الثلاثاء، 26 أغسطس 2025

02:00 م

“لفّني بالكفن ولا تضعني في الكيس”.. روايات صادمة في استهداف الصحفيين بغزة

مجمع ناصر الطبي

مجمع ناصر الطبي

شهد مجمع ناصر الطبي، أمس، مجزرة جديدة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، حين قصفت طائراته المجمع الذي يقدم خدماته الطبية لسكان خان يونس، وواصلت جرائمها باستهداف عدد من الصحفيين لإخفاء الحقائق عن العالم.

استهداف 4 صحفيين 

واستهدفت الطائرات الإسرائيلية، الطابق الرابع من مبنى مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى في صفوف المدنيين والطواقم الطبية والإعلامية، منهم المصور الصحفي حسام المصري، والصحفية مريم أبو دقة، وفق قناة “الغد” الإخبارية.

الصحفيتين الشهداء

استشهدت الصحفية الفلسطينية مريم أبو دقة، إلى جانب الصحفيين حسام المصري، مصور وكالة "رويترز"، ومحمد سلامة، خلال قصف إسرائيلي استهدف مجمع ناصر الطبي في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، في تصعيد جديد من الهجمات التي تطال المرافق الصحية والطواقم الإعلامية.

وأكدت وكالة "وفا" الفلسطينية الرسمية، وجود صحفي الخامس هو أحمد أبو عزيز، الذي يعمل مراسلاً لشبكة "قدس فيد" الفلسطينية، وصحفيًا سادسًا، وهو حسن دوحان، قُتل برصاص الجيش الإسرائيلي في منطقة المواصي بخان يونس.

وصية مريم أبو دقة

وفي مشهد مؤثر، نشر طفل مريم أبو دقة، غيث، الرسالة الأخيرة التي كتبتها له والدته قبل استشهادها، والتي جاء فيها: “غيث، قلب وروح أمك أنت.. أريد منك أن تدعو لي وألا تبكي عليّ لكي أبقى سعيدة، أريدك أن ترفع رأسي، وأن تكون شاطرًا ومتفوقًا، وأن تكون على قدر المسؤولية، وأن تصبح رجل أعمال ناجحًا يا حبيبي”.
 

وصية مريم أبو دقة

واستكمل غيث وصيتها: “أريد يا ماما ألا تنساني، كنت أفعل كل شيء لتسعدك، وأريدك أن تبقى سعيدًا ومرتاحًا، أريد أن أحقق لك كل شيء، وعندما تكبر وتتزوج وتأتي بولد أو بنت، سميها مريم على اسمي. أنت حبيبي وقلبي وسندي وروحي، وابني الذي أفتخر به وأبتهج دائمًا بسمعته، أمانة يا غيث، صلاتك ثم صلاتك، ثم صلاتك يا ماما”.

ريم أبو جامع، رئيس الاتحاد العربي للمرأة المتخصصة 

مزحة تتحول إلى وصية

من جانبها، قالت رئيس الاتحاد العربي للمرأة المتخصصة والقيادية في حركة فتح، ريم أبو جامع، إن مشهد استشهاد الصحفية أمل أبو دقة في مجمع ناصر الطبي كان فاجعًا، خصوصًا بعدما تحولت كلماتها التي قالتها مازحة لمسؤول المغسلة في المستشفى قبل ساعات من استشهادها، "لفّني بالكفن ولا تضعني في الكيس"، إلى وصية أخيرة.

وأضافت ريم في تصريح لـ"تليجراف مصر": "كم من وصايا تُكتب ويقرأها الأبناء بلوعة وحسرة، وكم من شهداء يتركون قصصًا تبكي القلب قبل العين".

ولفتت إلى أن قصف مجمع ناصر الطبي مثل قصف عشرات المستشفيات سلفا، يعتبر مزيد من الإبادة، متسائلة: لماذا لا ترفع قناة الجزيرة دعوى قضائية أمام المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة إسرائيل على قتل الصحفيين الصحفيات والمصورين من يعمل معها.

