الخميس، 14 أغسطس 2025

03:31 ص

سعيد محمود
A A

ما تيجي نفشل

الفشل.. تلك الكلمة التي تمثل للغالبية العظمى كابوسا مروعا، ودائما ما يعيق الخوف منها البشر عن المضي قدما نحو النجاح، خوفا من كلمات مثل "يا فاشل"، و"ده اللي انت فالح فيه"، و"ياما جاب الغراب لأمه".

للأسف، ما تعلمناه في الصغر هو أن الفشل أمر مشين ويجلب لنا الإهانة والتوبيخ دوما، بينما لم يهتم أحد بتعليمنا بعض المفاهيم الإيجابية عن إخفاقنا، حتى ندرك النجاح والتميز بعد ذلك.

فالفشل ليس كما يراه البعض سوداويا، وإنما هو بداية الطريق إلى النجاح، هذا إن أحسن الفرد استغلاله جيدا، وفي حياتنا الكثير من الأمثلة التي تبين لنا ذلك.

خذ مثلا توماس أديسون، ذلك المخترع الشهير الذي فشل في عدد لا نهائي من التجارب، لكنه أدرك النجاح في النهاية، وقال جملته الشهيرة: "أنا لم أفشل.. لقد وجدت فقط 10000 طريقة لم تنجح".

أما والت ديزني، إمبراطور الأفلام الخيالية والكارتون، فقد تم فصله في بداية حياته لأنه كان يفتقر إلى الخيال وليس لديه أفكار جيدة، لكنه استمر في التحرك نحو هدفه الأساسي، والنتيجة معروفة بالطبع.

ولم يكن ملك بريطانيا جورج السادس يقدر على أن ينطق جملة كاملة دون تلعثم، لكنه تغلب على حالته وألقى خطاب إعلان مملكته الحرب على ألمانيا النازية بكل ثقة وتمكن.

خلاصة القول، إن الفشل هو نقطة انطلاق أكيدة نحو النجاح، لأنه يجلب معه المعرفة ويعلمنا الكثير عن أنفسنا حتى لا نكرره مرة أخرى، وحتى نتعافى منه، علينا فهم أنه لا بأس به، فبعملية بحث بسيطة على جوجل، ستجد قصصا لا حصر لها عن فشل الناس الأكثر نجاحا في العالم.

وللاستفادة من إخفاقاتك، اكتب ما فشلت فيه، واسأل نفسك الأسئلة التالية:

لماذا فشلت؟

ما الذي فعلته بشكل خاطئ؟

هل حددت أهدافك بطريقة أكثر ذكاء؟

كيف ستتعامل مع هذه الإخفاقات في المستقبل عندما تواجهها؟

كيف ستتعلم من الماضي لتصنع مستقبلا أكبر وأكثر إشراقا؟

وتذكر أن الفشل ليس نهاية الطريق طالما أنك لا تستسلم، وإذا كنت ما تزال تؤمن بأهدافك، فيمكنك استخدام الفشل كوسيلة مضمونة للنجاح.

search