الأربعاء، 15 أكتوبر 2025

04:44 ص

ترامب يطلب من رئيس إسرائيل العفو عن نتنياهو في قضية "السيجار والشمبانيا"

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو  والرئيس الأمريكي دونالد ترامب

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب

من على متن طائرته الرئاسية "إير فورس ون"، أدلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات أثارت جدلًا واسعًا، بعد تطرقه إلى اقتراحه العفو عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتهم في قضايا فساد، كما تحدث عن رؤيته لمستقبل حل الدولتين بعد إنهاء الحرب في غزة.

جاءت تصريحات ترامب عقب توقيعه في شرم الشيخ على اتفاق وقف الحرب في غزة، حيث أجاب على أسئلة الصحفيين على قضية نتنياهو القضائية وموقفه من التسوية السياسية في المنطقة، وفقًا لموقع "روسيا اليوم". 

وقال ترامب، خلال حديثه للصحفيين على متن طائرته الرئاسية، إنه مازح نتنياهو داخل الكنيست قائلًا: “قلت له إنني لا أريد إثارة الموضوع، لكن التوقيت كان رائعًا، لقد نال تصفيقًا حارًا، ولولا ذلك التصفيق لما فتحت الموضوع، الجمهور كان مذهلًا”.

“لا أحد يهتم”

وأضاف ترامب أنه اقترح أمام الحضور، وبحضور الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتصوج، منح نتنياهو عفوًا رئاسيًا قائلًا: "لدي فكرة يا سيدي الرئيس، لِمَ لا تمنحه عفوًا؟ السيجار والشمبانيا؟ لا أحد يهتم! إنه يعرف كيف يفوز، امنحه عفوًا". في إشارة إلى قضية فساد يواجهها نتنياهو منذ 2017 تتعلق بطلب أسرة نتنياهو وزوجته سارة السيجار والخمور مجانًا في مكتبه أو منزله من مالك الكازينو الأسترالي جيمس بيكر والمنتج الهوليودي أرنون ميلشان.

وقوبلت هذه الكلمات بتصفيق داخل القاعة، فيما اعتبرتها وسائل إعلام إسرائيلية سخرية مبطنة من المحاكمة التي يخضع لها نتنياهو منذ سنوات.

الولايات المتحدة ستنقذ نتنياهو

ولم تكن تلك المرة الأولى التي يتدخل فيها ترامب في قضية نتنياهو القضائية، ففي يونيو الماضي كتب على منصته "تروث سوشيال" أن "الولايات المتحدة ستنقذ نتنياهو من محاكمة نتنياهو"، واصفًا القضية بأنها "سياسية بحتة" وداعيًا إلى إلغائها.

رؤية ترامب لما بعد الحرب

وعند سؤاله عن رؤيته لما بعد الحرب في غزة، قال ترامب: “دولتان؟ أنا لا أتعامل مع ذلك الآن، ما أتحدث عنه هو إعادة إعمار غزة. البعض يريد دولة واحدة، وآخرون يريدون دولتين، وأنا لم أحدد موقفي بعد”.

وجاءت تلك التصريحات بعد توقيعه مع الرئيس عبدالفتاح السيسي على وثيقة "الرؤية الشاملة للسلام" خلال قمة شرم الشيخ للسلام، التي تضمنت التزام الطرفين ببناء مستقبل يقوم على السلام المستدام والمصير المشترك، وجاء في نصها: “نسعى إلى التسامح والاحترام وتكافؤ الفرص لكل إنسان، وجعل المنطقة مكانًا يتطلع فيه الجميع إلى الأمن والازدهار بغض النظر عن العرق أو الدين أو الأصل”.

وبحسب مصادر إسرائيلية، فإن تصريحات ترامب خلال عودته إلى واشنطن تعكس أسلوبه المعروف في المزج بين المزاح السياسي والرسائل الجادة، مع إبقاء موقفه من الدولة الفلسطينية مفتوحًا دون تبني رؤية واضحة.

سلسلة من الاتهامات بالفساد

يواجه نتنياهو سلسلة من الاتهامات بالفساد والاحتيال وخيانة الأمانة، في ثلاث قضايا معروفة باسم القضايا 1000 و2000 و4000، وهي ملفات تلاحقه منذ سنوات وتشكل محورًا أساسيًا في الجدل السياسي والقانوني داخل إسرائيل، وفقًا لصحيفة “الجارديان” البريطانية.

