الثلاثاء، 12 أغسطس 2025

10:23 م

"جزء لا يتجزأ".. كوريا الشمالية تعلق على سعي إسرائيل لاحتلال غزة

الرئيس الكوري الشمالي

الرئيس الكوري الشمالي

A .A

اعتبرت وزارة الخارجية الكورية الشمالية أن قرار إسرائيل باحتلال قطاع غزة يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، ويستهدف جزءًا أصيلًا من الأراضي الفلسطينية المعترف بها دوليًا.

نية إجرامية للاستيلاء على أراضي فلسطين

ونقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية، اليوم، عن متحدث باسم الوزارة قوله إن إعلان إسرائيل مؤخرًا نيتها احتلال القطاع بالكامل، يعكس بوضوح "نية إجرامية للاستيلاء على أراضي فلسطين"، مؤكّدًا أن غزة جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية، ولا يمكن القبول بأي محاولة أحادية لتغيير وضعها السكاني والسيادي.

وأدانت بيونج يانج بشدة ما وصفته بـ"العمل الإجرامي الإسرائيلي"، الذي يفاقم المأساة الإنسانية في غزة ويقوّض السلام والاستقرار في الشرق الأوسط عمدًا، مطالبة إسرائيل بوقف هجومها المسلح غير القانوني على الفلسطينيين فورًا، والانسحاب الكامل من القطاع.

وفي وقت سابق، أرسلت وزيرة الخارجية الكورية الشمالية، تشوي سون-هي، رسالة تهنئة إلى وزيرة الخارجية الفلسطينية الجديدة، فارسين شاهين، معربة عن تطلعها لتعزيز التعاون والعلاقات الودية بين الجانبين.

العلاقات الفلسطينية الكورية

ترتبط كوريا الشمالية بعلاقات قديمة مع فلسطين تعود جذورها إلى ستينيات القرن الماضي، حين بدأت بيونج يانج بتقديم الدعم المالي والتدريب لمنظمة التحرير الفلسطينية.

 وفي السبعينيات والثمانينيات، شهدت العلاقات دفعة قوية مع زيارتين بارزتين لياسر عرفات، زعيم منظمة التحرير، ولزعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى العاصمة الكورية الشمالية، حيث التقيا الزعيم كيم إيل سونغ. وأسفرت تلك اللقاءات عن استمرار تدفق الأسلحة والمساعدات الكورية الشمالية للفلسطينيين.

كوريا و“مترو غزة”

وبعد تراجع هذا الارتباط عقب الحرب الباردة، استؤنفت العلاقات في عام 2007 عقب سيطرة حماس على قطاع غزة. وفي يوليو 2014، ومع اندلاع عملية "الجرف الصامد" الإسرائيلية، لجأت حماس إلى كوريا الشمالية طلبًا للدعم العسكري، ما أسفر – بحسب تقارير – عن صفقة سرية حصلت بموجبها الحركة على صواريخ ومعدات اتصال عسكرية. وتشير تقديرات إلى أن بيونج يانج ساعدت أيضًا في بناء "مترو غزة"، شبكة الأنفاق التي تستخدمها حماس لأغراض عسكرية ولوجستية.

وتتبنى كوريا الشمالية موقفًا ثابتًا يؤيد السيادة الفلسطينية على كامل الأراضي المحتلة، وترفض إقامة أي علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. وينعكس هذا الموقف في سجلها الحافل بإدانة العمليات العسكرية الإسرائيلية، إذ وصفتها وزارة خارجيتها في أعوام 2008 و2015 و2021 بأنها "جرائم ضد الإنسانية". كما دعمت فلسطين في المحافل الدولية، وخاصة الأمم المتحدة، حيث صوّتت بشكل متكرر منذ عام 2015 لصالح حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.

search