الأربعاء، 27 أغسطس 2025

05:31 ص

"نقطة في بحر".. برنامج الأغذية العالمي: المساعدات لا تسد جوع غزة

سوء التغذية في غزة

سوء التغذية في غزة

حذّر برنامج الأغذية العالمي، اليوم، من أن المساعدات الإنسانية التي تسمح إسرائيل بدخولها إلى قطاع غزة لا تزال غير كافية، واصفًا إياها بأنها "قطرة في بحر" مقارنة بحجم الاحتياجات المتزايدة، وذلك بعد أيام من إعلان الأمم المتحدة رسميًا حالة المجاعة في القطاع.

وأوضح البرنامج التابع للأمم المتحدة أن هذا الإعلان، الذي صدر الجمعة الماضي، جاء نتيجة "التعطيل المنهجي" لدخول المساعدات من جانب إسرائيل خلال الحرب المستمرة منذ نحو عامين بين إسرائيل وحركة "حماس".

100 شاحنة يوميًا لا تكفي

قال نائب المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، كارل سكاو، إن الأسابيع الأخيرة شهدت ارتفاعًا طفيفًا في حجم المساعدات، إذ بلغ متوسط دخول الشاحنات نحو مئة يوميًا. ومع ذلك، أكد أن هذه الكمية "لا تزال قطرة في بحر" بالنظر إلى الحاجة الملحة لتقديم المساعدات لما يقرب من 2.1 مليون شخص في القطاع.

وأضاف سكاو في تصريح لوكالة "فرانس برس" خلال زيارته إلى نيودلهي: "نحتاج إلى مستوى مختلف تمامًا من المساعدات لقلب مسار المجاعة الحالية".

المجاعة تضرب نصف مليون شخص في غزة

وبحسب التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، المدعوم من الأمم المتحدة ومقره روما، فإن المجاعة تطال نصف مليون شخص في غزة.

ويُعرّف التصنيف المجاعة عندما تعاني 20% من العائلات من نقص حاد في الغذاء، ويصاب أكثر من 30% من الأطفال دون الخامسة بسوء تغذية حاد، إضافة إلى تجاوز معدل الوفيات اليومية شخصين لكل عشرة آلاف نسمة.

سكاو رسم صورة قاتمة للوضع في القطاع، مشيرًا إلى أن مستويات اليأس بلغت حدًا دفع السكان إلى انتزاع المواد الغذائية من شاحنات المساعدات.

وأضاف: "عندما نعجز عن القيام بعمليات توزيع منظمة، لا نستطيع ضمان وصول المساعدات إلى الفئات الأكثر ضعفًا، مثل النساء والأطفال في المخيمات. هؤلاء هم الأكثر حاجة لإنقاذ حياتهم".

أزمات عالمية متزامنة وتراجع في التمويل

وأوضح المسؤول الأممي أن أزمة غزة ليست الوحيدة، إذ يشهد العالم عدة مناطق تعاني الجوع بشكل متزامن في ظل تراجع كبير في التمويل، ويعاني نحو 320 مليون شخص حول العالم من انعدام حاد في الأمن الغذائي، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف العدد قبل خمس سنوات.

وأشار سكاو إلى أن تمويل برنامج الأغذية العالمي انخفض بنسبة 40% مقارنة بالعام الماضي، مضيفًا: "نشهد الآن عددًا من الأزمات التي كانت لتتصدر الأخبار في أي وقت آخر في التاريخ".

المجاعة تؤثر على الأطفال في السودان

كارثة في السودان

ومن بين هذه الأزمات، أشار سكاو إلى السودان، حيث يعاني 25 مليون شخص من انعدام حاد في الأمن الغذائي، بينهم 10 ملايين شخص في مرحلة التضور جوعًا.

وأكد المسؤول الأممي وجود 10 مواقع في السودان تأكد فيها وقوع مجاعة، واصفًا الوضع هناك بأنه "كارثة لا يمكن تصور حجمها".

كما تحدّث عن محاولة قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة كسر الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر في إقليم دارفور، مشيرًا إلى أن القافلة تعرضت لهجوم بطائرة مسيرة أسفر عن سقوط قتلى.

حالة مجاعة ثالثة

وأضاف سكاو أن دولة جنوب السودان المجاورة تعاني هي الأخرى أزمة إنسانية حادة، مع وجود "احتمال لتأكيد حالة مجاعة ثالثة".

وأوضح أن العمليات هناك "مكلفة للغاية" بسبب اضطرار فرق الإغاثة لإيصال المساعدات عبر المروحيات وإسقاطها جوًا في ولاية أعالي النيل نتيجة غياب الطرق.

أشار سكاو إلى أن المانحين التقليديين خفضوا دعمهم الإنساني، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة قلصت المساعدات الخارجية منذ تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه، وهو ما وجه ضربة قوية للعمليات الإنسانية حول العالم.

search