس الإثنين، إلى البيت الأبيض في زيارة رسمية، وإلى جانبه زوجته سارة وعلى مأدبة عشاء، جاء الرد على نبوءة ترامب بشكل مفاجئ “نتنياهو أرسل رسالة رسمية إلى لجنة نوبل للسلام، يطالب فيها بترشيح دونالد ترامب لنيل الجائزة”، وفقًا لما نقلته وكالة “رويترز” البريطانية.

لحظة إعطاء نتنياهو رسالة ترشيحه لجائزة نوبل لترامب في البيت الأبيض

وقال نتنياهو وهو يمد يده فوق الطاولة: “لقد حقق الرئيس بالفعل فرصة عظيمة. لقد صاغ اتفاقيات إبراهام، إنه يرسي السلام، بينما نحن نتكلم، في بلد واحد، في منطقة تلو الأخرى”.

وأضاف: "لذا، أريد أن أقدم لك، سيدي الرئيس، الخطاب الذي أرسلته إلى لجنة جائزة نوبل، لترشيحك لجائزة السلام، إنك تستحقها عن جدارة، ويجب أن تحصل عليها".

ورد ترامب: "شكرًا جزيلًا لك، لم أكن أعرف هذا، يا إلهي، ومنك على وجه الخصوص، هذا الكلام ذو معنى كبير، شكرًا جزيلًا لك يا بيبي”.

ولم يكن نتنياهو الأول الذي رشح ترامب لجائزة نوبل، فسبقته باكستان بالترشيح نظرًا لجهوده في وقف حرب نووية كانت على شفا الاندلاع مع الهند.

ترامب يشتكي سرًا وعلانية

وعلى مدى ما يقرب من عقد من الزمان، اشتكى ترامب، علنًا وسرًا، من عدم فوزه بالجائزة المرموقة حتى الآن، وقد ذكر الجائزة عشرات المرات في المقابلات والخطب والتجمعات الانتخابية منذ ولايته الأولى.

وبينما يلح على إبرام اتفاقيات وقف إطلاق النار في أوكرانيا، يقول مستشاروه الحاليون والسابقون، إن الجائزة تلوح في ذهنه، وفقًا لـ"ناشيونال ديسك" الأمريكية.

ويعكس تنافس ترامب العلني على الجائزة- بحسب ناشيونال ديسك- تركيزه على الإشادة والثناء والقبول، ورغبته الجامحة في التفوق على أسلافه، حيث فاز أوباما بالجائزة بعد أقل من 9 أشهر من توليه منصبه عام، لجهوده في تعزيز الدبلوماسية والتعاون الدوليين، وهو قرار أثار جدلاً عالميًا حينها.

وقال مستشار الأمن القومي السابق لترامب، جون بولتون، والذي اختلف مع الرئيس في أواخر فترة ولايته الأولى: "إن مركز حياته العامة هو المجد الأكبر لدونالد ترامب، وجائزة نوبل للسلام ستكون شيئًا لطيفًا لتعليقها على الحائط".

نوبل والسلام الغائب

كان تعهد الرئيس الأمريكي، خلال حملته الانتخابية للولاية الثانية لرئاسة أمريكا، بإنهاء أكثر صراعات العالم تقلبًا وإحلال السلام العالمي وهي الحرب الإسرائيلية على غزة، لكن بعد مرور ما يقرب من 6 أشهر على رئاسته، لا تزال الحرب على القطاع مستمرة رغم جهود التهدئة، وفقًا لما نقلته "تايمز ناو نيوز" الانجليزية.

ولم تكن غزة وحدها حجر العثرة أمام ترامب، فالجمود الذي يسود الحرب الأوكرانية الروسية، لا يزال يشكل عائقًا أمام الرئيس الأمريكي للحصول على جائزة نوبل، لا سميا مع عدم اكتراث روسيا بمبادرات ترامب الدبلوماسية لإنهاء الحرب.

search