حين تتحول العلاقة إلى عبء ثقيل
حين يؤلمك أحدهم ثم يُشعرك دائما بأنك المسؤول ثم يشعرك بالذنب إن فكّرت في الابتعاد عنه.. في الحقيقة ليس كل من يؤلمك يظهر كعدو؛ فبعض الناس يدخلون إلى حياتك في هيئة محبة لكنهم يخلّفون فيك ندوبًا لا تُرى يستنزفونك بصمت ويضعونك في مأزق داخلي دائم تتألم، ثم تلوم نفسك على الألم هذا النوع من العلاقات يُربكك لا يوجد صراخ، ولا تهديد، ولا قسوة ظاهرة لكن هناك ضغط مستمر إحساس خفي بأنك لا تُقدّر وأنك مهما بذلت.. لست كافيًا.
كلما فكّرت أن تبتعد، تجد نفسك تتراجع ليس لأنك لا تتأذى بل لأنهم يجيدون إقناعك أنك السبب وأنك إن غادرت.. فأنت المخطئ فيتحوّل قرارك في البُعد إلى شعور بالذنب وتبقى الناس الذين يتقنون التلاعب العاطفي لا يرفعون صوتهم، ولا يهاجمون بل يبتسمون وهم يُثقلون قلبك ويمنحونك شعورًا دائمًا بأنك المُقصّر حتى تبدأ أنت تشكّ في إحساسك وتُكذّب وجعك وتُبرّر بقاءك.
لكن الحقيقة أبسط من كل هذا لو كانت العلاقة تُرهقك تجعلك تُراجع نفسك آلاف المرات، تأخذ منك أكثر مما تعطيك وتجعل عقلك مرهقًا وروحك مشوّشة فهي ليست علاقة صحية الحب لا يُربك ولا يجعل الإنسان يُشكك في ذاته ولا يُشعرك أنك دائمًا مطالب بإثبات أنك تستحق أن تُحب العلاقات السليمة لا تقوم على اللوم ولا على التبرير ولا على الشعور بالذنب، من حقك أن تختار نفسك من حقك أن تغادر من حقك أن تبتعد عن كل من يؤلمك حتى لو لم يكن يؤذيك بشكل مباشر
الأذى النفسي ليس صراخًا فقط أحيانًا يكون في شكل صمت، أو ضغط ، أو نظرات تُشعرك أنك غير مُرحّب بك.. رغم أنك تبذل كل ما في وسعك العلاقة الحقيقية تمنحك شعورًا بالأمان.. بأنك محبوب كما أنت أنك لست مُطالبًا أن تُبرر وجودك ولا أن تُرهق نفسك لتنال القبول ابتعد عن كل ما يُطفئك.. فالنفس إن أُرهقت.. لا تُشفى بسهولة وحين يتعب العقل.. ينهار كل شيء؛ (في ناس ما بتضربكش… بس بتوجعك كل يوم).
يستهلكوك بصمت، ويتركون بداخلك وجعًا لا يُرى.. وإن فكّرت في الرحيل، ينظرون إليك وكأنك أنت من خان. يعاملونك كأن من الطبيعي أن تتحمّل وتصمت، وتفهمهم دائمًا، حتى وإن لم يحاولوا يومًا أن يفهموك.
العلاقات المؤذية ليست دائمًا صراخًا عاليًا، أحيانًا تكون نظرة، أو تجاهلًا، أو كلمة صغيرة تكسر شيئًا فيك وأنت تبتسم، وتهزّ ثقتك دون أن تنتبه. ومع كل مرة تشكّك فيها نفسك، وتحاول أن تقنعها بأنك تبالغ.. تكون الحقيقة أنك تتألم، وتتألم وحدك.
هذا المقال موجّه إليك.. إن شعرت يومًا بأنك في علاقة، لكنك تختفي داخلها. إن شعرت أنك أصبحت تعتذر عن إحساسك، وتحاول أن تُرضي الطرف الآخر على حساب سلامك الداخلي، فاعلم أن الاستنزاف لا يظهر دومًا بوضوح، بل قد يأتي في هيئة خوف من الكلام، أو شعور دائم بأنك أقل.. أو لست كافيًا.
ومهما كان شكل العلاقة.. لا تستحق أبدًا أن تكون فيها وأنت تتلاشى، بدلًا من أن تتشارك.
سؤالي لك: هل أنت في علاقة تشعر فيها بأنك مضطر لأن تكون نسخة أخرى من نفسك كي تظل محبوبًا؟
الأكثر قراءة
-
بعد عامين من شطبها ببورصة طوكيو، مجموعة العربي تنهي الشراكة مع توشيبا
-
موعد مباراة المغرب والأردن في نهائي كأس العرب 2025 والقنوات الناقلة
-
41 مليار جنيه في الظل، ألعاب المراهنات الإلكترونية تنهش جيوب 5 ملايين مصري
-
استدعاء مرتقب لنادية الجندي للتحقيق في بلاغ قذف وتشهير، ما القصة؟
-
"هرسوا راسه بالكوريك"، مصرع شاب على يد بلطجية في الوادي الجديد
-
"تعالى اشتري مني"، بائعة ثوم تستوقف محافظ الأقصر خلال افتتاح سوق اليوم الواحد
-
نجيب ساويرس يحذر من ركود محتمل في السوق العقاري، ما الأسباب؟
-
سعر سبيكة ذهب 1 جرام btc اليوم الثلاثاء 16 ديسمبر في محالات الصاغة
مقالات ذات صلة
اشتياق لا لقاء له، وبقاء رغم الرحيل
06 ديسمبر 2025 03:19 م
ويأخذني الحنين إليك كلَّ ليلة، فأعرف أنه لا مفر منك إلا إليك
20 نوفمبر 2025 02:50 م
في القلب مكان لم يصل إليه أحد
10 نوفمبر 2025 05:08 م
على مقعد الغياب
18 أكتوبر 2025 03:04 م
لم يكن لقاءً عابرًا
28 سبتمبر 2025 06:08 م
حين يؤجلنا القدر عن الوصول
21 سبتمبر 2025 06:57 م
حين يُثبت المجهولون أن الخير لا يموت
14 سبتمبر 2025 02:52 م
الانفصال الصامت.. وجع وموت بطيء
06 سبتمبر 2025 02:51 م
أكثر الكلمات انتشاراً