سيد الموناليزا.. رحلة كفاح من بدروم الفقر إلى قمة التجارة والعمل الثقافي

سيد الموناليزا
مصطفى عبد الفضيل
في إحدى حلقات برنامج "باب الخلق" مع الإعلامي محمود سعد، جلس سيد الموناليزا ليحكي تفاصيل رحلة حياة امتدت لعقود، بدأت من بدروم ضيق تسكنه أسرة فقيرة، وانتهت برجل أعمال ناجح وصاحب مبادرات ثقافية ومجتمعية، بين محطات الطفولة القاسية، والعمل في القوات الجوية، وخوض التجارة في مجالات متعددة، ظل سيد وفيًا لشغفه بالقراءة وإيمانه برد الجميل للمكان الذي نشأ فيه.

طفولة قاسية وقيم راسخة
يحكي سيد الموناليزا للإعلامي محمود سعد عن نشأته: "نشأت في أسرة كان الفقر يتوارى بجوارها خجلًا، والدي كان بائع غاز يسرح بعربة كارو، وكنا نعيش في بدروم تحت الأرض بلا إيجار، مقابل جمع الإيجارات لصاحب البيت، أبي علمني ألا أمد يدي لأحد، وكان يقول لي: أوعى يا سيد في يوم من الأيام إيدك توطي لحد".
ويضيف: “أتذكر يوم مرض أبي بالإنفلونزا ولم أجد المال تحت المخدة كالمعتاد، فذهبت إلى توفيق زخاري الذي كان أبي يشتري منه الغاز، وطلبت أن أستخدم عربته لأوزع الغاز بنفسي، وكان عمري عشر سنوات”.
من السماء إلى السوق
لم تتوقف رحلة سيد عند العمل المبكر، بل التحق بالقوات الجوية بعد حصوله على دبلوم فني في صيانة أجهزة تصوير الطائرات، حيث عمل مصورًا جويًا قبل دخول التكنولوجيا الحديثة للمجال، يروي: "زمان كانت الطائرة تطير فوق أرض العدو لتصوير المواقع، ثم تعود لتحديد أماكن الضربات، وبعدها نصور النتائج".

لكن التحول الأكبر جاء عندما زار أهله في الصعيد واكتشف فرق السعر بين الزبدة هناك والقاهرة، فبدأ تجارة صغيرة سرعان ما نمت، يقول: "اشتريت قفة زبدة بثمانية جنيهات وبعتها في القاهرة، فوجدت الطلب كبيرًا، فاستأجرت محلًا، ثم توسعت وفتحت بقالة، بعدها دخلنا تدريجًا مجالات الذهب والماس والفضة، وامتلكت محلات وعقارات في الهرم".
شغف الثقافة والعمل المجتمعي
رغم نجاحه التجاري، ظل سيد وفيًا لشغفه بالقراءة، يقول: "بدأت أقرأ كثيرًا، فأنشأت مكتبة مجانية في الشارع، القارئ كان يعيد لي الكتاب ويشرح ما استفاد منه، وكنت أُعطيه 50 جنيهًا، الثقافة تصنع مجتمعًا لذلك أطلقت مسابقات ونظمت حملات لتجميل وتنظيف الشوارع، ولونت البيوت ورصفت شارعًا بالإنترلوك على نفقتي حيث كلفني 155 ألف جنيه".
محطات إنسانية وعائلية
يروي سيد حكاية زواجه الأول قائلًا: "كنت ذاهبًا لأختي حين رأيت فتاة تشتري الخضار فأعجبتني، خطبتها، لكن يوم الخطوبة اكتشفت أن العروس ليست هي التي رأيتها في الشارع، بل بنت عمتها، فكرت أن رفضي سيغضب الجميع، فقبلت وأحببتها وعشنا معًا 41 عامًا حتى رحيلها".
وصية أخيرة
يختم سيد الموناليزا حديثه مع محمود سعد قائلًا: "توقفت عن العمل لكني ما زلت أقرأ كما أتنفس، كل ما أتمناه أن يمر يومي دون زعل، وبعد وفاتي أنا وزوجتي، أوصي بأن تؤول أملاكي لمستشفى 57357، فأبنائي لديهم ما يكفيهم".

الأكثر قراءة
-
جريمة بلا عقاب
-
سعر الدولار أمام الجنيه اليوم السبت 9 أغسطس 2025.. كم بلغ؟
-
"الحرية والعدالة".. 11 عامًا على سقوط القناع السياسي لـ"جماعة الشر"
-
من الحصر إلى الإخلاء.. 8 خطوات لتطبيق قانون الإيجار القديم
-
ارتفاع عدد ضحايا انفجار أنبوبة بوتاجاز في مطعم بسوهاج لـ6 أشخاص
-
من أجل المال.. نهاية مأساوية لشاب على يد ابن عمه في أسيوط
-
الفرصة الأخيرة.. موعد غلق باب تظلمات الثانوية العامة 2025
-
بعد تردد اسمها بالمدرجات.. حقيقة الربط بين هدى الإتربي وزوجة زيزو

أخبار ذات صلة
موكب من التاريخ.. أكبر عرض للسيارات الكلاسيكية والعتيقة في العالم
10 أغسطس 2025 01:22 ص
حقائق صادمة عن وجبات الخطوط الجوية.. ستجعلك تتجنبها
10 أغسطس 2025 01:00 ص
في موسم نشاطها.. 5 نصائح لتجنب لدغات الثعابين
09 أغسطس 2025 11:30 م
أرملة وائل الإبراشي تكشف حقيقة منشورات سائقه مريض السرطان (خاص)
09 أغسطس 2025 06:25 م
أكثر الكلمات انتشاراً