رائد عامر: 9100 أسير فلسطيني يُعاملون بوحشية داخل سجون إسرائيل (حوار)

رائد عامر مدير العلاقات الدولية بنادي الأسير الفلسطيني
فتح رائد عامر مدير العلاقات الدولية في نادي الأسير الفلسطيني، ملف الأسرى متحدثًا عن واقع السجون الإسرائيلية بعد عامين على حرب 7 أكتوبر، والتحديات التي تواجه القضية الفلسطينية في ظل استمرار انتهاكات الاحتـلال.
“تليجراف مصر” التقت عامر، في حوار لا يخلو من الصراحة وإلى تفاصيله:
- هل لا تزال قضية الأسرى تحظى بالأولوية في الوعي الفلسطيني، أم أن الزخم الشعبي والسياسي تراجع؟
بعد مرور عامين على حرب الإبادة من قبل الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وضد أهلنا فى قطاع غزة بشكل خاص، اعتقد أن ملف الأسرى لا يزال حاضرًا من خلال المتابعة اليومية ومن خلال استمرار انتهاكات إسرائيل بحق الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال، مازلنا نتحدث عن وجود أكثر من 9100 أسير داخل السجون موزعين على أكثر من 30 سجنًا ومعتقلًا ومركز تحقيق، وبالتالي هذا الملف لم يغلق نهائيًا حتى الآن ويحتاج لحل جذري رغم الصفقات ورغم الهدنة التي تمت برعاية أمريكية مصرية قطرية.
ـ كيف تصفون تعامل الحكومة الإسرائيلية مع ملف الأسرى اليوم؟ وهل ترى أن الاعتقال الإداري لا يزال يُستخدم كأداة سياسية؟
أعتقد أن ملف الأسرى ما بعد حرب السابع من أكتوبر شهد تحولًا جذريًا من خلال استمرار الاعتداءات اليومية والانتهاكات بحق الأسرى والأسيرات، وأغلبها جاء بقرار من وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير، وفعليًا تم إعدام أكثر من 77 أسيرًا داخل السجون بعد الحرب، أضف إلى ذلك موضوع العزل الانفرادي والحرمان من الزيارات، وسياسة التجويع التي تتم ممارستها بحق الأسرى والأسيرات، فضلًا عن انتشار الأمراض الجلدية بين الأسرى والمعتقلين بشكل لافت.
نتحدث عن واقع صعب ومعقد يعيشه الأسرى والأسيرات نتيجة لممارسات الاحتلال ونتيجة الإجراءات الإسرائيلية بحقهم، إنهم يتعاملون مع قضية الأسرى على أنها رأس الحربة وأن الأسرى هم سبب العمليات التي تنفذ بحقهم وبالتالي يتعاملون معهم بطريقة انتقامية غير إنسانية مخالفين القوانين الدولية بشأن التعامل مع الأسرى.
- الصفقة الأخيرة شهدت استبعاد أسماء بارزة من أصحاب الأحكام العالية على رأسهم مروان البرغوثي وأحمد سعدات. برأيكم، هل يعكس هذا الاستبعاد حسابات سياسية داخل إسرائيل أم ضغوطًا إقليمية أوسع؟
كان من المتوقع استبعاد عدد من القيادات ورموز المقاومة الفلسطينية وتخوف الاحتلال من الإفراج عن هؤلاء الأسرى أمثال مروان البرغوثي وأحمد سعدات وعبد الله البرغوثي وحسن سلامة يأتي بسبب حضورهم الطاغي في الشارع الفلسطيني، وبالتالي فالاحتلال تعمد رفض الإفراج عنهم ليستخدمهم كورقة ابتزاز ضد الشعب الفلسطيني والفصائل الفلسطينية.
- كيف يستعد نادي الأسير لإعادة طرح قضية هؤلاء الأسرى في أي صفقة تبادل قادمة؟ وهل هناك تنسيق فعلي مع الوسطاء الدوليين في هذا الاتجاه؟
عمل نادى الأسير الفلطسني عمل يومي ومن ضمن أهدافه إبقاء تلك القضية حية على كل المستويات داخليًا وخارجيًا من خلال التواصل مع كل وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية والإنسانية، والمشاركة الفاعلة في كل الندوات والمؤتمرات التي تنظم حول العالم، من أجل طرح ملف الأسرى ونقل معاناتهم وما يتعرضون له من بطش ووحشية داخل سجون الاحتلال، وفي اعتقادي ما دام هناك قضية أسرى واعتقالات وانتهاكات من قبل الاحتلال ستبقى أولوية لنا.
- بصفتكم مسؤول العلاقات الدولية، ما أبرز ما تحقق خلال العامين الماضيين على صعيد التواصل مع المؤسسات الحقوقية والإنسانية، وهل لاحظتم تغيرًا في لهجة أو مواقف منظمات مثل الصليب الأحمر أو الأمم المتحدة؟
خلال العامين الماضيين استطعنا أن ننقل كل التطورات داخل سجون الاحتلال على كل المستويات، من خلال تحديث المعلومات والتقارير الخاصة بالأسرى والمعتقلين وتسليط الضوء على معاناتهم اليومية وهو الأمر الذي تستجيب له منظمات الصليب الأحمر والأمم المتحدة للمضي قدمًا في السعي لوضع حد لهذه الانتهاكات.
- إلى أي مدى يمكن اليوم توصيف الانتهاكات داخل السجون الإسرائيلية كجرائم حرب أمام القانون الدولي، وهل فعلًا تمت إحالة أي ملفات موثقة إلى المحكمة الجنائية الدولية؟
إذا أردنا أن نوصف الانتهاكات في داخل السجون، نستطيع أن نوصفها أنها ترتقي لجرائم حرب وإبادة خاصة في ظل غياب المؤسسات الحقوقية الدولية وعدم تمكن أي جهة دولية أو حقوقية للاطلاع على أوضاع الأسرى أو زيارتهم، وحتى الآن لا يزال الاحتلال يمارس كل أنواع البطش والتنكيل والإعدام بحقهم ليل نهار.
- هل حان الوقت لتحويل قضية الأسرى من ملف إنساني إلى ورقة ضغط سياسية في المفاوضات الإقليمية والدولية؟
أعتقد أن قضية الأسرى يتم التعامل معها على أنها قضية سياسية وليست إنسانية فقط، وعلى المستوى السياسي هناك توقف تام لأي مفاوضات مباشرة بين الطرف الفلسطيني والإسرائيلي، والمطلوب هو استمرار الضغط السياسي الدولي على كل المستويات من أجل إجبار الاحتلال على الالتزام بالقوانين والمواثيق الدولية الخاصة بالتعامل مع الأسرى.
-ما الرسالة التي تود توجيهها باسم الأسرى للمجتمع الدولي، وهل ما زلتم تراهنون على البعد الإنساني وحده، أم أن المرحلة القادمة تتطلب خطابًا سياسيًا مختلفًا أكثر صلابة ووضوحًا؟
رسالتنا لكل أحرار العالم بضرورة دعم قضية الأسرى لأنها قضية إنسانية ووطنية، وهي قضية كل الأحرار في العالم، ومن واجبنا أن نكون بجانبهم من أجل تحريرهم كأبسط الحقوق الإنسانية.
ورسالتنا لكل المؤسسات الحقوقية لا تتركوا الأسرى الفلسطينيين فريسة للاحتلال الإسرائيلي، لأن صوتهم سيظل شاهدًا على صمود الشعب الفلسطيني في وجه البطش، ورسالة مفتوحة للعالم بأن الحرية ليست مطلبًا سياسيًا فحسب، بل حق إنساني مكتسب لا يسقط بالتقادم.
اقرأ أيضًا:
ترامب محذرا "حماس": "إذا لم تحسن التصرف سنقضي عليها"
نتنياهو: حرب 7 أكتوبر هي الأسوأ لإسرائيل منذ حادث المحرقة

