بذكرى ميلاد محمد عبدالمطلب.. رحلة مطرب الحارة تبدأ من "كُتاب شبراخيت"

المطرب الراحل محمد عبدالمطلب
محمود حجاب
يُعد المطرب الراحل محمد عبدالمطلب أحد أبرز أعمدة الغناء المصري الأصيل، وصاحب صوت لا يُشبه إلا نفسه، حيث امتاز بخامة صوت دافئة وقدرة نادرة على أداء المواويل والأغاني الشعبية التي لامست قلوب الجماهير بمختلف شرائحها.
وشكّل عبدالمطلب جزءًا مهمًا من الهوية الغنائية في مصر والعالم العربي، وترك خلفه تراثًا خالدًا من الأغاني التي لا تزال تُردد حتى اليوم.
ذكرى ميلاد محمد عبدالمطلب
يحل اليوم، الأحد 13 أغسطس، ذكرى ميلاد المطرب الكبير محمد عبدالمطلب، أحد رموز الطرب الشعبي الأصيل، حيث وُلد في مثل هذا اليوم عام 1910 في مركز شبراخيت بمحافظة البحيرة.
رحل عن عالمنا في 21 أغسطس عام 1980، بعد مسيرة فنية حافلة بالعطاء، تاركًا بصمة لا تُنسى في ذاكرة الطرب العربي وصوتًا لا يزال حيًّا في وجدان محبيه.
من الكُتّاب إلى الطرب.. بداية مشوار الصوت الأصيل
وُلد محمد عبدالمطلب في بيئة شعبية بسيطة، وكان الابن الخامس لوالده الحاج عبدالعزيز الأحمر، التاجر المتواضع الذي أصرّ على أن يحمل جميع أبنائه اسم "محمد" في مقدمة أسمائهم، فكان ترتيبهم: محمد يوسف، محمد فوزي، محمد كمال، محمد عبدالمطلب، نجيبة، محمد زكريا وانتصار.
منذ صغره، التحق عبدالمطلب بكُتاب القرية، حيث حفظ القرآن الكريم، وهو ما كان شائعًا آنذاك كبوابة للتعليم. إلا أن مسيرته التعليمية لم تكتمل، حيث لم يُكمل دراسته سوى لفترة قصيرة، ليتجه بعد ذلك إلى طريق مختلف رسم ملامح واحد من أعذب الأصوات في تاريخ الطرب العربي.
.jpeg)
من الكومبارس إلى نجم الصف الأول.. صعود موهبة شعبية
بدأ الفنان محمد عبدالمطلب رحلته الفنية من خلف الستار، حين عمل كومبارس ضمن فرقة الموسيقار محمد عبدالوهاب، وشارك في تسجيل عدد من الأغاني، من بينها “أحب أشوفك كل يوم” و”بلبل حيران”.
لكن موهبته اللافتة سرعان ما قادته إلى الأضواء، إذ انتقل للعمل في صالة بديعة مصابني، ثم في كازينو الراقصة فتحية محمود بالإسكندرية، وهناك بدأت تتبلور ملامح نجم جديد، يتمتع بصوت شعبي قوي وأداء صادق لفت انتباه الجماهير والنقاد على حد سواء.

تحول عبدالمطلب سريعًا إلى أحد أبرز المطربين الشعبيين الذين عبّروا عن وجدان الشارع المصري، من خلال مواويله العذبة وأغانيه التي ارتبط بها الجمهور لعقود.
إرث فني خالد.. صوت الشعب الذي لا يُنسى
ترك محمد عبدالمطلب بصمة فنية لا تُمحى، إذ تجاوز رصيده من الأغاني والمواويل الألف عمل، شكّلت وجدان المصريين والعرب لعقود طويلة. امتاز بأسلوب غنائي شعبي أصيل، جمع بين البساطة والصدق، ما جعله قريبًا من قلوب الناس في مختلف طبقات المجتمع.
أغانِِ خالدة في الذاكرة، ومن أبرز أعماله التي لا تزال تُردد حتى اليوم: “رمضان جانا وفرحنا به”، “مبيسألش عليا أبدًا”، “اسأل عليا مرة”، "الناس المغرمين مايعملوش كده".
أغنياته لم تكن مجرد كلمات وألحان، بل كانت مرآة لحياة الناس، تنبض بالمشاعر اليومية والوجدان الشعبي.