 الصحفي والإعلامي الفلسطيني عامر الفرا 

استهداف الصحفيين في مجمع ناصر الطبي جرى بشكل متعمد

قال الصحفي والإعلامي الفلسطيني، عامر الفرا من غزة، إن استهداف الصحفيين في مجمع ناصر الطبي جرى بشكل متعمد، موضحًا أن القصف طال مبنى "الياسين" داخل المستشفى الذي يقدم خدماته لآلاف الجرحى والمصابين.

وأكد الفرا في تصريح لـ"تليجراف مصر"، أن الجيش الإسرائيلي تعمد استهداف الصحفيين، حيث قُتل الزميل حسام النصري مصور وكالة "رويترز" أثناء توثيقه القصف، قبل أن يتبعه آخرون من الصحفيين، مشيرًا إلى أن أجسادهم تناثرت على الهواء مباشرة.

وأوضح الصحفي والإعلامي الفلسطيني، أن الاحتلال يحاول منذ بداية الحرب إسكات صوت الحقيقة عبر استهداف الصحفيين بشكل مباشر، غير أن إصرار الصحفي الفلسطيني يثبت دائمًا أن جرائم الاحتلال لن تثنيه عن أداء رسالته.

نسرين أبو عمرة، القيادية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين

أما نسرين أبو عمرة، القيادية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أكدت أن ما جرى في مجمع ناصر الطبي "مجــزرة حقيقية لإخماد صوت الحق"، مشيرة إلى أن استهداف المستشفى والصحفيين وطواقم الإسعاف والدفاع المدني يضاف إلى سلسلة الجرائم المستمرة ضد أبناء الشعب الفلسطيني. 

وقالت نسرين في تصريح لـ"تليجراف مصر"، أن هذه المجــزرة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في ظل الصمت الدولي، فالاحتلال معني باغتيال كل ما يشكل خطرًا عليه، واستهدافه الصحفيين ليس جديدًا بل سياسة ممنهجة لإسكات الحقيقة".

ردود الفعل

أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بيانًا باللغة الإنجليزية، حول الهجوم على مقر مجمع ناصر الطبي في خان يونس.

وجاء في البيان: “تعرب إسرائيل عن أسفها العميق للحادث المأساوي الذي وقع في مستشفى ناصر بغزة، وتُقدّر إسرائيل عمل الصحفيين والطاقم الطبي وجميع المدنيين”.

وأوضح نتنياهو، أن السلطات العسكرية تُجري تحقيقًا شاملًا، زاعمًا أن حرب إسرائيل ضد حماس، وأهدافها المشروعة هي هزيمة الحركة وإعادة الأسرى إلى ديارهم".

وعلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على القصف الإسرائيلي الذي استهدف مستشفى ناصر في قطاع غزة، مؤكدًا أنه لم يكن على علم مسبق بالحادثة، وأنه "غير سعيد بما جرى"، بحسب قناة سكاي نيوز.

وقال ترامب، إن الوضع الإنساني في قطاع غزة "سيئ جدًا" ويستدعي إنهاء المعاناة المستمرة، داعيًا إلى الإفراج الفوري عن الرهائن العشرين المتبقين.

ووصف الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الهجوم الإسرائيلي الذي أسفر عن سقوط مدنيين وصحفيين في غزة بأنه "عمل غير مقبول ولا يمكن تحمله".

وفي السياق نفسه، أدانت كندا، الغارة الإسرائيلية، مؤكدة أن إسرائيل ملزمة بحماية المدنيين في مناطق النزاع. وقالت وزارة الخارجية الكندية في بيان: "نشعر بصدمة بالغة إزاء الغارة العسكرية الإسرائيلية على مستشفى ناصر في غزة، والتي أدت إلى مقتل خمسة صحفيين وعدد من المدنيين، بينهم مسعفون وعاملون في القطاع الصحي. مثل هذه الهجمات غير مقبولة".

كما أعرب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، عن إدانته الشديدة لمقتل الفلسطينيين في القصف الذي استهدف المستشفى، مؤكدًا ضرورة إجراء تحقيق عاجل ومحايد في الحادثة.

search