الجمعة، 25 يوليو 2025

07:17 م

بين آل أبو زرقة وعائلة المعتوق.. تجويع أهالي غزة "موت على نار هادئة"

الطفل محمد المعتوق

الطفل محمد المعتوق

يواصل الاحتلال الإسرائيلي حصار أهالي قطاع غزة، متخذًا من سياسة التجويع نهجًا، حتى ألِف البعض صور أشخاص تحولت أجسادهم إلى “جلد على عظم” بمعدة خاوية قد التصقت بظهورهم، وتمتد تلك المظاهر إلى الأطفال والذين يعانون الأمرين ضعف بنيتهم وقلة حيلتهم.

أطفال أبو زرقة يعانون التجويع في مرحلة خطرة

ومن وسط الخيام في غزة التي تسرب منها أنين خافت، لقلة حيلة أصحابها على العيش والحياة، بزغت مأساة أطفال أبو زرقة، وكانوا ثلاثة أطفال لأم أخذ منها القهر ما بلغ من جسدها، حتى فقدت أحد أولادها الثلاثة محمد صاحب العامين، وهي بصدد أن تفقدها ولديها الآخرين.

وناشدت الصحفية سمر أبو العوف، عبر صفحتها على “فيسبوك”، بالإسراع لإنقاذ الولدين حبيبة وعبدالله من مصير مأساوي سبقهم إليه شقيقهما الأوسط، في ظل انقطاع مسار الاتصالات من العائلة مع العالم الخارجي.

وقالت: "هذه الأم لما تفقد أطفالها الاثنين بسبب إنها لم تقدر على توفير طعام لهم، كيف تكمل حياتها بعد هذا؟، إذا هي الأخرى لم تتوفى بسبب التجويع، عبدالله أبو زرقة 5 سنوات، يعاني من لين وهشاشة عظام، ما تسبب في تساقط شعره وإصابته بنقص فيتامين د، إلى جانب شعوره بصعوبة في التنفس".

وأضافت: "عبدالله يعاني أيضًا من تشوه في القفص الصدري يضغط على رئتيه، ما يؤدي إلى تمزق الرئتين، انحناء الساقين، عدم القدرة على الحركة، وسوء التغذية".

أم الأطفال
أحد صغار عائلة أبو زرقة

لم يختلف الأمر كثيرًا عند شقيقته الصغرى التي تدعى حبيبة، والتي كشفت سمر أنها تعاني من تضخم بالكبد وتسمم في الدم.

وقالت: "حبيبة أبو زرقة 5 أشهر، تعاني من تضخم في الكبد نتيجة تسمم الدم خلال الحرب، ما أدى إلى انتفاخ في البطن، تكوّن الغازات، وسوء التغذية، والحاجة إلى حليب خاص، حيث فقدت الأم ابنها محمد في عمر عامين، نتيجة لتضخم الكبد والطحال.

الصغار مع والدتهم بخيمة في غزة

الطفل محمد المعتوق

إذا ما مررنا بخيمة أخرى لا تبعد كثيرًا عن خيمة أبو زرقة، حيث خيمة آل المعتوق، والتي لم يختلف الوضع المأساوي والصحي فيها كثيرًا، إذ أن الطفل محمد المعتوق صاحب العام ونصف مهدد هو الآخر  بالموت تجويعًا، إضافة لإصابته بنقص حاد في الوزن من 6-9 كيلو، وسوء تغذية حاد، فضلًا عن أنه يعيش داخل خيمة لا تصلح للحياة، ويحتاج إلى حليب وطعام.

ووصل الحال المقفهر لدى أهله من عدم توفير حفاضات للطفل، أو حتى قماشًا رقيقًا يلبي الحاجة، لتتضح الصورة في مظهر محمد المعتوق الصغير الذي صار جلدًا على عظم ويرتدي كيسًا بلاستيكيًا أسود مكان حفاضاته.

الصغير محمد المعتوق
search