
“ممر داوود”.. طريق خفي لإسرائيل إلى قلب الخليج
في الوقت الذي تنشغل فيه المنطقة العربية بملفات مشتعلة، يتسلل إلى الساحة مصطلح جديد بدأ يثير جدلاً واسعًا بين الخبراء والمراقبين: “ممر داوود”.
ورغم أن هذا الاسم لا يرد في وثائق رسمية معلنة، فإن تداوله المتصاعد يعكس مشروعًا استراتيجيًا يتجاوز مجرد كونه طريقًا بريًا، ليصل إلى حدود إعادة تشكيل خرائط النفوذ في الشرق الأوسط.
وبحسب ما تتداوله تحليلات وتقارير متقاطعة، يشير “ممر داوود” إلى محور لوجستي–اقتصادي يبدأ من إسرائيل ويمتد عبر الأراضي الأردنية وشمال غرب السعودية، وصولاً إلى عمق الخليج العربي، في مسعى يهدف إلى ربط إسرائيل بدول الخليج بشبكات نقل حديثة وخطوط إمداد جديدة قد تصبح بديلاً استراتيجيًا لبعض الممرات البحرية التقليدية، مثل قناة السويس.
مشروع له أكثر من وجه
ورغم أن الخطاب الرسمي لبعض الأطراف يروّج للممر باعتباره مشروع تعاون اقتصادي وتنمية إقليمية، فإن مراقبين يرون أنه يحمل أبعادًا استراتيجية أعمق، إذ يتيح لإسرائيل:
- أولاً: توسيع نفوذها الاقتصادي والأمني داخل عمق الجزيرة العربية.
- ثانياً: تأمين مسارات بديلة في حال اندلاع أزمات في البحر الأحمر أو الخليج.
- ثالثاً: ترسيخ حضورها السياسي عبر مشاريع التطبيع الاقتصادي.
ولا يخفى على المتابعين أن مشروع “نيوم” السعودي يمثل المحطة الأهم في هذا المخطط، نظرًا لموقعه الجغرافي المحاذي لإسرائيل والأردن، وما يتيحه من إمكانات الربط اللوجستي بين البحر الأحمر والخليج.
رمزية الاسم
اللافت أن إطلاق اسم “داوود” على هذا الممر لا يخلو من حمولة رمزية وتاريخية، فشخصية داوود في الوعي التوراتي ترتبط بفكرة “المملكة الكبرى”، التي يعتبرها بعض التيارات الصهيونية امتدادًا تاريخيًا مشروعًا من النيل إلى الفرات، ما يفتح الباب أمام تأويلات ترى في المشروع بعدًا توسعيًا يتجاوز الاقتصاد إلى إعادة بناء النفوذ الجيوسياسي.
ردود الفعل والسيناريوهات المحتملة
حتى الآن، لم يصدر أي تأكيد رسمي شامل يوضح تفاصيل هذا الممر بشكل نهائي، ما يجعله مشروعًا غامضًا يراوح بين التحليلات والتسريبات. ومع ذلك، فإن مجرد تكرار المصطلح في التقارير الغربية والإسرائيلية يطرح أسئلة صعبة على الدول العربية:
- ما حدود التعاون اللوجستي مع إسرائيل؟
- كيف يمكن تحقيق المصالح الاقتصادية دون التورط في مسارات استراتيجية تهدد الاستقلال والسيادة؟
-وهل يستوعب الرأي العام العربي خطورة ربط الاقتصادات الوطنية بممرات تتحكم بها أطراف خارجية؟
بين الواقع والطموح
المؤكد أن المنطقة مقبلة على مرحلة إعادة تشكيل عميقة لشبكات النقل والطاقة والتجارة، في ظل التنافس الإقليمي والدولي. لكن يبقى “ممر داوود” عنوانًا صادمًا لقدرته على كشف نيات كامنة وخطط قديمة تعيد استدعاء خرائط الماضي.
وحتى تتضح معالم المشروع بشكل رسمي، سيظل هذا المصطلح مرادفًا للغموض والجدل والمخاوف المشروعة حول مستقبل السيادة العربية ومصالح شعوب المنطقة.

الأكثر قراءة
-
المحكمة تخلي سبيل المتهمة بإنهاء حياة زوجها في سوهاج لهذا السبب
-
من طالبة صفر الثانوية بالمنيا لـ أحمد الدجوي.. مفاجأة بشأن تقرير منى الجوهري
-
5 أعوام من العطش.. الفشل الكلوي يتفشى بين أهالي عزبة الصعايدة بالمنيا
-
المتهمة في واقعة مصر القديمة: "باركتلها على الخطوبة من طليقي فشتمتني" (خاص)
-
"ضربه بشومة".. ضبط حارس عقار تعدى على كلب في المقطم
-
غرق صغيرة داخل حوض "ماتور مياه" في الأقصر
-
غدا.. مصر تتسلم جائزة الآغا خان للعمارة 2025 عن "إحياء إسنا التاريخية"
-
ضحية طليقة خطيبها بمصر القديمة: وشي اتفتح نصين واتخيط بـ41 غرزة (خاص)

مقالات ذات صلة
لماذا جادل بنو إسرائيل؟!
15 سبتمبر 2025 10:06 ص
لماذا ارتبطت الخيانة بالرجال أكثر من النساء؟
13 سبتمبر 2025 12:30 م
مصر بين مطرقة “إسرائيل الكبرى” وسندان النزوح القسري
12 سبتمبر 2025 08:32 ص
هل يعيش المواطن المصري حياة كريمة أم حياة حزينة؟
06 سبتمبر 2025 09:51 ص
"طوارئ بلا طوارئ".. بين زحمة "الحكومي" وجشع "الخاص"
03 سبتمبر 2025 08:45 ص
مولد الرسول ﷺ.. يوم وُلد النور
01 سبتمبر 2025 03:46 م
الزيتون يحترق والاحتلال يترنح.. غزة "ملحمة صمود"
30 أغسطس 2025 02:22 م
اغتيال الحياء.. من كوكب الساحل إلى بيوتنا
26 أغسطس 2025 11:20 ص
أكثر الكلمات انتشاراً