الأحد، 13 يوليو 2025

08:30 م

مروى عادل
A A

يا عزيزي كلكم لصوص

قامت الدنيا ولم تقعد حين رأيتم مها الصغير تعرض اللوحات وتنسبها لنفسها دون وجه حق، خاصة أنها سرقة فجة غير مبررة. فحين سرق جان فالجان الخبز ليسدّ جوعه في رواية “البؤساء” تعاطف معه الجميع حين حكم عليه بالسجن، ولكن لماذا نتعاطف مع ادعاء كاذب لسيدة معروفة إعلاميا، وكان غالبًا رغبةً لإثبات نفسها ولتأكيد موهبتها الفنية خاصة بعد الهجوم الذي تعرضت له الفترة الماضية. 
إلا أنني تساءلت: هل هي الوحيدة التي تطاولت على الحق وسرقت ما ليس لها؟ 
هل أيديكم أنظف، وقلوبكم أطهر، وأرواحكم بلا خطيئة؟
لكن… يا عزيزي كلكم لصوص.
ألم تلقب نفسك بدكتور أو مستشار وأنت حاصل على دبلوم؟ ألم ترَ نفسك وأنت تسرق جهد غيرك في العمل وتنسبه لنفسك؟ ألم ترَ نفسك وأنت ترتشي لتقوم بعملك الذي تتقاضى عليه أجرًا؟ ألم تشجع ابنك على الغش في الامتحان للحصول على مجموع يؤهله لكلية مرموقة؟ ألم تقطف ثمرة تعب سنين الآخرين وتضع توقيعك عليه؟ ألم تتقلد منصبًا بالنفاق والمحسوبية أو بالأساليب الملتوية، وتضرر الكثيرون بسبب عدم كفاءتك؟ 

ألم ترَ قلبًا سرقته، ومشاعر بددتها حين وعدتها أن تكون لها الأمان، ثم تخليت عنها في منتصف الطريق بلا سند؟ كم مرة خذلت قلبًا كان يراك وطنًا وبعته بأرخص الأثمان؟ ألم تسرق سنوات عمر إحداهن التي ظلت في انتظارك، ثم رحلت وكأن شيئًا لم يكن؟
ألم تسرق طمأنينة إنسان وتركته يغرق، وأنت الوحيد الذي كان بوسعه أن ينقذه؟ ألم تطعن قلبًا بسكين كلماتك؟
يا عزيزي إن للسرقة وجوها عديدة، فهي ليست فقط أن تمد يدك إلى شيء مادي ليس لك. فسرقة الأفكار والألقاب والمجهود وسنوات العمر، هي في حقيقتها امتداد يدك إلى روح إنسان، إلى عمره، إلى أمله، إلى قلبه..... يا عزيزي كلكم لصوص..

title

مقالات ذات صلة

search