تعاون مع عمالقة التلحين
على مدار مسيرته الطويلة، تعاون عبدالمطلب مع كبار الملحنين في تاريخ الموسيقى العربية، مثل: رياض السنباطي، عبدالعظيم محمد، محمد فوزي، محمد الموجي، كمال الطويل.
وقد ساهم هذا التنوع في منح أغانيه طابعًا فنيًا متجددًا، ما جعله رائدًا في تجديد الأغنية الشعبية وفتح الباب أمام أجيال جديدة من المطربين.
حضور سينمائي بارز
لم يكتفِ عبدالمطلب بالغناء فقط، بل اقتحم عالم السينما ممثلًا ومنتجًا، وشارك في عدد من الأفلام التي عكست روح عصره، وأسهمت في تعزيز مكانته الفنية. كان فنانًا شاملًا، جمع بين الصوت والموهبة والرؤية الفنية، ليبقى اسمه خالدًا في سجل عظماء الطرب.
محطات عاطفية في حياة نجم الطرب
رغم بريق الشهرة وصخب الأضواء، لم تكن الحياة العاطفية للفنان محمد عبدالمطلب خالية من التقلّبات. فقد تزوج 3 مرات، وكان لكل زواج قصة مختلفة ومحطة مهمة في حياته.
الزواج الأول.. بداية مع شقيقة راقصة مشهورة
في عام 1938، تزوج عبدالمطلب من شوشو عز الدين، شقيقة الراقصة الشهيرة ببا عز الدين. وقد أثمر هذا الزواج عن توأمين هما نور وبهاء، وُلدَا عام 1940. ورغم أن العلاقة لم تدم طويلًا، فإنها كانت بداية مشواره كأب.
الزواج الثاني.. شراكة فنية لم تكتمل
في إحدى جولاته الفنية بالخارج، تعرّف عبدالمطلب على المطربة نرجس شوقي، التي أصبحت زوجته الثانية. أسّسا سويًا شركة إنتاج فني، جمعت بين الحب والعمل، لكن الخلافات سرعان ما ظهرت، لتنتهي الزيجة سريعًا دون أن تكتمل الشراكة.
الزواج الأخير.. استقرار عائلي مع كريمة عبد العزيز
وجد عبدالمطلب الاستقرار العاطفي أخيرًا مع زوجته الثالثة كريمة عبدالعزيز، التي كانت الأقرب إلى قلبه. وأنجب منها ابنتيه انتصار وسامية، وظلت إلى جانبه حتى رحيله، لتكون المحطة الأكثر هدوءًا ودفئًا في حياته الشخصية.
رغم تنقله بين 3 زيجات، ظل عبدالمطلب يحتفظ بصورته كفنان عاشق بطبعه، عكستها أغانيه التي غلبت عليها عاطفة صادقة وشجن لا يُخطئه السمع.
الرحيل وإرث خالد في وجدان المستمعين
رحل الفنان الكبير محمد عبدالمطلب عام 1980 عن عمر يناهز السبعين، بعد مسيرة فنية حافلة استمرت لعقود، لكنه ظل حاضرًا بقوة في ذاكرة الجمهور، وبصوته الدافئ وأدائه الشعبي الأصيل، جسد عبدالمطلب روح الحارة المصرية بكل ما فيها من مشاعر الحب والفرح والشجن.
ترك إرثًا فنيًا خالدًا من الأغاني والمواويل التي شكلت جزءًا أصيلًا من التراث الموسيقي المصري والعربي، ليظل رمزًا خالدًا في تاريخ الطرب الشعبي.


الأكثر قراءة
-
جريمة في الفجرية.. سرقة داخل منزل متواضع تخطف روح بائع البطاطا المسن
-
قيمة الإيجار القديم حسب مكان شقتك.. والدفع بـ"النقطة"
-
تحديد هوية المتهمين بمطاردة فتيات على طريق الواحات
-
3 سيارات تلاحق 3 فتيات.. مطاردة على طريق الواحات تنتهي بكارثة
-
بعد تبني نتنياهو تنفيذها.. ما هي "إسرائيل الكبرى"؟
-
للمصريين بالخارج.. تفاصيل وشروط امتلاك أراضي "مزرعتك في مصر"
-
تراجع الذهب في مصر رغم الصعود عالميًا.. الدولار كلمة السر
-
حريق في "الرعاية المركزة" بمستشفى حلوان العام.. "الصحة" تكشف التفاصيل

أخبار ذات صلة
أول تعليق من بدرية طلبة بعد تحويلها للتحقيق
13 أغسطس 2025 10:55 م
"لسة في مفاجآت".. إيناس عز الدين تشوق الجمهور لـ"أفراح إبليس 3"
13 أغسطس 2025 09:38 م
حمزة نمرة يختتم ألبوم "قرار شخصي" بطرح 4 أغنيات جديدة
13 أغسطس 2025 09:37 م
حسام داغر عن تكريمه: التقدير شعور لا يقدر بثمن
13 أغسطس 2025 08:31 م
تشييع جنازة صنع الله إبراهيم بمدينة نصر والدفن في مقابر وادي الراحة
13 أغسطس 2025 04:29 م
بسبب "تجاوز صارخ".. إحالة بدرية طلبة للتحقيق
13 أغسطس 2025 06:23 م
وفاء عامر تكشف تفاصيل شائعة قديمة كان سببها فنانة شهيرة
13 أغسطس 2025 05:40 م
"مفيش طبطبة".. محمد رمضان يطرح أحدث أعماله الغنائية
13 أغسطس 2025 05:21 م
أكثر الكلمات انتشاراً