
"القفة أم ودنين"
في مشهد من فيلم “احكي يا شهرزاد” ذهبت سوسن بدر للقاء العريس "حسين الإمام"، وفي نهاية المشهد تواجهه بقولها: يعني عايز تاخد فلوسي وتشغلني خدامة وتفرض عليا شروطك وشروط أمك وتقول لي هتبقى جوزي؟... أنت راجل أهبل.
الغريب أن هذا السيناريو لم يعد خيالاً دراميًا، بل أصبح واقعًا مريرًا؛ إذ نسمع يومياً رجالاً يتحدثون بكل فخر عن حقهم في أموال زوجاتهم، بل ويصرّون على تحديد أوجه إنفاقه، ولا يجوز أن تشتري بمالها متطلباتها الشخصية وهو يشتري طلبات البيت، كما جاء على لسان أحد البلوجرز في ضيافة رضوى الشربيني.
ليس من العيب أن تساعد المرأة زوجها خاصة في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة، وأغلب النساء يقمن بهذا طواعية لعدم تحميل الزوج أكثر من طاقته و"القفة أم ودنين يشيلوها اتنين". ولكن أن يلزمها ويختار لها أوجه الإنفاق فهذا هو الغريب، والأغرب هو تأييد الكثير من "الرجال" لهذا الرأي، وبعض الأزواج يريدون المال والخدمة والطاعة، ويطالبون الزوجة أن تعتبر ذلك صدقة جارية عن روحها! يا سيدي ده حتى القرض في البنك عليه فايدة.
ولنعد إلى أصل الحكاية: من أول يوم يبدأ الرجل بالتفاوض على تأثيث منزل الزوجية، فقد اعتادوا على مخالفة الشرع، فهي تقوم معه بتأثيث المنزل- وهو المتعارف عليه في المحروسة- في حين أنه يعتبر كتابة القائمة عيباً ونقصاً في الرجولة.
ورغم أني لم أسمع عن هذه "القايمة" إلا مؤخرا ولن أطالب بها لابنتي، إلا إنني لا أعارض من يطلبها لحفظ حقوق ابنته. كل هذه الحوارات تدور في بلد تصل فيها نسبة المرأة المعيلة إلى ٣٤% من السكان و"برضه مش عاجب".
و الطامة الكبرى نجدها في الدراما في مسلسل "حكاية هند" فهو يمثل نسبة كبيرة من الفتيات والسيدات اللاتي يضحين بكل ما يملكن من مال وجهد وأحياناً عائلة للحفاظ على الشريك الذي لا يتوانى عن إذلالهن ثم التخلي عنهن فتبدأ القصة بـ"أنت أعظم إنجازاتي" وتنتهي بـ"اختياراتي مدمرة حياتي".
وهكذا ينتج الشعور الرجالي المغلوط بالاستحقاق، وظنهم أنهم "آخر قطعة" ونسمع منهم تعبيرات متكررة مثل "البنات مش لاقيين جواز" أو "أنا فرصة لأي واحدة"، وكأن زواجه منها فضل يجب أن تسجد لله شكراً عليه. فهل يمتلك كل رجل القيم والمروءة والصدق التي تؤهله ليكون "سندًا" كما يدعي؟ أم أنه على رأي رضوى الشربيني "مفيش ألف واحدة تتمناك".
والأطرف من ذلك كله، تلك السيدات اللواتي يشجّعن كل امرأة على الطلاق عند أول مشكلة، بينما لا يجرؤن على تطبيق النصيحة في حياتهن! الحل ليس في التنازل ولا في التهور و لا الطلاق؛ الحل أن تحافظ المرأة على بيتها، ولكن لا تتنازل عن كرامتها ولا عن حقوقها. وإذا وصلت الحياة إلى طريق مسدود، فالقرار بيدها وحدها، فهي الأدرى بمصلحتها.
أما أولئك الذين يظنون الزواج فضلاً ومنّةً من جانبهم، فنختم لهم بكلمة خالدة من سوسن بدر: "إنت راجل أهبل"

الأكثر قراءة
-
كلام من القلب.. “وما توعدون”
-
تجدد خصومة ثأرية ينهي حياة شخص بقرية كوم انجاشة في أسيوط
-
باولو بينتو يحسم الجدل حول مفاوضات الأهلي (خاص)
-
خسوف القمر 2025 السعودية.. التفاصيل الكاملة
-
مستقبل سعر الذهب عيار 21.. يسجل 6500 جنيه في هذه الحالة
-
بدأ فك خيوطها من مصر.. سقوط "Streameast" أكبر موقع بث رياضي غير قانوني
-
الذهب يتراجع بعد تسجيله قمة تاريخية وسط ترقب بيانات أمريكية
-
"القفة أم ودنين"

مقالات ذات صلة
بنت مين في مصر يا "بدرية"؟
14 أغسطس 2025 08:38 م
جريمة راغب علامة
27 يوليو 2025 10:38 ص
يا عزيزي كلكم لصوص
12 يوليو 2025 09:33 م
ربنا نجدها نوسة
02 يوليو 2025 04:22 م
أكثر الكلمات انتشاراً