نتنياهو، البالغ من العمر 75 عامًا، تولى الحكم بشكل متواصل تقريبًا منذ عام 2009، ويعد الزعيم الأطول بقاءً في السلطة في تاريخ إسرائيل، كما أنه أول رئيس وزراء أثناء ولايته يتم اتهامه رسميًا بارتكاب جرائم.

القضية 1000: الهدايا الثمينة

تتهم النيابة نتنياهو وزوجته بالحصول على منافع شخصية وهدايا باهظة من رجال أعمال مقابل تقديم تسهيلات لهم، وتشير التحقيقات إلى تلقيه نحو 700 ألف شيكل (210 ألف دولار) من رجلي الأعمال أرنون ميلشان، المنتج في هوليوود، والملياردير الأسترالي جيمس باكر.

وتشمل الهدايا زجاجات شمبانيا وسيجار فاخر، فيما يقال إن نتنياهو ساعد ميلشان في مصالحه التجارية.

نتنياهو وأرنون ميلشان

القضية 2000: صفقات إعلامية سرية

تتعلق باتفاق غير معلن بين نتنياهو وناشر صحيفة “يديعوت أحرونوت”، يقضي بوقف توزيع صحيفة يسرائيل هيوم المجانية، مقابل تغطية إعلامية داعمة له في الصحيفة الأولى، وهو ما تم اعتباره سعيًا لتوجيه الإعلام لمصلحته السياسية، بحسب صحيفة "الشرق الأوسط". 

القضية 4000: مزايا مقابل تغطية إيجابية

يتهم نتنياهو في هذه القضية بإبرام صفقة مع رجل الأعمال شاؤول إلوفيتش، مالك موقع “واللا” الإخباري، لضمان تغطية إعلامية إيجابية له ولزوجته سارة، مقابل منح شركة الاتصالات "بيزك" التي يملكها إلوفيتش امتيازات تنظيمية بقيمة 1.8 مليار شيكل (نحو 500 مليون دولار).

العقوبات القانونية

تصل عقوبة تهمة الرشوة إلى السجن لمدة 10 سنوات أو دفع غرامة مالية، بينما تصل عقوبة الاحتيال وخيانة الأمانة إلى 3 سنوات، ورغم ذلك، لا يلزم القانون الإسرائيلي رئيس الوزراء بالتنحي إلا في حال صدور إدانة نهائية بحقه، ويمكنه البقاء في منصبه طوال فترة الاستئناف.

نتنياهو ينفي التهم

ينفي نتنياهو جميع التهم، ويصفها بأنها حملة اضطهاد سياسية من قبل خصومه ووسائل إعلام تهدف إلى إسقاطه من الحكم، واصفًا الاتهامات بأنها “بحر من العبث”، بحسب “الجارديان”.

وتحاول بعض الجهات المقربة منه، إلى جانب وسطاء محايدين، التوصل إلى اتفاق تسوية يعترف فيه بالتهم مقابل إعفائه من السجن واعتزاله الحياة السياسية، معتبرين ذلك حلًا لتجنب "تدمير الدولة" على حد وصفهم، لكن النيابة العامة ترفض المقترح وتصر على المضي في المحاكمة، مؤكدة أن الاتهامات قائمة على أدلة وليست تلفيقات.

تراجع الاهتمام بمحاكمة نتنياهو

أدت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي اندلعت عقب هجوم حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023 إلى تراجع الاهتمام الشعبي بمحاكمة نتنياهو، مع توحد الإسرائيليين في مواجهة الحرب، لكن مع مرور الوقت واستمرار القتال، بدأت الانقسامات السياسية في الظهور مجددًا.

وقبل الحرب، كانت الأزمات القانونية ومحاولات حكومته تقليص صلاحيات القضاء من أبرز أسباب الانقسام السياسي، وأسهمت في اضطراب المشهد الداخلي وإجراء خمس جولات انتخابية متتالية.

اقرأ أيضًا:

نتنياهو: ترامب الصديق الأفضل لإسرائيل.. ونمد أيدينا بالسلام لدول المنطقة

search