الأحد، 24 أغسطس 2025

11:32 م

بين القتل والتعقيم.. ما حكم الدين في التعدي على الحيوانات؟

التعدي على الحيوانات

التعدي على الحيوانات

بالتزامن مع البيان التحذيري، الصادر عن النيابة العامة، والذي يفيد بأن أي اعتداء على الحيوانات يعد فعلًا مُجرمًا بنصوص القانون، يترتب عليه مسؤولية جنائية، ويشكل إخلالًا جسيمًا بالمنظومة القِيَمية، ازدادت التساؤلات حول حكم الدين في تعقيم الحيوانات.

حكم التعدي على الحيوانات

وتعليقًا على هذا الأمر، قالت أستاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، الدكتورة سعاد صالح، إن الأصل في المعاملة مع الحيوانات هو اتباع سنة الرسول، مشيرة إلى أن الرسول صلى الله حينما وجد أعرابي يسقي الكلب بـ “نعله” وعده الرسول بدخول الجنة.

وأوضحت صالح، في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أن الدين الإسلامي يحرم تمامًا التعدي على الحيوانات، إلا إذا كانت هناك خطورة وضرر على الإنسان من هذه الحيوانات.

وأكدت أنه في حالة ضرر الإنسان من الحيوان، فيمكن تحجيم مقاصد الشريعة ومنها حفظ النفس وهو الأهم من البقاء على الضار، ويجوز تعقيم الحيوان في هذه الحالة.

هل يجوز ضرب الحيوانات؟

ومن جهته، شدد أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية الدكتور خالد عمران، على ضرورة الرحمة بالحيوان، والشريعة الإسلامية حرمت بشكل قاطع العبث به أو قتله.

ولفت عمران لـ"تليجراف مصر"، إلى أن النصوص الشرعية تشدد على أن الحيوانات ليست مجرد أدوات للمتعة، بل كائنات لها حقوق، وسيُحاسب الإنسان على إيذائها، والأحاديث النبوية أكدت أن قتل الحيوان أو ذبحه أو الاعتداء عليه لا يجوز شرعًا، مستندًا لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قال: "ما مِن إنسانٍ قَتَلَ عُصفُورًا فما فَوقَها بغيرِ حَقِّها إلَّا سَأَلَه اللهُ عَزَّ وجَلَّ عنها".

وأكد أن الشريعة الإسلامية حرمت التمثيل بالحيوان، وهو ما يُعرف بـ "المُثلة"، ويشمل تعذيبه، ووسمه بالنار في وجهه، وقطع أي جزء من جسده بغير مبرر، لأن إيذاء الحيوان أو العبث به أو قتله بغير حق من الكبائر التي تستوجب العقاب في الدنيا والآخرة، مما يؤكد أن الرحمة في الإسلام لا تقتصر على الإنسان وحده.

قرارا النيابة العامة حول التعدي على الحيوانات

وفي وقت سابق، أصدرت النيابة العامة بيانا قالت فيه إنها تابعت باهتمام بالغ ما أُثير مؤخرًا من وقائع متداولة تضمَّنت صورًا وأفعالًا مؤلمة للتعدي على الحيوانات، أثارت في نفوس المواطنين استنكارًا واسعًا واشمئزازًا عميقًا، لما تحمله من قسوة وتجرد من أبسط معاني الرحمة التي تُجسِّد جوهر إنسانيتنا المشتركة.

وأكدت النيابة العامة في هذا المقام أن مثل هذه الممارسات لا تعد خروجًا عن قيم الدين والإنسانية فحسب، وإنما هي كذلك عدوان على سيادة القانون، ومساس بمسؤولية الفرد تجاه مجتمعه وبيئته.

اتخاذ الإجراءات القانونية

وشددت النيابة العامة على رفضها القاطع لمثل هذه الأفعال المشينة، فإنها تُعلن للرأي العام مباشرة سلطاتها في التحقيق والمساءلة بلا تهاون، واتخاذها الإجراءات القانونية الرادعة حيال كل من يثبت ارتكابه أو مشاركته في تلك الجرائم، بما يحقق الردع العام والخاص، ويُعيد الاعتبار لقيم المجتمع وأخلاقياته.

كما أهابت بالمواطنين أن يكونوا عونًا لها في حماية تلك القيم، وذلك من خلال الإبلاغ الفوري عن أي وقائع مماثلة، وصولًا إلى ضبط مرتكبيها ومساءلتهم، وصونًا لضمير المجتمع من التبلُّد أمام صور العنف والإيذاء أيًا كان محلها.

search