الأحد، 17 أغسطس 2025

11:40 م

مروى عادل
A A

بنت مين في مصر يا "بدرية"؟

بنت مين في مصر لتشرقي بطلعتك الـ"بدرية" يا بنت "طلبة" لتسبي متابعينك وتذكريهم أنكم أنتم الفنانين "أسيادهم"؟ وابن مين في مصر يا ابن "عبد العزيز" ليمد أحدهم يده ليصافحك فتترفع أن تمد يدك؟ وأنت ابن مين في مصر يا ابن "دياب" يا ابن بورسعيد لتصفع معجباً لأنه تجرأ  ولمسك؟ وطبعًا، لا يمكن أن نغفل "الزغلول الكبير"… نمبر وان… صاحب هواية التباهي بالدولارات والطائرات الخاصة، وكأنه يوزع صورا من كتاب "كيف تصبح متعجرفًا في عشرة أيام". 

أليس هذا الجمهور هو من يدفع تذاكر أفلامكم وحفلاتكم، ويعمل "ترينداتكم"؟

المشكلة ليست في الوسط الفني فقط، بل في كل وسط تقريبًا. فقد ابتلانا الله ببشر من "النوفو ريش" أو الأغنياء الجدد الذين لا يعرفون معنى التواضع، ويتعاملون مع أي إنسان أقل منهم وكأنه من سكان كوكب آخر. 

واحد يتفاخر بمنصبه، وآخر بأولاده، وثالث بفلوسه، وكأنها من اختراعه الشخصي، متناسين أن كل هذا رزق من عند الله يمكن أن يسترده في أي لحظة يشاء.

طفح الكيل من هذه النماذج التي أصبحت أراها يومياً "يتنططوا على خلق الله" فليس شرطاً أن تكون ناجحاً في عملك لكن شرط أن تتحدث عن إنجازاتك الجبارة فيصدقك الآخرون و"أهم من الشغل تظبيط الشغل". 

والمضحك حقاً أن الواحد منهم يصدق الكذبة التي صنعها لنفسه، ثم يعيش داخلها حتى آخر نفس. 
والطامة الكبرى ليست في هؤلاء "المتنططين"، بل في المحيطين بهم… هؤلاء المصفقون الرسميون، الذين يلمعون كل كلمة تخرج من فم "الباشا" أو "الهانم"، ويصدقون الهالة الكاذبة التي يحيط بها نفسه، رغم أنها في الحقيقة مجرد فقاعة صابون، لكنه صابون مستورد من باريس.

فنصيحة من القلب لكل من يعيش في هذه الفقاعة: الهالة الكاذبة تلمع فقط من بعيد… لكن من قريب، أنت "ناثنج" أو "لا شيء"، إن كنت لا تجيد الإنجليزية التي علمتها لأولادك في أغلى المدارس "لتتفشخر" ليس إلا. وقد قال الله عز وجل في الحديث القدسي: (الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار ). ودمتم متواضعين.

title

مقالات ذات صلة

search