الأكثر قراءة
-
لماذا قررت مصر طرح الصكوك بالجنيه بدلًا من الدولار؟
-
فتح باب حجز شقق الإسكان الفاخر 2025 عبر منصة مصر العقارية
-
"تليجراف مصر" تستعرض أرقام محمود أشرف بتنس الطاولة، واسطة ولا بدراعه؟
-
اعترافات التيك توكر وليد أبح بواقعة تجريد شاب من ملابسه: "عاكس مراتي"
-
الطريق إلى النموذج المغربي (1-2)
-
الأمن يفحص فيديو لشاب يهدد مواطنين في فيصل
-
رائد عامر: 9100 أسير فلسطيني يُعاملون بوحشية داخل سجون إسرائيل (حوار)
-
عطل عالمي يضرب أمازون وماكدونالدز وكانفا، ما السبب؟

أخبار ذات صلة
بريطانيا تعلن استعدادها لإرسال قوات إلى أوكرانيا حال التوصل إلى سلام
21 أكتوبر 2025 01:11 ص
مبعوثا ترامب لنتنياهو: واشنطن تدعم تل أبيب في حق الدفاع عن نفسها
20 أكتوبر 2025 10:21 م
لابيد يهاجم نتنياهو: إسرائيل أصبحت دولة تابعة تتلقى الإملاءات
20 أكتوبر 2025 06:25 م
إسرائيل تتسلم نعش أحد الرهائن عبر "الصليب الأحمر"
20 أكتوبر 2025 09:21 م
أكثر الكلمات انتشاراً